تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتشكيل الوزارة الجديدة برئاسة الدكتور محمد غازي الجلالي الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ الـ... الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات...

المربي “عبد الحميد محفوض”… التدريس المجاني للفقراء

بانوراما طرطوس- نورس علي:

أهتم المربي “عبد الحميد محفوض” بالتعليم بشكل كبير، وساهم بتعليم جيل كامل تقربياً من أبناء مدينة “الدريكيش”، فهو من حدث ابتدائيتها وأحدث اعداديتها، فكان مسبقاً منزله الرحب مأوى لكثير من طلاب القرى البعيدة.

تنقل المربي “عبد الحميد محفوض علي” بين أحياء المدينة حاملاً ضوء الفانوس، ليتابع المجدين في الدراسة ويحفز المقصرين، فبداياته مع التعليم منذ عام 1911، وأسلوبه الخاص في التشجيع على التعليم في زمن الفقر غير مسبوق، فقد كان من المربين الأوائل في منطقة “الدريكيش” وتلقى علومه في دار المعلمين “باريس” وعاد أوائل الثلاثينيات حامل شهادة أهلية التعليم متقن اللغة الفرنسية إلى جانب العربية، وكانت أسرته ميسورة الحال، فوالده “تحصيل دار” المنطقة أيام الاحتلال العثماني.

تميز بالانفتاح ومحبته للعلم، وكان همه تعليم الأجيال، حيث ساهم بتطوير ابتدائية “الدريكيش” واسماها ابتدائية “خالد ابن الوليد”، انفتاحاً وتحرراً ومحبةً، وهذا انعكس على اهتمامه بالجيل الأول الذي تعلم في المدينة، نتيجة تحفيزه وتشجيعه له وحتى دعمه المادي أيضاً، فقدم له الطعام والشراب والسكن، وشجعه على ارتياد المدرسة لتلقي العلوم والمعرفة، وتولى بماله الخاص صرف تكاليف الكرسي المجاني ونصف الكرسي المجاني الذي كانت تمنحه الدولة وقيمته خمسون ليرة للطلاب المتفوقين والفقراء أربعينيات القرن الماضي.

ومن ثم ساهم في إحداث إعدادية “الدريكيش”، وكانت تسمى حينها “متوسطة الدريكيش” عام 1943 وهو من استقدم الطلاب إليها من المدينة والقرى المجاورة، وكان عددهم سبعة طلاب فقط.

كما حض الطلاب على التعليم وتابعهم بشدة وصرامة في الليل والنهار على حد سواء، فتجول باستمرار بين منازلهم لتفقد حالتهم التعليمية ومتابعتهم للتحصيل العلمي، وكان يرافقه حينها مستخدم المدرسة حامل له الفانوس، كما ساعد الطلاب الفقراء وقدم لهم الألبسة والأحذية على الدوام، وكذلك بقية الناس الفقراء، حتى أن منزله كان مضافة لأبناء الجرد البعيد الذين لم يستطيعوا العودة إلى منازلهم نتيجة الأمطار والسيول الجارفة.

والكثير من أبناء مدينة “الدريكيش” يعزون فضل النهضة العلمية في مرحلةمن المراحل له، لأنه غرس بذور التحصيل العلمي في المنطقة، عبر تشجيعه على التعليم وتأمين مدرسة ابتدائية في منزله في بداية الأمر، ومن ثم متابعة الطالب في منزلهم، وأذكر أنه حين كان يرى طالب في الحي يناديه ليسأله في بعض المواد المدرسية وخاصة الرياضيات والعربي.

وكان للمربي “عبد الحميد” شخصيته الاجتماعية المحبوبة من قبل الجميع، حيث حصل على عضوية في مجلس الأمة زمن الوحدة مع “مصر”، وقد رشح لهذا المنصب ترشيحاً نتيجة علاقاته الاجتماعية المميزة وقبوله من جميع الناس وكلمته المسموعة بينهم.

وبالعودة إلى الجانب التربوي من حياته يمكن القول أنه أبدع في التعليم ضمن مختلف المدارس التي علم ضمنها، لأنه كان منضبط وخلوق ومتمكن من أسلوبه الخاص، كما شجع الأنثى على التحصيل العلمي فأنتج أول شهادة جامعية حصلت عليها الأنثى في “الدريكيش” وذلك عام 1944 وكذلك للذكر عام 1932.

وهنا تجب الإشارة إلى كرمه للتحفيز على التعليم، وخاصة للطلاب الفقراء، فقدم اللباس والحذاء والقرطاسية، علماً أن في تلك المرحلة كان الاهتمام بنشر التعليم شبه معدوم، فكان المربي “عبد الحميد” حالة مميزة، ولم يكن يوجد في “طرطوس” سوى ثانوية واحدة ضمن المدينة.

كما أن للرجولة عنوان وكان هذا المربي فارس يتجول على فرسه في مختلف القرى المحيطة بمدينته، وبروحه الشابة يجالس شباب القرى ويمازحهم، فهو المعروف بنكتته ومحبته للفكاهة، وهي سمة تميز بها، إضافة إلى أنه كان مسامحاً وودود ويذكر هنا أن أحد المزارعين اعتدى على أملاكه، فتقاضيا أمام المحكمة، وكان قبل كل جلسة محكمة في صافيتا” يذهب بسيارته ليصطحب المدعي معه ويعيده بعد الانتهاء إلى منزله، وعندما سأل عن غرابة هذا التصرف قال “هو خصمي أما القاضي وصديقي أمام الناس والله”، إذاً هو رجل مجتمع متسامح مع الناس، وله ذكر حميد في المنطقة قاطبة.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات