تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ الـ... الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم...

(صَوتٌ، وأصداء 1 ).. للأديبة فاطمة صالح صالح

147099_2013_09_29_07_39_41.image1– زوجُكِ أحضرَ الأستاذ خالد أبو خالد إلى بيتنا، فاستقبَلَهُ أبوكِ بحفاوةٍ بالغة، وسألَ زوجكِ :

-هل هذا هو الذي يشجّعكم..؟!

أجابهُ :

نعم.

فتهَلّلَ وجهُ أبيكِ، وقال له : ( مَنْ أحيا نفساً، فكأنما أحيا الناسَ جميعاً ).. وأكرَمَه..

وشَرَحتِ لي شكله..

طويل، سمين، شعره أبيض وطويل… إلخ

رأيتموهُ قبلَ أن أراهُ، يا أمي..

كانَ قد اتصلَ معي من مكتبهِ في دمشق، ليخبرَني أنّ عندهُ مشاركة (بمهرجان الخرّيجين الجامعيين ) في حمص، يوم .. تموز عام… وأنّ عندهُ فراغاً في اليومِ التالي، ويريدُ أن يراني. فاتصلتُ بأختي لأخبرَها إن كانت تستطيعُ استقبالَهُ مع زوجها في بيتهم في طرطوس.. لكنّ زوجي أصَرّ على أن ينزل إلى طرطوس ويستأجرَ سيارةَ تاكسي ليُحضرَهُ فيها، كي لا يُكلّفهُ مشقّةَ السفرِ بأحد الميكروباصات المزدحمة، والجوّ حارّ. فشكرهُ الأستاذ شكراً كثيراً، وأبى أن يأتي معهُ سوى بالميكرو، كباقي الركاب.. وكان ذلك.

قبلَها، كنتُ أراسلهُ إلى (عالم الأدب ) وكان يجيبني بتقييمٍ لما أرسل من موادّ أدبية، يغلب عليه الإعجاب، وبتشجيعٍ كبير على مواصلةِ القراءةِ والكتابة.. وفي أحد الأيام، كنتُ خارجة من (المَحَلّ ) خلف المَقصف، تحت بيت أخي، أقصد السوقَ، أو، ربما كنتُ أقصدُ محلّ الحلويات المقابل، الذي تديرهُ (مَعاني ) لأشتري قطعةَ حلوى، وإذا بشابٍّ، يحملُ كتباُ بكلتا يديه، قادمٍ نحوي من جهة الشارع الرئيسيّ، مقابل سنديانة (الشيخ بدر )، حَيّاني الشاب النحيل الأسمر، فرَدَدتُ التحية، فاستوقفني بسؤال :

هل أنتِ (فاطمة رمَضان ) أو (فاطمة صالح ).؟!

أنا فاطمة صالح.. مَن أنت.؟!

أنا بدر ابراهيم أحمد.. من ( القْصَيبيّة ).. خالد أبو خالد، يحيّيكِ، ويقول لكِ، تابعي الكتابة، ولا تُحبَطي، فأنتِ ذات موهبة عالية، لكن، يبدو أنّ لديكِ مُعيقات مُحبِطة. فلا تُحبَطي..

اضطرَبتُ، وأنا أحاول أن أصدّقَ ما أسمع وما أرى..

للتوّ، أرسلتُ لهُ رسالة بالبريد.. من أين تعرف الأستاذ خالد.؟!

أنا ممّن يراسلونهُ على البرنامج، وبفضلهِ أصبحتُ كاتبَ قصّةٍ قصيرة.. كما أنني مُدَرّس لغة إنكليزية.. ومن زمان، وأنا أزورهُ في بيتهِ في دمشق، وعندهُ زوجَةٌ، لا تُقدَّرُ بثمَن.. قال لي:

( هناك امرأة من منطقتكم، كبيرة بالعمر، اسمها فاطمة صالح صالح، تراسلني على البرنامج منذ مدة، كتاباتها ناضجة، لكن، يبدو أنها غير واثقة من نفسها..

تعرّف عليها، وقل لها، أبو خالد يسلّم عليكِ، ويقولُ لكِ أنّ كتاباتكِ ناضجة، ولا أحد من أصدقاء البرنامج يرسل له بمُستواها، واصِلي الكتابة، أنتِ مَوهوبة..)

 وسألني الشاب، لماذا لاأنشر بالصحف..؟!

-كيف السبيل..؟!

-لكلّ صحيفة، عنوان بريديّ، ورقم هاتف.. بإمكانكِ مراسلتها، عبر الفاكس، أسرع من البريد العادي..

– الفاكس..؟! ماهو الفاكس.؟!

في اليوم التالي، أسرَعتُ، وانتقيتُ قصيدتي (شَرقيّةٌ.. أنا ) وغيرَها، وأرسلتها عبر الفاكس، إلى جريدة (الأسبوع الأدبي ) واتصلتُ بالهاتف من عند (مَعاني ) مع رئيس تحريرها (عبد القادر الحصني ) عرّفتُهُ بنفسي، وأخبرتهُ أنني مستعجلة على النشر، لأنني كبيرة بالعمر، فأنا من مواليد عام 1953م، فضحك الأستاذ عبد القادر، وقال : من نفس مواليدي..

