ارتفاعات الأسعار التي طالت كل مناحي الحياة لم تقتصر على المواد والسلع وغيرها من المنتجات، بل طالت أيضاً أقساط الدورات الدراسية والنوادي الصيفية ودورات تعلم الموسيقا التي ترتفع كل عام بشكل كبير فاق دخل أي أسرة حتى لو لم يكن لديها إلا ولد فكيف الحال بالنسبة للأسر التي لديها ثلاثة أو أربعة أولاد.
ولأن فصل الصيف طويل ومن حق الأطفال والشباب والصبايا الاستمتاع فيه عبر الانتساب لنواد توفر لهم ممارسة هواياتهم من الالعاب وكذلك الحال بالنسبة لمن لديه طلاب يستعدون لمرحلة دراسية جديدة خاصة طلاب الشهادات .
يجهد ربانا السفينة بالمنزل لضغط النفقات لأقصى حد متاح كي يوفرو تكاليف كل تلك الأنشطة التعليمية والترفيهية لأولادهما وهي أقل حق لهم واتباع مبدأ الاولويات فإذا كان في الأسرة من يستعد لشهادة التاسع أو البكالوريا يحظى بالاهتمام الأول من المدخرات وما تبقى قد يوجه للأنشطة الأخرى.
غير أن لسان حال الكثير من الأسر وبعد اتباع وتنفيذ كل طرق التدبير والاقتصاد يقفون عاجزين عن تحقيق التزاماتهم تجاه الأولاد لأن الأسعار فاقت كثيراً حساباتهم وحسب العديد من الإعلانات التي تنشرها الروضات أو النوادي فتسجيل طفل بالروضة في دورة صيفية في روضته يكلف عشرة آلاف ليرة بالشهر وأقل ناد يكلف بين 9 و15 ألف ليرة بالشهر وحسب الألعاب المختارة أما بالنسبة لأقساط الدورات الصيفية فحدث ولا حرج وكل ذلك طبعاً كغيره مما يحدث في أسواقنا بعيداً عن المتابعة والرقابة من الجهات المعنية.
وأمام هذا الواقع لابد من دور وتدخل فاعل من قبل الإدارات والمؤسسات ذات العلاقة وعلى رأسها وزارة التربية والاتحادات الشبابية والطلابية والمنظمات الشعبية لتكون البديل الذي يمكن للأسر التوجه إليه عبر قيامها بتنظيم مثل تلك الأنشطة والدورات بأسعار تنافسية ومشجعة للأهل لأن تنفيذ ذلك يعد من أبرز مهامها لا سيما بهذه المرحلة.
بانوراما طرطوس- هناء ديب-الثورة