لو أنني الآن بين أحضانكَ، ياغالي، لاكتفت روحي من إحساسها بالأمان.. الأمان الذي فقدته من زمان..!!
حبيبي.. أيها الرجل الرجل..
أحتاجك…………………..
لقد تزوج مُعتَز، بطلبٍ مني، ورغبةٍ في أن يحل مشكلته مع الحياة، ويقترن بإنسانةٍ موظفة، ومن مستواه الفكري..
كان شرطي الوحيد، أن لايقتربَ من مشاعري، وألا يثيرَ أعصابي، لأنني لم أعد قادرة على تحمل الإنفعالات العنيفة التي لازمتني من لحظة اقتراني به، حيث، بالتدريج، فقدتُ القدرةَ على التحمل، مع عدم مقدرتي على التخلي عن سندٍ يفهمني ويحترمني ويقدرني، وأكون له سنداً، أيضاً.. فأنا أؤمنُ أن الحياة الناضجة والشراكة الصحيحة، هي شراكة تكامُلية، وليست تفاضُلية..
وجدتكَ، بين الركام، في زحام تلك الفوضى، رجلاً عاقِلاً طافحاً بالحب والحنان، قوياً بمبادئه.. وماذا يهم إن كنتَ بساقٍ واحدة..؟! فأنا ساقكَ الثانية، وأنتَ دعامتي المعنوية..
ليلةَ استرَحتُ من مُعتز، واستراحَ مني – دون أن أشعرَ بأي تأنيبٍ للضمير.. فكما قلتُ لك، كان الموضوع باقتراحي وتشجيعي، فطالما كان يردد على مسامعي، أنه لو قُدرَ له أن يتزوج من جديد، فسيختار موظفةً، تتقاضى راتباً يسند راتبه، ليعيشَ بسعادة.. هاقد حقق حُلمه.. ولا يهمني بعد ذلك إن كان سعيداً، أم لم يكن.. المهم أنني فعلتُ ما يُرضي ضميري، ويريح أعصابي.. فليتزوج بموظفة، ولأشعر بالأمان في حضن مَن أحببتُ بالروحِ، قبل الجَسَد..
ليتني في حضنكَ الآن، وأنتَ تمسحُ على شَعري بحنان يدِكَ اليُمنى..!! وتحقق لي ما وعدتني به :
– سأعوضكِ عن كل ما افتقدتِهِ من حنان..
– وسأكون قدَميك..
– دفئيهما.. فقد تصقعتا..
– أدفئ قدمي مَن دفأ قلبي..
معادلةٌ طالما حلمتُ بها، ووعدتُ روحي بتحقيقِها..
ليلتها، شعرتُ بالمزيد من الحاجةِ إليك.. فتناولتُ جهازيَ الخَلَوي، وتركتهُ يرن لمدةٍ قصيرة.. أغلقتهُ قبلَ أن ترد علي.. لكنني توقعتُ أنكَ شعرتَ كم أحتاجُكَ في تلكَ اللحظة..
لاأنكر أنني شعرتُ بقشعريرةٍ، ورجفانٍ في روحي وجسمي، حين قرر الزواج، رغم قناعتي، ورغبتي.. ولم يهدئ روحي وجسدي، سوى تفكيري بكَ، ياغالي، وتصوري أنني في حضنكَ، كعصفورةٍ تحتمي من صقيعِ هذا الشتاء القاسي، في عشٍ دافئٍ، بَنتهُ مع حبيبها..
لستُ أدري إن كنتَ ماتزالُ حياً.. لكنني أكتفي بأن أشعرَ أنكَ قد خرجتَ من بين الحطام المتراكم.. فطالَما حلمتَ بالإستقرارِ والأمان..
إن كنتَ ماتزالُ حياً، فأخبرني ياحبيبي..
وليسَ مهماً أن نلتقي بالجسَد.. الأهَم، أن يُدفئَ كل منا صقيعَ الآخر..
بالنسبة لي، يكفيني أن نفسي هدأت، بعد أن كتبتُ لكَ هذه السطور..
أرجو أن تكون وتبقى بأمان..
مروَة
- الرئيسية
- ثقافة
- إليك…….- الأديبة فاطمة صالح صالح
إليك…….- الأديبة فاطمة صالح صالح
- نشرت بتاريخ :
- 2017-01-30
- 3:48 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك