كنوز ثقافية وفنون ومعطيات غنية، مدهشة في الإبداعات التي تحملها، إنها عنوانين لتواريخ وحضارات، هذا ما عودتنا رؤيته أعمال الموروث الثقافي، وذلك عبر حضوره المستمر في المشهد الثقافي، الذي لا ينقطع أبدا، فهو يطلعنا على حضارة رافقت الزمن، وأصبغه بحلتها الجميلة، فهي تحمل عناوين الجمال والقيم، التي يظهر عبر مشغولات وأعمال فنية وحرفية، تعبر عن نفسها وكينونتها، تلك التي تحمل ازدهار اجتماعي، استطاع ان يصنع ويرسخ كل هذه الجماليات، ويبقى عبر الزمن، يقول حكاياته المجيدة للأجيال، فهذه الجماليات تظهر بوضوح، عبر الأعمال التراثية، التي رافقت دوما فعالياتنا الثقافية والاجتماعية ، كما كانت هي بحد ذاتها فعالية ثقافية، استقطبت المهرة والفنانين، ليقدموا عملهم للناس ويطلعوهم على هذه الثقافة الاجتماعية الزاخرة بالعطاء، فأفرزت الفنون على أشكالها، والتي تخبرنا بالكثير عن تواريخنا المزدحمة بحب العمل والخلق … من هنا كانت المؤسسات الثقافية حريصة في هذا السياق كي ترعى هذه الفعاليات وتواكب انجازاتها دوما، فهي تتمسك عبر المناسبات المستمرة، تلك التي تعلي من شأن التراث وأشغاله، للإضاءة على علاقته بالواقع والحياة، وقد كانت تلك المناسبات دوما بمثابة محطات راسخة ضمن المشهد الثقافي … كان منها مؤخرا ما أقيم في المركز الثقافي بكفر سوسة , فحضرت مجموعة من الأعمال التراثية والمشغولات، والتي تؤكد من جهة ثانية ارتباط المجتمع السوري بكافة شرائحه بهويته الثقافية، وعبر كل المجالات .. تضمن المعرض الكثير من الأشغال اليدوية، حيث صنعت سيدات سوريات أجمل التكوينات واللوحات الفنية وكانت تلك الأعمال في مجال صناعة القش والسلال والأطباق والخيزران، والصنارة والكر وشيه، تطريز..ومشغولات صوفية وغيرها ..فجسد المعرض فنون تمسكت بالمورث.
أمثال هذه المعارض تحمل بين سطورها تاريخ حرفة تمسكت بالقيم الجمالية المزدانة بالموهبة العريقة، وقد أنجزتها المرأة السورية في أصعب الظروف، لتكون عونا لأسرتها ومجتمعها، مظهرة قدرتها المتميزة على أن تكون صاحبة فعل حقيقية، عدا عن أن ذاك الفعل نفسه تمسكا بالهوية الثقافية، بكونها تحافظ على فنون توثق لحضارتها..
آنا عزيز الخضر