انطلقت أمس فعاليات ورشة عمل تخصصية بعنوان /سبل النهوض بالثروة الحيوانية بما يسهم في دعم الانتاج الوطني وتنمية صادراته/ والتي تقيمها هيئة تنمية وترويج الصادرات واتحاد المصدرين السوري بالتعاون مع وزارتي الاقتصاد والتجارة الخارجية والزراعة وذلك في فندق لاميرا باللاذقية.

ودعا مشاركون في الورشة الى وضع تصور واضح لدور قطاع منتجات الدواجن في بنية الاقتصاد السوري والدور المستقبلي له في عملية التنمية الاقتصادية ودراسة نسبة الاكتفاء الذاتي من بيض المائدة ولحم الفروج في الواقع الراهن والتطورات المستقبلية ومدى قدرة هذا القطاع على تلبية حجم الطلب المحلي واظهار العوامل المؤثرة على اداء انتاج الدواجن ودراسة مدى توافر مستلزمات الانتاج.

وطالب المشاركون بانشاء وترخيص مسالخ الية متخصصة بالدواجن لتأمين منتج نظيف وصحي وتشجيع المربين على تنويع الطيور /ديك رومي/بط/ نعام/ واعادة دور المؤسسة العامة للاعلاف لتكون صمام امان في السوق.

وأكد وزير الزراعة والاصلاح الزراعي المهندس احمد القادري مسؤولية الجميع في النهوض بالثروة الحيوانية التي تعرضت للتخريب والنهب والسرقة نتيجة الازمة الراهنة وخاصة قطاعي الدواجن والابقار لافتا الى ان وضع الاغنام “لا بأس به” حيث استطاع المربون بفضل الهطولات المطرية التي امنت المرعى الاحتفاظ بالولادات الجديدة للقطعان.

وأشار الى سعي الوزارة مع المصرف الزراعي لايجاد الية لاستيراد الابقار واعطائها للمربين على شكل قروض اضافة الى اطلاق المرحلة الاولى لتوسيع منشأة دواجن طرطوس وزيادة الطاقة الانتاجية لتعويض الفاقد في باقي المحافظات داعيا الى الاستفادة من وجود اساتذة الجامعات والباحثين في هيئة البحوث الزراعية وهيئة المصدرين وترويج الصادرات واتحاد الفلاحين للخروج بتوصيات عملية ومجدية وقابلة للتطبيق من الورشة.

وقدم مدير عام مؤسسة الدواجن الدكتور سراج خضر عرضا عن واقع قطاع الدواجن وسبل النهوض به عازيا التراجع في هذا القطاع الى ارتفاع اسعار الاعلاف التي تشكل 70 بالمئة من تكاليف الانتاج والوقود والادوية واللقاحات البيطرية والمعقمات وخروج الكثير من المداجن عن الخدمة بسبب الازمة وانخفاض حجم الاستهلاك بسبب ضعف القدرة الشرائية للفرد.

وأوضح ان انتاج المؤسسة من بيض المائدة اصبح بين اعوام 2010 و2014 مليون بيضة سنويا بينما كان يقدر انتاجها بمليون ونصف المليون بيضة كما ان انتاجها من الفروج كان مليونا و300 ألف فروج بينما أصبح بعد الازمة 500 ألف فروج وانخفضت قيمة التصدير الى “مبالغ خجولة” بسبب الازمة وسعي المؤسسة إلى تأمين المنتج للسوق المحلية بعد خروج الكثير من المداجن من الخدمة مشيرا الى ان المؤسسة عملت على توسيع الانتاج في المناطق الامنة واقامة قسم امات بياض جديد تعويضا عن الذي خرب جراء الاعتداءات الارهابية وطاقته حاليا حوالي 2ر1 مليون صوص.

وأشار خضر الى الصعوبات التي تواجه قطاع الدواجن ومنها وجود عشوائية في التربية وارتفاع تكاليف الانتاج وتذبذب الاسعار مبينا ان الوزارة قامت بعدة اجراءات للحفاظ على هذا القطاع منها تنظيم عملية استيراد امات بيض الفروج والبياض والسماح للمستوردين بالاستيراد بشكل شخصي دون المرور بالمؤسسة اضافة الى توزيعها مقننات علفية مؤكدا ان النهوض بقطاع الدواجن يتم باحداث اتحاد ينظم هذه المهنة واعفاء مربي الدواجن من بعض الضرائب والرسوم وتأمين قروض ومستلزمات الانتاج وصناعات رديفة لانتاج الدواجن لسحب الفائض من السوق وتحويله الى منتج قابل للتخزين والتصدير.3

ولفت محافظ اللاذقية ابراهيم خضر السالم الى ان وزارة الزراعة نسقت مع محافظة اللاذقية وباقي المحافظات لتسهيل اجراءات الترخيص والمساعدة بجميع متطلبات وحاجات المربين من تأمين اعلاف ومناطق ترخيص ومراكز توزيع لهذه المنتجات مشيرا الى ان المحافظة تمكنت من تأمين البيض والفروج للمحافظات الاخرى.

وأوضح أمين فرع اللاذقية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور محمد شريتح ان ورشة العمل تشكل مبادرة وطنية ورائدة لوزارة الزراعة غايتها الاساس مساعدة المواطن السوري من خلال تأمين الاكتفاء الذاتي.

وفي تصريحات لمراسلة سانا ذكر معاون وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور سامر خليل ان الوزارة تهتم بدعم كل القطاعات الانتاجية اضافة لدعم القطاع التصديري لافتا الى ان ميزة الورشة انها تجمع كل المعنيين بهذا القطاع اضافة لمجموعة من الخبراء والمختصين علميا ما يتيح الفرصة للتشاركية في اتخاذ القرارات لكونها تجمع القطاعين الخاص والحكومي اضافة للمربين ما يساعد في الوقوف على الواقع والوصول الى قرارات صحيحة.

وبين مدير عام هيئة تنمية وترويج الصادرات في وزارة الاقتصاد ايهاب اسمندر ان الوزارة عملت على اقامة ورشتي عمل متتاليتين لقطاعي الدواجن والابقار غايتهما الوقوف على كل الصعوبات التي يواجهها القطاعان والاسباب التي ادت الى تراجع الانتاج فيهما والاستماع من المعنيين والعاملين فيهما بشكل مباشر بهدف وضع السبل اللازمة لاستعادة الطاقة الانتاجية في المجالين وتأمين كميات متاحة للتصدير.

وأكد نزار عز الدين عضو مجلس ادارة اتحاد المصدرين لقطاع الثروة الحيوانية ان قطاع الدواجن يعاني “أزمة خانقة في التنظيم ومستلزمات الانتاج” ما يستدعي دعم المربين لافتا الى ان هدف الورشة الوقوف على الواقع الحقيقي لهذا القطاع ووضع الافاق المستقبلية للعودة به الى ما كان عليه سابقا.

حضر فعاليات الورشة التي تستمر يومين المهندس سليم رومية رئيس فرع نقابة المهندسين الزراعيين باللاذقية ومدير عام المصرف الزراعي ومدير زراعة اللاذقية والمديرون المعنيون بالقطاع الزراعي ورئيس جامعة البعث وعدد من اساتذة الزراعة في جامعة تشرين وممثلي اتحاد الفلاحين باللاذقية وطرطوس ومدير فرع هيئة الاستثمار السورية في الساحل.

بانوراما طرطوس سانا