في بادرة تعد الأولى من نوعها في ميادين المعارض الزراعية التخصصية، وفي سياق النهوض بالمنتج الزراعي الذي يعد أهم السلع المحلية، فكيف لو تم تصنيعه، ستنطلق فعاليات مهرجان ’’صنع وزرع في سورية’’ يوم الجمعة المقبل الموافق لـ21 كانون الأول ولغاية اليوم ال30 منه في مدينة الجلاء الرياضية وبمشاركة أكثر من 200 شركة من منتجي الخضار والفواكه بكافة أنواعها ومنشآت الفرز والتوضيب, بالإضافة إلى مناحل العسل ومنتجي زيت الزيتون, وصناعات الكونسروة المعتمدة على الخضار والفواكه السورية, كذلك مشاتل الغرس ونباتات الزينة والشتول والفواكه الاستوائية, مع الزراعات الحديثة وتقنياتها ومنتجات الثروة الحيوانية, والمنتجات الزراعية الأسرية والحرفيين في مجال الزراعة ومشتقاتها, إلى جانب تجهيزات ومستلزمات الإنتاج الزراعي من جرارات وبذار وأدوية ومبيدات.
المستبشر الأول من هذه الخطوة هو الفلاح السوري لطالما عانى كثيراً من سوء تصريف محاصيله, ولأن معاناته وشكواه كان لها كل الأذان الصاغية عند اتحاد المصدرين, الذي أطلق فكرة هذه المبادرة وحولها إلى واقع سنراه أمام أعيننا في الجمعة القادم, وتكفلها رئيس القطاع الزراعي في الاتحاد إياد محمد الذي عمل طيلة الفترة الماضية على إنجاحها لنثبت للعالم أجمع أن سورية لديها إمكانيات حقيقية لتنهض بزراعتها مجدداً, حيث أن أفضل أنواع الفاكهة والخضار تنتج فيها, وبالتالي الخطة التي يتم العمل بها الآن هي تصدير هذه المنتجات إلى كافة أنحاء العالم.
ولا شك أن المهرجان سيكون ساحة للمنتجات الزراعية بشقيها النباتي والحيواني ونافذة أكثر اتساعاً للتعريف بالمنتج السوري وتأمين فرص عبوره الحدود بقوة ومرونة, لكيلا يبقى حبيس المتاجر والمستودعات, كون الزراعة السورية تشكل العمود الأساسي للاقتصاد السوري إذا ما وجدنا من يهتم بها ويدرك أهمية عائداتها على الفلاحين وأصحاب الصناعات الزراعية والحيوانية بشكل خاص, وعلى الوطن ككل بشكل عام, وبالطبع عندما سيلاقي هذا المهرجان نجاحاً كبيراً وهو الأمر المتوقع حيال هذه التجهيزات الجبّارة التي تشكل مدعاة فخر لنا كسوريين, سيصبح مهرجاناً دورياً يدرّ علينا الكثير من الفوائد, مع العلم أن هذه الفكرة لم تكن ’’شغل ساعتها’’, بل هي نتيجة تفكير واقعي طويل ومليّ, بحال الوطن كونه بلد زراعي فيه من الخبرات ما يجعل زراعاتنا في الصفوف العليا من حيث الجودة والكمية.
وأكبر دليل على تقبل هذه الفكرة بصدر رحب ما أكد به إياد محمد رئيس القطاع الزراعي في اتحاد المصدرين, أنه ولأول مرة تعرض نخبة من مراكز الفرز والتوضيب إنتاجها, في المنطقة الساحلية وتقنيات الفرز والتوضيب لديها, لترسل رسالة للسوق الداخلي والخارجي تبيّن أحقّيّة المنتج السوري بالدعم والمساعدة للخروج من عنق الزجاجة وانتشاره إلى العالمية.
يوم الجمعة سيكون يوم مميز في مسيرة الزراعة السورية, وسيرسم بسمة عريضة على وجوه المنتجين الزراعيين السوريين، الذين سيشاهدون منتجاتهم الزراعية تعرض أمام أعينهم بشكل أنيق بطريقة ستجذب دون شك المستهلك المحلي والمستوردين عند حضورهم، وخاصة أن فرص تسويق هذه المنتجات عالية بسبب جودتهم ونوعيتها الجيدة ومزاياها النسبية، التي ليس لها مثيل في جميع دول العالم.