تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ الـ... الرئيس الأسد يشارك في الاحتفال الديني بذكرى المولد النبوي الشريف في جامع سعد بن معاذ الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور محمد غازي الجلالي بتشكيل الوزارة في سورية.. الرئيس الأسد يهنئ الرئيس تبون بفوزه في الانتخابات الرئاسية الجزائرية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً برفع نسبة تعيين الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية في الجهات ال... روسيا تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي الذي ينتهك السيادة السورية الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بتعديل المواد المتعلقة بالعملية الانتخابية لغرف التجارة وغرف التجارة والصن... الرئيس الأسد يترأس اجتماعاً للقيادة المركزية.. وبحثٌ لدور كتلة الحزب داخل مجلس الشعب اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي تقرر قبول الطلاب الناجحين بالشهادة الثانوية بفروعها كافة في الجامعات... الرئيس الأسد أمام مجلس الشعب: مجلسكم هو المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة وتأثيره لن يكون ملموساً إن لم...

عَوالِمٌ من نار…- الأديبة فاطمة صالح صالح

14159726_244433895951260_1936990358_nعَوالمٌ من نار
يا أيها المَنفيُّ في الضلوعْ..
كيفَ اتجَهْتُ، دائماً، أراكْ..
مِنْ أينَ جاءتْ هذهِ الوجوهْ..؟!
هل كنتُ، أو مازلتُ، في عيونِها مزروعةً..؟!
هل، يا تُرى، استَبَنْتُ من خلالِها..
عينينِ، في أعماقِها تستوطِنُ الآهاتُ والأحلامْ..؟!
هل هذهِ عيناك..؟!
يا أيها المَنفيُّ في الوَريدْ..
يا أيّهذا المُورِقُ الحزينْ..
أحتاجُ أضلُعَكْ..
إذ، طالَما مَزّقَني اغتِرابْ..
وطالَما طِرْتُ معَ السّحابْ..
ودُرْتُ حولَ الأرضِ دَوْرَتَينْ..
انشَطَرْتُ لاثنَتَينْ..
وحِرْتُ، في أيِّ السماواتِ.. وأيِّ الأزرَقِ..
وأيِّ تلكَ الأرضِ، والبِحارْ..
نثَرْتَ في رِحابِها أشلاءَكَ المليون..؟!
فتحتُ ساعِدَيّ..
حضنيَ الحَصينْ..
أرجَحْتُهُ في كلِّ مَيْلٍ..
أزرَعُ الجِهاتَ كلَّها..
لأجمَعَكْ..
بَذَرتُ نفسي في سَحائبِ الجنونْ..
نثرْتُ روحي كالرّذاذِ، والأمطارِ، والإعصارْ..
قَطَّبْتُ..
هِجْتُ..
ماجَتِ البحارْ..
وزَوْبَعَ الإعصارْ..
تجَمّعَتْ أوراقيَ الخضراءُ، والصفراءُ، والحمراءْ..
رأيتُ ذاتي فيكَ، نصفَ عالَمٍ.. يضمُّ نِصفَهُ..
تناثَرَ البَياضُ، والحَنينْ..
أذابَ ثلجَ الكونِ، فوقَ نوميَ الحَرونْ..
فاستيقظَ الجنونْ..
***
يا أيها المَنفيُّ في عَوالِمي..
كيفَ اتّجَهتُ، ساحِراً أراكْ..
وغائماً.. وطالِعاً، كالبَدْرِ، كالجنونِ، كالرياحِ..
كالزوابِعِ الهَوجاءْ..
يا أيها المَجنونْ..
تعالَ..
ضُمَّ عالَمي الحزينَ، والحَرونْ..
غَيمٌ، يضمُّ غيمةً خضراءْ..
زوبَعَةً، في كَفِّها إعصارْ..
يا أيها المَجنونْ..
بي رَغبَةٌ مجنونةٌ إليكْ..
بي عالَمٌ يهفو ليَحتويكْ..
بي طفلةٌ تلهو بساعِدَيكْ..
يا أيّهذا العالَمُ المَجنونْ..
هل لي بإصبَعِكْ..؟!
