ما إن تقترب هذه الأيام المباركة من كل عام لتتحول اهتمامات الأسرة للاستعداد لاستقبال عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة، حيث تنشط الأسواق أكثر من ذي قبل، فرغم الأوضاع الاقتصادية الضاغطة إلا أن الحركة التجارية خلال الأيام الماضية تعافت إلى حد ما..
رصدنا خلال جولة قمنا بها في أسواق مدينة طرطوس الحركة الشرائية حيث بقيت مقبولة رغم موجات الغلاء الطاحنة التي تعيشها الأسرة السورية والشكوى من ارتفاع أسعار الملبس والمأكل وكل نواحي الحياة وأن الأمطار ساهمت في ضعف الحركة الشرائية في الأيام الماضية هذا ما قاله (حسن) تاجر محل ألبسة للأطفال وأن الحركة الشرائية قد تلقى تحسناً في نهاية الأسبوع وقرب الانتهاء من الامتحانات..
كل من التقتهم (الوحدة) اشتكوا من الأسعار الجنونية فقال السيد صادق: لولا فرحة ابنتي بالثياب الجديدة لا أشتري شيئاً لأن الأسعار لا تطاق حتى في الأسواق الشعبية. وتضيف منى وكانت تتسوق في شارع الوكالات المعروف بأنه للميسورين مادياً: أي شيء تقوم بشرائه لا يستحق ثمنه، فهي اشترت (كنزة) لابنها بـ ١٢ ألف ليرة وحذاء بـ ٢٠ ألفاً، ليشير سامر صاحب أحد محال الملبوسات أن الأسعار تحاكي جميع شرائح المجتمع كل حسب مقدرته الشرائية وفي كل بلدان العالم بعد الأعياد تقوم المحلات بالتخفيضات مما يمكّن الجميع من الشراء وأن الناس تحب (النقّ) قبل وبعد وأثناء الحرب، أما (صبا) طالبة جامعية قالت: لم أشترِ إلا فستاناً بسيطاً بمناسبة العيد رغم أنني بحاجة للكثير من الأشياء.
تعودنا مذ كنا صغاراً أن نحضر للعيد من خلال شراء الملابس وعمل المعمول ومازالت الذكرى تنعش القلب والعقل هذا ما قالته جاكلين وتتابع: كنا نتباهى أنا وأطفال الجيران مَن منّا ثيابه أجمل والأمهات من منهن حلوياتها أطيب، للأسف ضيق الحالة الاقتصادية جعلت هذه العادات تذهب مع رياح الأسعار العاصفة بنا ولا نورث لأولادنا وأحفادنا إلا الضيق والقلّة ولا نشتري إلا الضروري جداً وتتنهد وتقول: ليس الوجع فقط من ضيق الحال وإنما مواقع التواصل الاجتماعي والذي لا شيء من اسمه أبعدت الناس عن بعضها وبتنا نقوم بالواجب الاجتماعي عبرها
لحلاوة العيد طعمة رغم كل الظروف ولا شيء يقف أمام القرار بالسعادة إلا الصحة وسيبقى لنا الأمل بأن الفرج سيأتي يوماً ما هذا ما قالته السيدة (ندى) وهي في عمرها السبعين وإن الفرح أسمى من ثياب ومأكولات..
تواصلت الوحدة مع المهندس حسان حسام الدين مدير التموين في طرطوس ليخبرنا بتكثيف الدوريات التابعة للمديرية بغية ضبط الأسعار ومنع التلاعب بما فيهم أصحاب المطاعم والمقاهي مشيراً إلى أن المديرية في طرطوس نظمت المئات من الضبوط التموينية لمواد مختلفة منذ ١/١١/٢٠١٨ ولغاية تاريخه حيث بلغ عدد الضبوط الكلية (٥٨٩) ضبطاً عدلياً وتمّ إغلاق (٤٦) محلاً تجارياً نتيجة مخالفتهم واتخذت بحقهم الإجراءات القانونية اللازمة، كما تمّ إجراء ثلاثة ضبوط للاتجار بالدقيق وأربعة للاتجار بمواد الإعانة بالإضافة إلى ستة ضبوط منتهية الصلاحية لتحقق ضبوط الأفران أعلى نسبة مخالفة حيث بلغت (٧٨) ضبطاً ويليها (١٢) ضبطاً للحوم الحمراء والبيضاء و(١١) ضبطاً للمحروقات .
كما سحبت (١٥٩) عينة لافتاً إلى أن المخالفات كانت متنوعة بين المواصفات والفواتير والأسعار والمواد المجهولة المصدر والغش وغيرها.
بانوراما طرطوس-الوحدة