تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ الـ... الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم...

“كاتب المحكمة “للقاص المهندس مازن محمود علي تنال الجائزة الأولى للقصة القصيرة في مسابقة نقابة المهندسين السوريين..

14191653_1222184317860487_1360896132_oبانوراما طرطوس- رجاء علي:

لأن الكتابة انسياب اللاتعيين ..أتت ”كاتب المحكمة ”من شرك الواقع المتلبس بعاداته والمتكور في شرنقة اللازم ..كما هي التقاليد .. فاشتعل هاجس الكتابة لأجل الحياة في مخيلة القاص مازن علي ..ليذهب بقلمه حد الممنوع في مجتمع متلفلف بملاءة المظاهر ..والمتكأ على قشة الموروثات الخالدة ..ليسلط الضوء على أخطاء الفرد وأخطاء الجماعة في واقعنا ،فبرأيه الكل معني بمايحدث ..وبما يكون يقول القاص المهندس مازن علي: تأتي أهمية القصة للإشارة إلى الخطأ وطرح الحلول بالإضافة إلى قيمتها الجمالية، وتذويقها الأدبي . يضيف : القصة القصيرة فن من فنون الكتابة الصعبة التي تحتاج إلى تكثيف الحدث، لإبراز الفكرة في عدد صفحات قليل .. وقصة” كاتب المحكمة ”تتحدث عن مخاطر الزواج بين الأعمار المختلفة بصورة حدث بسيط” قريب عميق ”عند توقيع عقد الزواج . نالت قصة كاتب المحكمة للمهندس الإنشائي الاستشاري لدى المصرف العقاري مازن محمود علي الجائزة الأولى في مسابقة القصة القصيرة التي أقامتها نقابة المهندسين السوريين في العام الماضي / 2015 “ كاتب المحكمة ”تلامس شفافة الواقع بأسلوب أدبي ..بسيط سهل قريب للذهنية الاجتماعية ،تخاطب البديهة الانسانية لم يدرو في جوانب الحياة غير المتاحة للجدل جهرا ..

==========================================

14248983_1222184624527123_968017122_nكـــــاتب المحكمـــــــــــــه
-“خصم خمسةٍ بالمئة مع نقلٍ الى المستودع”، كان هذا نصُّ العقوبة الَّتي منحني مأمور النُّفوسِ .
يا إلهي ،الى المستودع ؟ ذلك المكان الكريه، المليئِ برائحةِ الرُّطوبةِ و العفن ، وأضابير المحكمة المغبرَّة.
ولكن لماذا كلَّ هذا ؟ هل استحقُّ فعلاً هذا العقاب؟
– هوِّن عليك ، يمكن أن تكون العقوبة لمدَّة قصيرةٍ ؟!
– لا ، أبداً إنَّه قرارٌ نهائيُّ ….
– سامحكَ الله ، ماذا فعلتَ ؟ لقد احبَّك القاضي و اعتمد عليك في العمل ، ماذا حدث إذاً ؟
– وهل ما فعلته أنا يستوجب كلَّ هذا ؟ لو أنَّني لكمتُ مساعد القاضي ثقيلَ الظِّلِّ بين عينيه ، لما فعلوا بي ذلك …
اسمع ما جرى : أثناء تناولي للقهوة الصَّباحيَّة وقعت عيناي على عنوانٍ في الصَّحيفة الملقاة على الطَّاولة ، وهل ينسى مساعد القاضي صحيفته ؟ إنَّه يرتكب جريمة من أجلها ، ولكن لكي أقع أنا في المشاكل نسيها ذلك اليوم . كان العنوان في أعلى الصَّفحة ” مشاكل الزواج بين الأجيال” إنَّه عنوانٌ لا يُقاومَ ، يُجبركَ على القراءةِ .
المهم ..وبلا طول كلام..بدأت بالقراءة وهو ما لا أفعله في مثل هذا الوقت من النهار، ولكن كيف ستقع المصيبة ؟
دخل المكتب رجلان احدهما كهلٌ أقرب الى العجوز والآخر شابُّ في الثلاثين من العمر،وثلاث فتياتٍ، للوهلة الأولى ظننت أنَّهم أبٌ و أبناءه أتوا لتنظيم وكالةٍ لأمرٍ ما بينهم.
وما أن وقفوا أمام المكتب حتَّى ارتعد الأب-كما ظننت- كمن لمسته الكهرباء وصاح:
– صورة الهويَّة ؟
والتفَّ بحركةٍ بهلوانيَّةٍ لا تناسب سنَّه أبداً، حتَّى أنِّي خفت عليه أن يفقد توازنه ويسقط على الأرض ،و هجم راكضاً بإتِّجاه الباب الخارجيّ ،أظنّ لو أنَّ أحداً ظهر أمامه فجأةً لدهسه كالقطار .بما يملك من جسدٍ ممتلئٍ مكتنزٍ لحماً و شحماً، وبعد خروجه بقي الجميع واقفاً، فطلبت منهم الجلوس .
وبما أنَّ موضوع الصَّحيفة له صلةً بعملي ،قرَّرت أن أُكملَ الموضوع لحين عودة الرَّجل ، بعد دقائق أحسست بالخجل من الموجودين، ، وبما أنَّني مهذَّبٌ -الى درجةٍ ما كما تعلم –فقد فتحت حديثاً لأكسر الصَّمت الثَّقيل الذي ساد في الغرفةِ ، بماذا يمكن أن تحدِّث أشخاصا لا تعرفهم؟ لم أجد أمامي إلاَّ الموضوع الَّذي بين يدي، لقد بدأت الكلام بشكلٍ متوازنٍ في البداية ، وبدأ الجميع المشاركة في النِّقاش، وانهمكت الفتاة الصَّغيره ذات العينين السَّوداوين الواسعتين هي الأخرى في الحوار ، لقد كانت تحبُّ الثَّرثرة، أنا لم اسحبها من لسانها،فارتفعت حرارة الحديث واحمرَّت أرنبة انفها ووجنتيها ،كأنَّها تقف أمام نار الطَّبخ ، لم يكن الجميع على رأيٍ واحدٍ، فالأخ لا ير مانعاً من زواج الفتاة من رجلٍ يكبرها بكثير ، حتَّى العكس لا ير مانعاً فيه. ولكنَّ أخته الكبيره ذات الوجه المجدور والحواجب الكثَّه والشَّعر الأجعد القصير ، لكزته بمرفق يدها ليصمت ،فتأوَّه كاتماً ألمه الشَّديد .و لم أدر سبب ذلك حتَّى الآن. ورحت أتحدَّث دون اكتراثٍ بمن حولي،واسترسلت في توضيح مخاطر هذا الزَّواج ، ولاحظت رؤوس الآخرين وهي تدور يمنةً و يساراً ،وكيف راحت عيونهم تتوسَّع، فظننت أنَّ ذلك من فرطِ الإعجابِ بحديثي الرَّائع .
-لماذا إذاً إن لم يكن كذلك ؟
– لقد كانوا يفورون غضباً ، ولكن …..هل تتزوَّج الفتيات عندنا من الأصغر الى الأكبر ؟ إنَّه انقلابٌ على العادات والتَّقاليد ، يا للآباء الأنذال لم يعد هناك حياءٌ، وهل ستتزوَّج أختاها بعد الآن؟ ..لا ..لا….أبدا…لقد قُضي عليهما الى الأبد ……إذن أين وصلنا ؟…. آه… وبينما كنتُ أغوص في جهلي السَّعيد ،اقترب الشَّابُّ منِّي وهمس في أذني:
-” إنَّها العروس يا أخ، والرَّجل الآخر هو العريس ، ألن تخرس ؟ “
-اممممممم بالتَّأكيد عفواً …ععععفواً ……
ولكن ما الفائدة ؟ لقد فعل كلامي فعله ،وهل أنا ادرس المحاماة عبثاً ؟ لقد خافت الفتاة الصَّغيرة ،و امتنعت عن إكمال إجراءات عقد الزَّواج ، لم يكن أمامي إلاَّ الهروب،قبل قدوم وحيد القرن الهائج مسبقاً،تركت الغرفة أثناء صياح الأخوة، حتَّى جاء الضَّابط المناوب في مديريَّة النُّفوس ومعه القاضي، بينما أنا انظر من بعيد.

طرطوس 9/2015
مازن محمود علي

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات