أغلقت الهاتف وكانت يدها ترتجف فوق الأزرار، دخلت إلى الكافيتيريا… وجلست حيث اعتادت ذلك… قد مضى ثلاثة أشهر مذ كانا هنا آخر مرة… تحسست الطاولة بيديها.. ومن أين لك هذه الثقة ياسارة أن تأتي إلى هنا وتتصلي به… بل وتثقي بأنه سيستجيب لك ويأتي…!؟ ربما هو من همس لك ونثر ذاك العطر الذي أهداكي إياه.. وأشار إلى بلوزتك البيضاء التي يحبها كثيرا”… ويمر بعض الوقت على دوامة أفكارها هذه… وتصحو منها على صوته بقربها.. جلس أمامها، وتلاقى النظر بالنظر… تلك النظرة؛ تشبه الأولى.. في اللقاء الأول عندما قال لها أحبك.. وهي كذلك…
_ أعلم بأننا انفصلنا منذ أشهر.. ولكن مالا أعلمه لماذا أتيت إلى هنا.. ولا أعلم كيف اتصلت بك، شيئ ما أكبر من إرادتي، ضعفت أمامه…
نظر إليها بحنين وشوق، ولاحظ كم أصبحت شاحبة.. ومجروحة.. كروحه تماما.. ابتسم لها وأزال دمعة نزلت من قلبه على خدها… وقال لها بصوت أقرب إلى الهمس وهو يمسح دمعة أخرى..
_ لاعليكي.. لاتحزني.. قد انفصلنا أجل.. ولكن هذا لايمنع أن نشرب قهوتنا الآن معا..
مؤلم هذا اللقاء… وحديث العيون أيضا، بعض الشرود.. ولا يعلمان كيف أن أصابع يديهما قد سافرتا عبر تلك الغربة.. والتقت وسط الطاولة… لم يستطع منع نفسه من ملامسة أصابعها النحيلة الصغيرة… لماذا تكابر ياحسام!!؟ أنت تشتاق إليها حقا.. وتحبها كثيرا.. وينظران بذات اللحظة كمن استيقظ من حلم.. وينتهي اللقاء… يخرجان من الباب.. إنه مجرد رصيف رخامي بالنسبةللناس.. ولكنه بالنسبة لهما كان مطارا”.. وقد حان وقت السفر.. يسير كل منهما في طريقه… مظلم طريق العودة إلى المنزل ياسارة… أغلقي المظلة، ودعي المطر يشاركك البكاء والنحيب… ويدك الباردة لم تعد قادرة على حمل شيئ.. وأرى الخيبة والحزن قد أثقلتا قدميك.. ولماذا يكسر قلبك ياسارة؟ وكيف للحياة أن تعرف طريقها إليك بعد الآن..؟ وتجيبها يد حسام تغمر يدها بغفلة منها… قد ذهلت إذ رأته بقربها، ويمسك يدها..! وقف أمامها بعينين يملاؤهما الحنين والشوق…
_ أنظري أيتها الحزينة المبللة بحبات المطر كم علي أن أمسح من الدموع..
وأحاط خديها بيديه… انهارت من البكاء حينها، جذب رأسها نحو صدره بهدوء.. كان أنينها يخترق جسده ويبوح لقلبه بكل شيئ…
_ هيا بنا ياسارة.. ياحبيبتي الرقيقة.. أمامنا الكثير من الفصول سنعيشها معا” وللأبد…
- الرئيسية
- ثقافة
- رغم الإنفصال… قصة قصيرة ج2
رغم الإنفصال… قصة قصيرة ج2
- نشرت بتاريخ :
- 2017-07-06
- 5:05 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك