تخطى إلى المحتوى

الزراعات المنزلية في طرطوس… مشروع يحقق الاكتفاء الذاتي ومواجهة ارتفاع الأسعار

يتجه العديد من أبناء محافظة طرطوس نحو الزراعات المنزلية التي تقوم على استثمار أي قطعة أرض صغيرة محيطة بالمنزل لزراعة بعض الخضار والأشجار المثمرة في محاولة منهم لتحقيق الاكتفاء الذاتي ومواجهة ارتفاع الأسعار الذي تشهده الأسواق بشكل عام.

النعناع والبصل الأخضر والذرة والبندورة وغيرها هي مجموعة شتول تنمو في حديقة يحيى حسن في حي العجمي بمدينة طرطوس الذي استثمر حديقة منزله لهذه الغاية يعتني بها يومياً وينتظر موسم الثمر ليقطف نتاج تعبه ما يمكنه من توفير طعام أسرته اليومي على الأقل من بعض أنواع الخضار التي ينتجها.

يقول حسن لمراسلة سانا: “إلى جانب عملي الوظيفي كمدرس أقوم بحراثة المساحة التي تحيط بمنزلي التي لا تتجاوز الـ 200 متر وأعمل على تقليم أعشابها وأزرع فيها بذاراً وشتولاً مختلفة أسقيها واعتني بها فتنتج كميات لا بأس بها من الخضار” مشيراً إلى أنه في آخر مرة على سبيل المثال زرع أربعة كيلوغرامات من البطاطا وأنتجت نحو مئة كيلوغرام موضحاً أنها بالإضافة إلى فائدتها المادية فإن الزراعة المنزلية بالنسبة له تمثل رياضة خاصة يمارسها وتعطي المنطقة جمالاً وبساطاً أخضر وروائح زكية تبعثها أزهار الحديقة التي يزرع منها أنواعاً مختلفة.

تجربة الزراعات المنزلية كررها سامي حسن أحد أهالي حي القصور في مدينة بانياس للعام الثاني على التوالي وخاصة أنها كانت تجربة ناجحة جداً أمنت له الخضراوات الطازجة كما وزع الفائض منها على باقي أفراد العائلة ويقول: “زرعت العام الحالي شتول الباذنجان والكوسا والخيار والبندورة والفاصولياء واليقطين والأعشاب الطبية في الحديقة حول منزلي التي تبلغ مساحتها تسعين متراً وهي مزروعة أيضاً بأشجار البرتقال والبوميلو والرمان”.

موسمان صيفي وشتوي يزرعهما إبراهيم إبراهيم في حديقة منزله البالغة مساحتها ثلاثمئة متر في قريته الزللو بريف بانياس موضحاً أن موسم الصيف يضم خضراوات متنوعة منها البندورة والفليفلة والباذنجان والفاصولياء والبامياء والكوسا والخيار والملوخية والهندباء والسلق والبقدونس والزعتر والفريز والذرة إضافة إلى الأشجار المثمرة مثل التفاح والدراق والتين والإجاص والعنب والتوت والليمون والخوخ والعناب والجوز في حين يضم موسم الشتاء مجموعة أخرى منها البصل والثوم والفول والبازلاء والبقدونس والنعناع والفجل.

ويؤكد إبراهيم وهو مدرس أيضاً أن حديقته تحتاج إلى ساعتين من العمل يومياً حيث يقلم الأشجار ويتفقد أنابيب الري بالتنقيط وينزع الأعشاب من الأرض ويرشها بالسماد اللازم أسبوعياً كما يربي الدواجن من أجل تدوير بقايا الطعام والاستفادة من اللحم والبيض موضحاً أن الإنتاج يكفي المنزل المؤلف من خمسة أشخاص بشكل تام والفائض يوزع للأقارب.

الناشطة في العمل التنموي وصاحبة مؤسسة “صحتي بإيدي” مسال حيدر تؤكد أنها كمشرفة أيضاً على بعض مشاريع الزراعات المنزلية مثل الفطر لمست أهمية الزراعات المنزلية ذات الكلفة البسيطة والتي يمكن أن تؤمن للأطفال غذاء صحياً ودواء بديلاً ضمن مساحة صغيرة حيث يمكن زراعة الشتول في أكياس والتي توفر المياه والجهد ويمكن أن نوكل مهمة الاعتناء بها للأطفال وستكون نشاطاً رائعاً لهم يحفزهم على العمل موضحة أن زراعة عشرين كيس باذنجان وفليفلة مثلاً كلفتهم أقل من ثلاثة آلاف ليرة سورية ويمكن من خلالها تأمين حاجة أسرة مؤلفة من خمسة أشخاص على مدار ستة أشهر.

بانوراما سورية- غرام محمد- سانا

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات