بانوراما طرطوس عبد العزيز محسن:
بمناسبة هذا الشهر الفضيل.. شهر البركة والرحمة يتجدد الحديث عن حجم التكافل الاجتماعي في مجتمعنا..والى أي حد نقوم بواجبنا تجاه من هم بحاجة للمساعدة من فقراء وأيتام وذوي شهداء ومفقودين وجرحى… بالتأكيد هناك تفاوت كبير في الاستجابة لمتطلبات هذه الشريحة ذات الامتداد الواسع… ولكن بشكل عام لاتزال هذه الاستجابة ضعيفة فهناك أسر فقيرة ومحتاجة لا تنال أي مساعدة… وربما يكون السبب عدم معرفة أهل الخير بها وهنا يسجل تقصير للمجتمع الأهلي وللفعاليات المحلية من بلديات وفرق حزبية ومخاتير لعدم إعلام المقتدرين بواقع حال هذه الأسر ومعروف أن الكثير من هذه الأسر لا تُعرف بنفسها ولا تطلب شيئاً ولو كان ذلك من حقها وواجب المجتمع عليها…
ورغم أهمية ما يقدم من مساعدات عينية ونقدية إلا أن الأهم هو تعزيز ثقافة التكافل المستدام من خلال إنشاء صناديق أهلية خيرية تجمع تبرعات من أهل الخير لتمويل مشاريع أسرية صغيرة تكفي حاجة عائلة محتاجة.. وكما قلنا يمكن أن تكون أسرة شهيد او مفقود او جريح أو محتاج.. وقد لمسنا مؤخرا تجارب عديدة قامت بها مؤسسات وفرق وطنية كمشروع جريح وطن وكذلك مساهمات مكتب الجرحى والتي ساعدت بإقامة مشاريع صغيرة مدرة للدخل… وهنا من الضروري العمل على تعزيز هذه التجارب الناجحة ونشرها على نطاق أوسع من خلال فعاليات أهلية لها حضورها المؤثر ومكانتها المحترمة في المجتمع والتي تضمن النزاهة وحسن تطبيق هذه الأفكار على ارض الواقع..
وخلال الفترة السابقة شهدنا تطبيق العديد من هذه الحالات بعد أن تكفل عدد من أصحاب الخير والأيادي البيضاء في بناء منزل او إكسائه او فرشه او لبناء محل تجاري او كشك او تسديد اقساط مصرفية مستحقة او ديون… ومنهم من تكفل برواتب شهرية وغير ذلك.. وهنا من الضروري تنشيط هذه الأعمال وتنظيمها مع الأخذ بعين الاعتبار أن تبدأ بالأكثر فقرا وحاجة من كافة المناطق…
إن العمل الخيري هو عمل مقدس وعمل يلقى صاحبه الأجر والثواب إن كان نابعاً من دافع ذاتي ووطني وإنساني محض وبدون أي أهداف وحسابات شخصية معينة.. وقد لاحظنا العديد من رجال الأعمال وأصحاب الفعاليات الاقتصادية يقدمون مساعدات عينية ونقدية ويشاركون في حملات التكريم ومساعدة المحتاجين طوال سنوات الحرب ولكن للأسف عددهم محدود… فيما القسم الأكبر من المقتدرين من الفعاليات الصناعية والتجارية لا يزالوا بعيدين عن المساهمة في هذا الواجب الوطني والإنساني الأمر الذي يطرح التساؤولات حول معادن هؤولاء وأدوارهم السلبية… خصوصا أن مصدر أموالهم هو من هذا البلد ومن خيراته ويمكن أن يكون لهم أيادي سوداء ملطخة بالفساد فلا هم تحاسبوا على فعلتهم ولا هم حاولوا تبييض صفحتهم عبر المشاركة في أعمال خيرية رغم أن ذلك لن يشفع لهم فعلتهم….
أخيرا وبعيداً عن كثرة الكلام والتنظير…. وبمناسبة هذا الشهر الفضيل أقول إن هناك واجب الصدقة المضاعفة لأي شخص ذو مقدرة، وهناك عائلات فقيرة ومحتاجة فلنذهب إليهم أو لنرسل لهم ما تيسر بعيداً عن أي منية وبعيداً عن أية كاميرات أو بروظة او احتفالية.. وحينها نكون قد قمنا بأقل بكثير من الواجب..
وكل عام وكل الشرفاء في بلدي بألف خير والرحمة لأرواح الشهداء والشفاء للجرحى والعودة للأسرى والمفقودين.. رمضان كريم