كتب الإعلامي عبد الرحيم أحمد:
كثيراً ما تناقل الإعلام في العالم عبارة «بصمات داعش» وقبلها «بصمات تنظيم القاعدة» عند الحديث عن أي عمل إرهابي في هذا البلد أو ذاك..
فيكفي أن يتم تنفيذ العملية الإرهابية بسيارة مفخخة أو عبوة ناسفة أو حتى بتفجير انتحاري حتى يتسابق السياسيون في العالم إلى إشهار ماركة «بصمات القاعدة» و»بصمات داعش» في محاولة تحميل مسؤولية الهجمات لتلك التنظيمات السيئة الصيت.
هذا الأمر ينساق على ما يجري في دول الشرق الأوسط عبر سنوات من اضطرابات وفوضى وأحداث شغب ومحاولات تقسيم.. فبمجرد النظر إلى ما يجري في إيران اليوم يمكن القول وبمسؤولية «تحمل بصمات الولايات المتحدة الأمريكية»، ليس من قبيل التحليل ولا من باب التنبؤ.. فالإدارة الأمريكية تكفيك مشقة البحث والتحليل، لأنها تعبر عن نفسها بوضوح وترفع إصبعها الممهور بدماء الأبرياء المراقة في شوارع طهران لتقول للجميع: «تحمل بصماتنا».
أحداث الشغب التي بدأت في بعض المدن الإيرانية تدفعنا للسؤال عن المستفيد من تكسير الممتلكات العامة، ولمصلحة من تراق دماء الأبرياء في تعمد ملحوظ أظهرته الصور والمقاطع التلفزيونية لمجاميع تحطّم كل ما تصادفه في طريقها، رغم أن المجال مفتوح أمامها للتعبير عن رأيها بشكل حضاري؟
هذه الأسئلة ليست وليدة ما نشاهده في إيران اليوم قطعاً، بل هي تراكم لمشاهد بدأت في جورجيا قبل أكثر من عقد ومرت على شوارع وحارات مدننا الحبيبة في تونس وليبيا ومصر وسورية على مدى سنوات ولن تتوقف في طهران.. وكلها تحمل «البصمة الأمريكية» كعلامة تجارية فارقة وفق مفهوم «بصمة القاعدة» و»بصمة داعش».
لكن السؤال: هل «البصمة الأمريكية» هذه قدر على شعوب ودول المنطقة؟ وإلى متى تحركنا الأصبع الأمريكية أفواجاً من الرعاع والقطعان التي تدمّر ما تعبر عليه من دون وعي وإدراك لحجم الكارثة؟ إلى متى ستظل الشعوب والدول تسير وفق البوصلة الأمريكية؟
ألم يحن زمن «البصمة الوطنية» التي تتفوق على بصمات داعش والقاعدة والإدارة الأمريكية!!… قد يكون الجواب بدأ في سورية ومنها… أن بصمة الجيش العربي السوري هي بصمة الوطن التي تمحو تلك البصمات المقيتة بما فيها البصمة الأمريكية والإسرائيلية إن شئتم.
الثورة