***
يا أيّهذا العالَمُ المُلَوَّنُ، الحَنونْ..
يا أيها المَسكونْ..
تعالَ..
وامسُكْ راحَتي.. واجذُبني إليكْ..
يا أيّها البَحّارْ..
لا تقتلِ الإعصارْ..
من عالَمِ الأمواجِ، تُخلَقُ العُصورْ..
مِنْ عَصْفِ هذا القادِمِ المَجنونْ..
تشَكَّلَتْ حياةْ..
يا عالَمَ النجاةْ..
يا عالَمَ الأسطورةِ الغريبْ..
يا عالَمَ الدّهشةِ، والفُتونْ..
تعالَ..
وامتشِقْ راياتَنا الحمراءْ..
ودُرْ بها في القاعِ، والدّهليزْ..
ثمّ ارتفِعْ، لتمتطي السّحابْ..
واشفعْ لنا، في عالَمِ الغِيابْ..
يا أيها الحزينُ، والحنونُ، والمجنونْ..
لا تأتِ..
وابقَ في سماءِ حيرَتي، إنسانْ..
مَعجونةً أصلابُهُ، بالطّينِ والبَخور..
مُجَرّداً..
أسعى لكَي أراهْ..
يا أيها المُسافِرُ الحزينْ..
قِفْ.. والتَفِتْ..
ماذا تَرى..؟!
عَينينِ خضراوَينْ..!!
أم أنها أحلامْ..؟!
لا بُدّ أن أفيقْ..
***
يا أيها الأكوانُ..
أينَ نصفيَ الحزينِ، والحَنونْ..؟!
أم، مِثلَهُ، لم تُنجِبِ البُطونْ..؟!
مُجَرَّدٌ.. مَسكونْ..
وكيفَ أن أُجَرِّدَ المَسكونْ..؟!
أريدُهُ زَوبَعَةً..
إعصارْ..
أريدُهُ البناءَ.. والدّمارْ..
أريدُهُ الحياةْ..
منْ رَطبِهِ ألتمِسُ اخضرارْ..
***
في عالَمي المَسكونِ بالسُّباتْ..
أهفو لساعِدَينِ مِنْ سَحابْ..
أهفو إلى الجنونِ، والفُتونْ..
أهفو إلى العيونْ..
يا أيها الأوراقُ أزهِري..
يا أيها السماءُ أمطِري..
أحرَقني الجَفافْ..
***
سارِحَةً في عالَمٍ الغاباتْ..
إليكَ.. يا عَوّادْ..
حامِلَةً أحلاميَ العذراءْ..
يا عالَمَ الأمطارِ، والرِّياحْ..
يا عالَمَ الأشباحْ..
يا ليلةً ليلاءْ..
تثورُ، كي تقابِلَ الصباحْ..
يا غيمَةً داكِنةً..
ترنو إلى يَباسِنا..
يا ذُروَةَ العَطاءْ..
***
طحالِبٌ.. ونَبعُ ماءٍ..
ضِفدَعٌ.. ونورْ..
وسَقسَقاتٌ..
بِركةٌ.. وساقيةْ..
وفوقَ تلكَ الداليةْ..
عُصفورَةٌ.. وعشُّها..
فِراخُها.. وطَيرُها..
فَراشَةٌ.. وغُصنُ آسٍ..
تحتَهُ يُنبوعْ..
وشاعِرٌ مجنونْ..
فَجرٌ يَمدُّ إصبَعاً من نورْ..
ويرسمُ الخرائطَ البيضاءْ..
تِلالُنا تعشقُهُ..
جبالُنا..
وِديانُنا..
وصَيحَةُ الفلاّحْ..
ب : تاحِ.. تاحٍ.. تاحْ..!!
في الثّلْمِ، تنمو سُنبلةْ..
والبَحرُ للبَحّارْ..
و (نَدّةٌ ) طالِعَةٌ.. في كَفِّها أنداءْ..
وتَعصِفُ الأنواءْ..
وفي السّحابِ طفلةٌ.. طالِعةٌ، كالغيمْ..
يلفُّها الضبابْ..
