بانوراما طرطوس -رشا سليمان

ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﺳﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻌﺖ ﻹﻧﺼﺎﻑ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻴﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ، ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻐﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﻢ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻋﻤﻠﻬﺎ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺠﺐ ﺩﻋﻤﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻞ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ،
ﻭﺍﻟﺴﻌﻲ ﻹﻃﻼﻕ ﺟﻨﺎﺣﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ .

ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ
ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺨﺼﺺ ﻻﻋﺘﻨﺎﺋﻬﺎ ﺑﺄﻃﻔﺎﻟﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ ﻳﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺼﺎﺹ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭﺗﺠﺪ ﺭﻳﻢ ﻣﺤﻤﺪ، ﻣﻌﺪﺓ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻹﺫﺍﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻃﻮﺱ، ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻓﻬﻮ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ، ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﻄﻞ، ﻭﺗﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺼﺼﺔ ﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻗﺼﻰ ﺟﻬﺪﻫﺎ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﺫﻟﻚ، ﻭﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﻴﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠّﻢ، ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻤﻬﻦ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻳﻨﻘﺼﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ، ﻭﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﺪﻋﻢ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ، ﻭﺍﻟﻄﻼﻕ، ﻭﺍﻟﻨﻔﻘﺔ، ﻭﺣﻀﺎﻧﺔ ﺍﻷﻭﻻﺩ، ﻭﺗﻮﺭﻳﺚ ﺭﺍﺗﺒﻬﺎ، ﻭﺇﺟﺎﺯﺓ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ، ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ، ﻭﺃﻣﻠﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺗﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﻊ ﺗﻌﻨﯿﻔﻬﺎ، ﻷﻧﻪ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻣﻠﻴﺌﺎً ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻣﻊ ﻏﻴﺎﺏ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﺔ .

ﺗﻀﺤﻴﺔ
ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻣﺜﺎﻻً ﻟﻠﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ، ﻓﻬﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺖ ﻭﺭﺑﺖ ﻭﺿﺤﺖ ﺑﻔﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪﻫﺎ ﺩﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ ﺑﻘﺎﺀ ﻭﻃﻨﻬﺎ، ﻭﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ، ﺗﻘﻮﻝ ﺳﻬﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺠﻲ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﺑﺪﺭ ﻭﻧﻮﺱ : “ ﺃﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ” ﺗﺤﻤﻠﻨﻲ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺣﻴﺎً ﻳﺮﻯ ﻭﻳﺘﺠﻠﻰ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻇﺮﻱ، ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻮﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﺠﻠﺲ، ﻓﻬﻮ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ، ﻭﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ، ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺃﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﻣﻤﺰﻭﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺨﺮ، ﻭﺍﻟﻌﺰ، ﻭﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ، ﻭﺍﻟﺸﻮﻕ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺣﻞ ﺟﺴﺪﺍً، ﺃﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺗﺤﻤﻞ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﻪ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﻭﺿﺤﻰ ﺑﺮﻭﺣﻪ ﻭﺟﺴﺪﻩ، ﻓﻬﻮ ﺍﻷﻏﻨﻰ ﻭﺍﻷﻛﺮﻡ، ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻫﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﻭﺍﻷﺑﻨﺎﺀ، ﻭﺗﺤﺼﻴﻨﻬﻢ، ﻷﻥ ﺍﻷﻡ ﻫﻲ ﻣﺪﺭﺳﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻫﻢ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﻡ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺒﺮ، ﻭﺃﻥ ﺗﻼﺯﻡ ﻃﻔﻠﻬﺎ، ﻭﺗﻘﺪﻡ ﻟﻪ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﺣﻨﺎﻧﻬﺎ ﻭﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ، ﻓﻬﻮ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﺤﺒﻬﺎ ﻭﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺑﻘﺮﺑﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﻭﻟﻤﺴﺎﺗﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻜﻤﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻭﺗﺸﻌﺮﻩ ﺑﺜﻘﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺣﺐ ﺃﻣﻪ ﻳﺘﻌﻠّﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﺐ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ، ﺇﺧﻮﺗﻪ ﻭﺃﺳﺮﺗﻪ ﻭﺭﻓﺎﻗﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺐ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ، ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺍﻷﻡ، ﻭﻳﺘﻮﺳﻊ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﻤﻞ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ، ﻭﻳﺠﺬﺭ ﺣﺐ ﻭﻃﻨﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ، ﻭﻫﻨﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻡ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﻏﺮﻳﺰﺓ ﺍﻷﻡ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺭﻓﺾ ﻷﻥ ﻭﻃﻨﻪ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ، ﻭﻭﺍﺟﺒﻪ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ، ﻭﺗﻌﺘﺐ ﺃﻡ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻘﺼﺮ ﺑﺤﻖ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ، ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﺎً ﺩﻭﺭ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﻌّﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻷﻡ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻬﺎ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﺘﺄﻫﻴﻠﻬﺎ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺤﺼﻦ ﻭﻣﺘﺤﻀﺮ .

ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻗﻴﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻨﺎﺻﺐ
ﻭﺗﺒﻮﺃﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺸﻐﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻛﺄﻡ، ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﺕ ﺩﻳﻤﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ، ﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻋﺮﻗﻠﺔ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ، ﻓﻠﻴﺲ ﺃﻋﻈﻢ ﻭﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ، ﻭﻋﻠﻴﻨﺎ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺩﻋﻤﻬﺎ، ﻷﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﺛﺎﺑﺖ، ﻭﺷﻌﻮﺭ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻳﺘﺠﺰﺃ .
ﻭﺗﺮﻯ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻭﺍﺟﺒﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻧﺴﺒﻲ، ﻭﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻷﺧﺮﻯ، ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺟﺪﻭﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻭﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﺣﺴﺐ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ، ﻭﺩﺭﺟﺔ ﺍﻻﻋﺘﻨﺎﺀ، ﺃﻭ ﺍﻻﺳﺘﻐﻨﺎﺀ، ﺳﻮﺍﺀ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﺓ، ﺃﻭ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻞ ﻣﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻥ ﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ، ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺩﻭﺭ ﻟﻠﺤﻀﺎﻧﺔ، ﺃﻭ ﺭﻳﺎﺽ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺩﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻓﻤﺜﻼً ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺩﻭﺭ ﺣﻀﺎﻧﺔ، ﺃﻭ ﺭﻭﺿﺔ ﺃﻃﻔﺎﻝ، ﻻ ﻟﻠﻌﺎﻣﻼﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ، ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻷﻋﻀﺎﺀ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻭﺗﻘﺪﻣﺖ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﻫﻜﺬﺍ ﺩﻭﺭ، ﻭﺗﻢ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻟﺠﻨﺔ ﺗُﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺑﺸﺆﻭﻥ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ، ﺃﻱ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻘﺮ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻟﻠﻐﻴﺮ، ﻭﻋﺠﺰﻧﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ، ﻷﻥ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺆﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺑﺪﻭﺭ ﺭﻋﺎﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻬﻢ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﻉ ﺑﻌﻤﻠﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﺗﻌﻄﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺑﺄﻣﺎﻥ، ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺍﺟﻪ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻓﺘﺮﺍﻫﻢ ﻳﺼﺮﺣﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﺄﺳﺮﺗﻬﺎ ﻓﻘﻂ، ﻭﺗﺮﻯ ﺩﻳﻤﺔ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﺎً ﻷﻃﻔﺎﻝ، ﻭﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻨﺼﻔﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ .
ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻩ ﻫﻮ ﺩﻭﺭ ﺗﺸﺎﺭﻛﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﻡ، ﻭﺍﻷﻫﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻳﺴﺎﻫﻤﻮﻥ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺻﻘﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻓﻤﺜﻼً ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺨﺠﻮﻝ ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻱ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻓﻠﻦ ﺗﻨﺠﺢ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺪﺭّﺳﻪ ﺃﻭ ﻣﺪﺭّﺳﺘﻪ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻨﻪ، ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ، ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺸﺎﺭﻛﻴﺔ ﺗﻘﻮﺩﻫﺎ ﺍﻷﻡ، ﺃﻥ ﺗﻌﻠﻢ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﺈﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺟﻴﺪ، ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻨﺒﺬ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ، ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﺴﻬﻠﺔ، ﻭﺃﻛﺪﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺃﻣﺮ ﻣﻬﻢ، ﺳﻮﺍﺀ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ، ﻭﻳﻨﻌﻜﺲ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﺑﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﻌﻠﻤﺔ ﻣﺜﻘﻔﺔ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﺩﻋﻤﻬﻢ ﺩﺭﺍﺳﻴﺎً ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ، ﻭﺗﺤﻔﻴﺰﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺻﻠﺔ ﺗﺤﺼﻴﻠﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻣﺸﻴﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺗﺸﺎﺭﻛﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻓﻬﺬﺍ ﻇﻠﻢ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻭﻳﺠﺐ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻱ ﺗﻘﺪﻡ، ﻭﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﺠﺎﻝ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻭﻫﻲ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻬﺎ، ﻷﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻬﺎ ﻭﻳﻨﺎﺳﺐ ﻭﺍﻗﻌﻬﺎ ﻭﺍﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ، ﻭﺭﺃﻳﻨﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺴﺎﺀ ﺣﻤﻠﻦ ﺳﻼﺡﺍً ﺑﻮﺟﻪ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺩﺍﻓﻌﻦ ﺟﻨﺒﺎً ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻣﺆﻛﺪﺓ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺎﺏ ﻣﻮﺻﺪ ﺑﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ .
ﻭﺍﺳﺘﺬﻛﺮﺕ ﻋﻀﻮ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﻤﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺴﻮﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﺪ ﺍﺳﻤﻬﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻦ ﺟﻮﻟﻴﺎ ﺩﻭﻣﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺯﻧﻮﺑﻴﺎ، ﻭﻓﻲ ﺯﻣﻨﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺗﺒﻮﺃﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ، ﻭﺗﻘﻠّﺪﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ، ﻓﻬﻲ ﻧﺎﺋﺐ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻣﻬﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺭﺋﻴﺱ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺸﻌﺐ، ﻭﻭﺯﻳﺮﺓ، ﻭﻗﺎﺽٍ، ﻭﻧﺎﺋﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ، ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﻣﺤﺎﻓﻆ، ﻭﺃﻣﻠﺖ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻗﺮﻳﺒﺎً، ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺒﺪﻋﺎﺕ ﻭﻟﺪﺧﻮﻝ ﺃﻱ ﻣﺠﺎﻝ ﺗﺮﻏﺐ ﺑﻪ .

ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﻧﻀﺎﻝ
ﻭﺣﻈﻴﺖ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺘﻘﺪﻳﺲ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ، ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﺮﻓﻴﻘﺔ ﺟﻤﺎﻧﺔ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﺃﻥ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻗﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﺍﻟﻌﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺍﻻﻧﺤﺪﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ، ﺻﺎﺣﺒﺔ ﺃﻭﻝ ﺃﺳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ، ﺃﻋﻄﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ “ ﻋﺸﺘﺎﺭ ” ﺑﻜﻞ ﺗﺠﻠﻴﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﻗﺪﺳﻴﺔ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﻭﺗﻜﺮﻳﻤﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻣﻠﺤﻮﻇﺔ ﻓﻲ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﺗﻘﺎﺭﻥ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﺤﻀﺮﺓ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﻴّﻢ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻔﻮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ ﻭﺍﻟﻄﻘﻮﺱ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ، ﻭﺗﻘﻮﻝ : ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻷﻡ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﻛﻌﻼﻗﺔ ﻣﺴﺎﻭﺍﺓ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﺑﻞ ﻛﻌﻼﻗﺔ ﺗﺒﻌﻴﺔ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ، ﻭﺷﺘﺎﻥ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻫﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺤﻨﻮﻥ ﻭﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﻔﺎﻧﻲ ﺩﻭﻥ ﺣﺪﻭﺩ ﻭﺩﻭﻥ ﻣﻘﺎﺑﻞ، ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺻﻮﺭﺓ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ “ ﺍﻟﻀﻠﻊ ﺍﻟﻘﺎﺻﺮ ” ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻫﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺫﻛﺎﺀ ﻭﻋﻠﻤﺎً ﻭﺇﺩﺭﺍﻛﺎً، ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻴﻴﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ، ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ .
