هي نموذج للشباب السوري الذي نذر نفسه على مدى سنوات الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية لأداء واجبه الوطني حيث اختارت الشابة سوسن ديوب الانخراط في عدة جبهات تطوعية في وقت واحد فتكرس من خلالها جل وقتها وجهدها لدعم أسر الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري والمهجرين بفعل الإرهاب.قصة سوسن لا تختلف عن قصة أية شابة سورية أخرى استيقظت فجأة لتجد أن الألوان في بلدها تغيرت في مجتمع طالما ساده الهدوء والحب والسلام والأمان ورغم أنها تفرغت بداية الأمر للدفاع عن بلدها من خلال صفحات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت إلا أنها سرعان ما انتقلت إلى أرض الواقع بعد أن اندمجت ضمن كوادر جمعية إيثار التي تحولت إلى أسرة ثانية لها.
وأوضحت ديوب في حديثها لنشرة سانا الشبابية أنها شاركت مع الجمعية بزيارات ميدانية لأسر الشهداء والجرحى والمخطوفين وهي مستمرة في هذا العمل الذي تقوم بتوثيقه كتابة وتصويرا لافتة إلى أنها لم تكتف بزيارتهم بل استمرت بالتواصل معهم حتى الآن .
وتقوم ديوب التي تحمل إجازة في اللغة الانكليزية بدعم أبناء الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري والمهجرين تعليميا عبر تدريسهم مادة اللغة الانكليزية في المعهد التعليمي المجاني التابع للجمعية كما تحرص حسب قولها على مشاركة أطفال الجمعية من الفئات المستهدفة في مختلف الفعاليات والمهرجانات والدورات التي تنظمها جهات حكومية وخاصة بهدف تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم وزرع الابتسامة على وجوههم.
أكثر من ذلك تشارك المتطوعة الشابة من خلال الجمعية بمحو أمية السيدات المهجرات بفعل الإرهاب وذلك من خلال دورات خاصة تنفذها بشكل دوري إلى جانب إشرافها على عدد من الدورات المهنية التي تقيمها إيثار بالتعاون مع جمعيات أهلية وجهات حكومية لتعليم النساء بعض الحرف التي تساعدهن على إقامة مشاريع صغيرة خاصة تؤمن مداخيل لهن تساعدهن على مواجهة متطلبات الحياة.
و قالت..” أشعر بالسعادة لأنني تمكنت خلال هذه السنوات القاسية من تلبية احتياجات البعض ومساعدتهم على تحمل الأعباء النفسية المريرة في إطار منظومة تطوعية واسعة يشكل الشباب نسغها الأساسي وتواكب كل طارئ خاصة في ظل تكامل الجهود الحكومية والأهلية التي تحول الطاقات الكامنة إلى عاملة ومنتجة”.
واختتمت سوسن بالتأكيد على أن العمل التطوعي يحقق بجميع أشكاله الذات الإنسانية للشخص المتطوع ويعزز ثقته بنفسه ويضمن تقدير الآخرين له مؤكدة أهمية العمل التطوعي لجهة تعبئة الطاقات البشرية والمادية وتوجيهها وتحويلها إلى عمل جماعي يعود بالخير على المجتمع ككل.
بشرى سليمان