وتُشرِقُ ابتسامةٌ.. من داخِلِ الأنواءْ..
تُعَطِّرُ الأرجاءْ..
و (آمِنةْ ) في مأمَنٍ..
والدّرْبُ في انحِدارْ..
و أختُها (فاطمةٌ ) تصيحُ : يا اهلَ الخيرْ..!!
وطيفُهُ في بالِها : – يا (صالحُ ) الجميلْ..
تعالَ، خلفَ الغيمْ..
منْ داخِلِ البِحارْ..
(خَديجةٌ ) (تُدَكِّشُ ) المَواقِدْ..
والجَوُّ منْ لَهيبْ..
(مُحَمَّدٌ ) قامَ مِنَ السريرْ..
-أمي.. عيوني حارِقةْ..!!
رأسي يطيرُ فوقَها..
أمّي..!!
(تطقُّ ) عَينُهُ..
صاحَتْ : أيا وَيلاه..!!
راحَتْ..؟! وما ذنبي أنا..؟!
آهٍ..!! أيا وَيلاهْ..!!
(قَنوعُ ) تجثو قُربَها..
قامَتْ : أيا وَيلاهْ..!!
(مُحَمَّدٌ ) يا ابني أنا..
ما الفرقُ، يا (خَديجةْ )..؟!
-لا فرْقَ.. آهٍ..!! (سِلفَتي )..!!
آهٍ..!! وألفُ آهْ..!!
-سَمّي، لبِسمِ الله..
-رَبّيَ.. يا أللـــــه..!!
ضَمِّدْ جِراحَ طِفلِنا.. وصُنْهُ يا أللــــــــــه..!!
بحَقِّ سِبْطِ المُصطفى.. وآلِهِ الأخيارْ..
و (الخمسةِ الأيتامْ )..
عليهِمُ السلامْ..
(سَليمُ ) يَحشو طَلْقَةً..
يُشيرُ للثّوّارْ..
سَمّوا برَبِّ المُصطفى.. وآلِهِ الأخيارْ..
وانطَلِقوا.. وأطلِقوا..
زَوبَعَةً منْ نارْ..
(رِسّاكُ ) يا ذئبَ الفَلا..
جئناكَ كالإعصارْ..
***
في بَيتِنا الغَربيِّ.. (بَيتِ جَدِّنا )..
(قَنوعُ ).. (سِتّي ).. تُحتَضَرْ..
-هاتوا لها (مُحَمَّداً )..
جابوا لها (مُحَمَّداً )..
تَبَسَّمَتْ.. وبَسْمَلَتْ..
(مُحَمَّدٌ )..!! يا عِين..!!
وسافَرَتْ مُبتسِمةْ..
في كلِّ عَينٍ دَمعةٌ..
سالَتْ دموعُ العينْ..
-ما الموتُ..؟! قالتْ طِفلةٌ..
أجابَها الغِيابْ..
لَفّتْ جَناحَ صَمْتِها..
غصّتْ.. وفاضَ دَمعُها..
-(ستّي )..!!
وغامَ وَجهُها..
-لماذا.. يا ألله..؟!
تُحِبُّها..؟!
نُحِبُّها..
(ستّي ).. تعالي بيننا..
لا تسكُني الغِيابْ..!!
غابَتْ..
وغامَتْ روحُها..
وسافَرَتْ في النورْ..
يا قامَةَ البَلّورْ ..!!
تدَحْرَجَتْ أيامُها..
والآنَ.. في ستّينِها..
تذكّرَتْ (بَتولْ )..
وامرأةٌ حائرَةٌ.. في روحِها تَجولْ..
تصيحُ : أينَ حُلمُها..؟!
وأهلُها..؟!
و (سِتُّها )..؟!
ولا جَوابَ مُقنِعٌ..
ولا فَضاءَ واسِعٌ..
واستوقَفَتْها امرأةٌ..
-منْ أينَ يأتي النورْ..؟!
-منْ ذاتيَ المُحَطَّمَةْ..
وخاطِري المَكسورْ..
أُصغي لتِلكَ المَلحَمَةْ..
______________________________________________________
فاطمة صالح صالح
المريقب / آب / 2014م

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات