طرطوس- نورس علي:

أقامت “الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية” مكتب في “طرطوس” بالتعاون مع “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين” فعالية فنية بعنوان “أنا قادر” على مسرح المركز الثقافي العربي في “بانياس”.
الفعالية تضمنت مجموعة من الفقرات الفنية والغنائية والمسرحية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يتم تدريبهم والعمل معهم في مراكز “الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية” المنتشرة في أغلب مناطق “طرطوس” وخاصة مدينة “بانياس” وريفها، السيد “دريد درويش” مدير مكتب “الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية” في “طرطوس” قال عن هذه الفعالية وهدفها: «هدف الفعالية هو تسليط الضوء على الأطفال ذوي الإعاقة وإبراز قدراتهم ومهاراتهم الخاصة لتمكينهم من الاندماج بالمجتمع المحلي خاصة في ظل ظروف الحرب التي تمر ها البلاد حيث تعاني هذه الفئة من التهميش والحاجة للرعاية والاهتمام من قبل الأسرة والمجتمع».
ويتابع: «إن الجمعية تقوم من خلال متطوعيها في مراكز مدينة بانياس بالبحث عن مثل هذه الحالات ومحاولة تقديم الدعم النفسي والمعنوي لها وللأسر التي تعتني بها، خاصة أن هناك بعض الأسر تخفي مثل هذه الحالات لأسباب اجتماعية، ومن هنا كان شعارنا في الجمعية “على الهامش وفي الصميم”، حيث نتوجه لهذه الفئة التي تعيش على الهامش في المجتمع لأنها في صميم عملنا التنموي المجتمعي، وكذلك نحاول أن نكون سنداً وعوناً لهم، والتأكيد على دمجهم بالمجتمع وإدخال الفرحة إلى قلوبهم».
الآنسة “مجيدة خضور” رئيسة قسم ذوي الاحتياجات في الجمعية قالت: «تضمنت الاحتفالية فقرات فنية متنوعة لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، قامت الجمعية بتدريبهم لمدة ثلاثة أشهر سابقة كنوع من دمجهم بالمجتمع وضمن مجموعات أطفال من فئاتهم العمرية، حيث تم تقديم أغنية بعنوان “باسم الطفولة اسمعونا” وأغنية أخرى بعنوان “أمي نبع الحنان”، إضافة إلى عمل مسرحي بعنوان “صحوة” يناقش قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة وحاجاتهم وعدم تقبل المجتمع لهم، إضافة إلى معرض رسم وأشغال يدوية خاص بأطفال الجمعية يقدر عددهم بحوالي /60/ طفل وطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة».
السيد “موسى عفيصة” منسق المركز المجتمعي “بيت الياسمين” في “بانياس” قال: «”الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية” تحيي المناسبة في كل عام بهدف إشعال ضوء وإيجاد علاقة صحيحة بين المجتمع وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك تأكيداً على دمجهم بالمجتمع بشكل صحيح، إضافة إلى إدخال البسمة والفرح إلى نفوسهم لأنهم في الصميم».
الطفل “هادي شدود” قدم معزوفتين على الأورغ جذب انتباه الجمهور بشكل لافت، وهو طفل من ذوي الاحتياجات قامت المدربة “إيمان دلا” المتطوعة في “الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية” بتدريبه عليها، وهنا قالت: «”هادي” طفل من ذوي الاحتياجات يملك موهبة العزف وهو نموذج لهذه الفئة التي يهمشها المجتمع بشكل عام، ولكن والدته كانت سيدة مختلفة تماماً وحاولت دائماً أن تشتغل على مواهبه ودمجه مجتمعياً، وهنا بدأ دورنا كجمعية تنمية بعد جذبه لمركز “بيت الياسمين” صميم عملنا من هم على الهامش، وعملنا على موهبته وقدمناه للمجتمع اليوم نموذج مختلف ليكون في الصميم لأنه قادر، وكذلك بقية أقرانه، إذاً فعالية اليوم تهدف لتحفيز القدرات ووضعها في صميم اهتمام المجتمع».
السيدة “فتاة عباس” والدة الطفل “هادي قالت: «ما قدمته للجمعية هو صلب ما كنت أشتغل عليه لسنوات مع طفلي، وهو الأمر الذي أتمنى أن يدركه بقية أفراد المجتمع بان هؤلاء الأشخاص من ذوي الاحتياجات أناس موجودون في مجتمعنا ولهم حقوقهم الخاصة، خاصة وأن أجواء هذه الفئة أجواء نقية ملائكية ولا ينقصها شيء بل على العكس فيها قدرات كامنة يجب اكتشافها وتبنيها، ولكن لا يدركها المجتمع».
الطفلة “قمر قرنية” قدمت سكتش راقص بالتعاون مع أطفال أصحاء وذوي احتياجات خاصة، قالت: «لم أشعر خلال التدريب على السكتش أن بيننا أطفال ذوي احتياجات، بل على العكس كان بعضهم يبدع في تنفي الحركات، واليوم نحن نشكل صداقة حقيقية ستبقى حتى بعد انتهاء الفعالية».