ﻭﺗﺆﻛﺪ ﺍﻟﺮﻓﻴﻘﺔ ﺟﻤﺎﻧﺔ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﺍﻋﻢ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ‏( ﺍﻷﻡ، ﺍﻷﺧﺖ، ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ‏) ، ﻭﺟﻮﺩ ﺣﻜﻢ ﺗﻘﺪﻣﻲ ﻣﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺫﺍ ﺍﻹﻧﺘﻤﺎﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻱ، ﻣﺆﻣﻦ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺩﺍﻋﻢ ﻟﺤﺮﻛﺔ ﺗﺤﺮﺭﻫﺎ ﻗﻮﻻً ﻭﻓﻌﻼً، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻼﺋﻤﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻗﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻨﻤﻴﺘﻪ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻣﻌﺎً، ﻭﻟﻔﺘﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﺍﺣﺘﻠﺖ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻲ ﻗﻴﺎﺳﺎً ﺑﺎﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻣﺘﺼﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻄﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﻲ، ﻭﺍﻷﻡ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄﺭﺿﻬﺎ ﻭﺷﻌﺒﻬﺎ ﻭﻗﻴﻤﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ ﺭﺣﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﺜﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﺪﺍﺀ ﻭﻧﻜﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﺍﺕ، ﻭﺧﺎﺻﺔ “ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺎﺕ ” ﺃﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ .

ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ
ﻭﺗﺆﻛﺪ ﺩ . ﺭﻳﻢ ﺳﻠﻴﻤﻮﻥ ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﺮﻃﻮﺱ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺟﺴﺪﻳﺔ ﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻡ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ، ﻭﺣﺎﻟﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺭﻛﻦ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ، ﻭﺗﺤﺘﻞ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﻣﻬﻤﺔ، ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﻬﺎ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺃﻭ ﻣﺆﻗﺘﺎً، ﻓﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺆﻫﻼﺕ ﻣﺎﻳﺆﻫﻠﻬﺎ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻨﻪ، ﻭﻓﻲ ﻧﻬﻀﺘﻪ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﺔ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻭﻭﺍﺟﺒﻬﺎ ﺍﻷﺳﺮﻱ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﺰﻭﺝ، ﻭﺗﺠﺪ ﻣﺘﺴﻌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﻫﻮﺍﻳﺎﺗﻬﺎ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ، ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻤﻬﺎﻡ ﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺁﻥ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻗﺪ ﺗﺸﻐﻞ ﻋﻤﻼً ﻭﻣﻬﻤﺔ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ، ﻭﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ، ﻭﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ، ﻭﺃﺛﺒﺘﺖ ﺟﺪﺍﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﻛﻠﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﺷﺮﻳﻚ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻮﺭ / ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ /.… ، ﻓﻬﻲ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺗﻌﻤﻞ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺇﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﺗﺮﺑﻲ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ، ﻭﺗﺤﻔﺰﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﺣﺐ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻭﺍﻟﺘﺰﻭﺩ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ .
بانوراما طرطوس -البعث