يزداد انتشار ظاهرة تدخين النرجيلة بين الشباب في بلدنا بشكل كبير غير عابئين بالنصائح وبالأخطار التي تنجم عنها، فقدد أصبحت هذه الظاهرة الأكثر خطورة والأكثر انتشارا بين أبناء الجيل الصاعد ذكوراً وإناث لدرجة أنها أصبحت ادمان لدى معظم المراهقين في بعض المناطق والمجتمعات.
ومن المعروف أن مدخني النرجيلة يستنشقون كميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون مقارنة يمدحني السجائر ، وهذا الغاز يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب، وكما هو معروف جلسة واحدة لتدخين الاركيلة تدوم ما بين ٤٥ و ٦٠ دقيقة وهذا الفعل يعادل تدخين علبتين او ثلاث علب من السجائر حيث ان نسبة التصفية هي صفر بالمئة.
بلا شك ان الجميع يدرك أذيتها والكل يمكنه الوقاية منها فهي قد تفتك بالإنسان بسرعة قياسية مسببة له أمراض مستعصية قد لا يشفى منها… اضافة الى تأثيرها على نوعية الهواء في الأماكن المغلقة في المنازل ، حيث ان تركيز الجسيمات المحمولة جوا الكربون الأسود وأول أكسيد الكربون تتغلب في الجو بمستويات مرتفعة الامر الذي يساعد على انتشار المعلومات والتي تعتبر خطرا كبيرا على الاطفال والكبار على حد سواء اضافة الى الأمراض المعدية من جراء المشاركة في استخدام الخرطوم ومشاكل الحمل كولادة أطفال بوزن دون المعدل.
اذاً هي ليست بديلا مأمونا عن السجائر وأضرارها ليست خفيفة مقارنة مع السيجارة وهي بالتأكيد وباء عالمي لا يستوطن الشرق الأوسط فقط لذا وجب علينا التنبيه لهذه الظاهرة المنتشرة بكثرة.
والمفارقة الكبرى أن أغلبية الشباب حين تنهيهم عن هذه العادة او التخفيف منها يجاوبونك بأنها ممتعة كثيراً وتعدل المزاج وهي موضة العصر معتبرين أن هناك مبالغة في تأثيراتها او مضارها، ويبدو من هذا الكلام أن هؤلاء قد أصبحوا اسرى هذه العادة ولا يستطيعون تركها ويمكن أن يكونوا قد اصبحوا من المدمنين الدائمين وخصوصاً للشباب الذين تعلموها في فترة مبكرة مع العلم اننا نشهد في كثير من الاحيان أطفال في اماكن عامة وفي المنازل يتناولون الاركيلة الامر الذي يدعونا للتساؤل عن مستقبل هؤلاء وعن الأثار المرضية التي قد يصابون بها..
إن الاركيلة موجودة منذ عقود طويلة ويرجع انتشارها الواسع هذا لكثرة الارتباطات بعلاقات قوية مع الدول الأوربية بسبب الهجرة والعلاقات فيما بيننا ومنشأها الأساسي هي تركيا كما يقال، وبغض النظر عن ذلك لا بد من العمل على انقاذ ما يمكن انقاذه من شبابنا الذي نراه يضيع امام اعيننا بفعل انتشار هذه الظاهرة، وطبعا المسؤولية الأولى تقع على الأهل عبر ضرورة التربية الصحيحة والمراقبة الدقيقة لتصرفات ابنائهم وسلوكهم وهناك مسؤولية ايضا للمدرسة والمجتمع وفي المحصلة هي مسؤوليتنا جميعا ولكل منا دوره في هذا المجال.