فرِحتُ جداً..

وبعد أيام، اتصَلتُ بهِ لأسأله عن مصيرِ ما أرسلت، فأجابني أنّه تلقى الفاكس، وأنّ قصيدتي أعجبتهُ، وسينشرها، لكنه اقترَحَ عليّ أن أبدّل العبارة الأخيرة في القصيدة (سوريةٌ أنا ) ب (شرقيةٌ أنا ) لأنهُ يراها أقوى، لكنّ الخيارَ يعودُ لي، فوافقت..

نُشِرت قصيدتي الأولى في الثالث من آذار (مارس ) عام 2001م..

وجُنّ جنوني، من الفرح.. وارتفعت معنوياتي..

طلبتُ من الأستاذ عبد القادر، أن يعطيني رقم هاتف الأستاذ خالد، لأتواصَلَ معه، وأن يقولَ له مَن أنا، ووعَدني بذلك، عندما يستطيع.. وفي أحد اتصالاتي الإستفسارية، أخبرني أنه لم يستطع، حتى الآن، رؤية الأستاذ، لكنه سيلتقي به أثناء اجتماعٍ مُشترَك، يومَ غدٍ، وبالتأكيد، لن ينسى أخذ رقمه.. وكان ذلك..

  • تكرم عينك، أيتها الشاعرة الرقيقة، عندما ذكرتُ اسمكِ للصديق خالد، فرحَ كثيراً، ومَدَحَ بكِ كثيراً..
  • ماذا قال..؟!
  • كلام مديح، وإطراء، وأنه يتوقع لكِ مستقبلاً مهماً كشاعرة..

أخذتُ رقمَي الأستاذ خالد، في عمله، وفي البيت.. ورحتُ أحاولُ الإتصالَ به..

وصارَ هو، بدورهِ يتصلُ بي على رقم (مَعاني ) أو بيت أخي، ومؤخراً لامتني صديقتي الغالية، لأنني لا أتواصَل مع الأستاذ من عيادتها.. وكان ذلك، مع أنّ عيادتها، تقع في الشارع الخلفيّ لمَحَلّي (الحِسان )…

في أحدِ الأيام، جاء بدر، يحملُ لي المزيدَ من تحيات الأستاذ خالد، وتشجيعه، مُصطحِباً معه رسالةً، وكتاباً..

تناولتُ الرسالةَ، وكانت من دون غلاف، والكتاب، وهو عبارة عن مجموعة شعرية لابنتهِ (بيسان ) عنوانها (صَليبُ انتظار )..

              ( ابنتي العزيزة فاطمة المحترمة

أجمل تحية .. وأرجو أن تكوني بخير

         بداية اعتذر عن قولي لك بأن رسالتك لم تصل، ذلك أنني قرأتها بعد وصولها مباشرة وقدمت منها المحاولتين الشعريتين في حلقتين من البرنامج وفي زاويتين غير متتابعتين بعد أن ناقشتهما .. ولعلك لم تستمعي إلى البرنامج بسبب الانشغال

                                                     مرة أخرى معذرة

                                                وتقبلي تمنياتي الطيبة

                                                      خالد أبو خالد

                                                    8/5/2001

ملاحظة: بسبب من الترتيب .. فقدت هاتفك

فإذا وجدت ضرورة لذلك أرجو أن تزوّديني به

               شكراً )

  • هاتي البشارة..!!
  • الأستاذ خالد يتكلّم معي..؟؟!
  • نعم.. قال، اذهبي، واتصلي به من العيادة..
  • شكراً.. شكراً جزيلاً، يا نَهلا…!!!!

وأسبقُ المُمرّضة إلى العيادة، لأتصل ب 011……. إلخ..

لكنني كنتُ متحفّظةً، فقد أخدشُ مَشاعرَ زوجته :

  • أستاذ، أنا أخافُ من الرجال..
  • عيب.. عيب يافاطمة.. أنتِ لاتخافين من الرجال، مَن تخافينهم هم (أشباه الرجال ) كما وصفهم (علي ابن أبي طالب ).. لو أنّ أمي زوّجَتني باكراً، كنتِ من عمرِ ابنتي.. وزوجتي سيدة راقية، ومتفهمة لعملي، بل هي تصحّح لي بعضَ أخطائي اللغوية..

ومع هذا.. وفي أحد الأيام، أرسلتُ لهُ رسالة جوابية، أرفقتُها برسالة لزوجته، أهَم مافيها، أنني أتواصَلُ مع زوجها، أخي، وأنني فلانة بنت فلان وفلانة، وأنني لا أدخلُ البيوتَ إلاّ من أبوابها…… إلخ..

وكنتُ قد سألته عن بعض خصوصياته، عندما كنت أتكلم معه على الهاتف، وقال لي، أن زوجته اسمها (سهيلة منصور ).. وبعد مدة من إرسال رسالتي المزدوجة، اتصلت به، على مكتبه في  (الأمانة العامة للإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين ) في دمشق، فرحّبَ بي كثيراً، وقال لي : الآن وصلتْ رسالتك، وهاهي أمامي على المكتب، وأشكركِ من قلبي، وسأسلّم الرسالة إلى (أم ريم ).. أقسم، أنكِ من أنبل بَنات شعبنا.. والله، يافاطمة، طول ما فيّ نفَس، سأبقى إلى جانبك، لأنكِ تستحقين.. وكرّر : أنتِ من أنبل بنات شعبنا، يافاطمة..

وبعد مدة، زارهم (اسماعيل ) فأرسلت لي الغالية (أم ريم ) رسالة جوابية معه..

 ( دمشق في 17/6/2001

           الأخت العزيزة فاطمة

                              سلامات يافاطمة وأرجو ان تكوني بألف خير. انت والسيد زوجك المحترم مع تقديري واحترامي لشخصه الكريم.

         أستهل بالاعتذار عن تاخري بالرد: اولا لان الرسالة تأتي على عنوان غير مباشر بالنسبة لنا . ثم الانشغال بامور تتعلق بابنتي كانت ملحة ولا اشك ابدا في انك ستقبلين الاعتذار خاصة عندما اقول لك ان ليس من عادتي ابدا التاخر بالرد لاي كان فكيف بالنسبة لك .

     والآن اشكرك على رسالتك اللطيفة الودودة الصادقة وسأعتبرها بوابة كبيرة وصامدة لعلاقة صافية وطيدة بيننا ويسعدني ذلك قلبيا

         شكرا جزيلا على اهدائك لي القصيدة التى ستحفر عندي في القلب والذاكرة وارجو ان اقرأ لك دوما.

هذه القصيدة والتي قرأتِها لي على الهاتف جميلتان احسست برهافة حسك من خلال السطور وهذا ما اسعدني اذ تأكدت ان ثمة محطة غير بعيدة تقفين وامثالك عندها لتسلم الراية من الجيل الذي سبق فالحياة مستمرة ومافيها يبشر بغد آخر وافضل

       الدرب طويل وجميل وشائك تمشي عليه الكلمة الصادقة الحرة بكل عنفوانها     لتحرك فينا الحس والشعور كي نفعل شيئا ما للحاضر والمستقبل وهذي لعمري رسالة مقدسة اتمنى لك فيها التوفيق مع شكري وحبي

       سهيلة

خالد قال لي ان اخبرك ان عندي كتب مترجمة عن الانجليزية اخصها عن ثورة فيتنام    ومن الكتب “ايام لاتُنسى” للجنرال جياب  وهو قدم لي الكتاب بنفسه في اللغة الفيتنامية  وقامت سفارة فيتنام هنا بترجمته للعربية ليس لدي نسخ منه والا لارسلت لك منها . )

وعلى هذا الأساس، بدأت علاقتنا، التي وصلت إلى حَدّ كأننا عائلة واحدة، تقريباً، مع بعضِ التحفّظ..

  • أقسم، أنني لا أجاملكِ، يافاطمة.. أنت موهوبة، وموهبتك عالية.. وأنا أتكلم كلاماً يوازي ماتكتبين.. وإن ثابرتِ، يمكن أن تكوني أفضل شاعرة في الوطن العربي، وليس فقط في سورية..
  • أرجوكَ، يا أستاد، ابقَ بجانبي – وتنهمرُ دموعي بغزارة – أبحِرُ بمُفرَدي..
  • كلنا نبحرُ بمفردِنا، يافاطمة..
  • هنا يسخرونَ مما أكتب، أو يتجاهلونه..
  • مَن الي يسخر مما تكتبين..؟! ابتعِدي عن كل مَن يحبطكِ، وما يحبطك.. ولا تقرئي إلا لمَن يعرف قيمةَ الكتابة، أو لمُختص..
  • أرجوكَ، إن كنتَ، فعلاً، تثقُ بي كل هده الثقة، أرجوكَ، ابقَ بجانبي..
  • أقفُ بجانبكِ، لكن، بشرط..
  • ماهو..؟!
  • أن تقرئي، على مدى سنتين، مئة كتاب.. كل سنة، خمسين رواية، أو مجموعة شعرية، ابتداءً من الحديث، رجوعاً إلى القديم..
  • خمسين رواية..؟! والله لا أعرف إن كنتُ أستطيع..
  • عِديني وَعدَ شرَف.. أنا أثق بوَعدِ الشرف.. وهدا شرطي الوحيد..
  • أعِدُكَ، أن أقرأ ما أستطيع..
  • لا.. عِديني وَعْدَ شرف، أن تقرئي خمسين رواية كل عام.. أنا أثقُ بوَعدِ الشرف..
  • أعِدُكَ أن أحاول…

وكان دلك… ورحتُ أقرأ وأقرأ وأقرأ.. وأنا أشعر أن علي واجباً، و وَعْدَ شرَف..

  • كيفها فاطمة، يا أستاد اسماعيل ؟ هل تقرأ، كما أوصَيتُها.؟!
  • إي والله، تقرأ.. وتقرأ كثيراً..
  • الحمد لله..

نهاية 1

______________________

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات