فتاة المكتبة سمر.. ذات الشعر الأسود.. والبشرة الحنطية.. إختارت العمل هنا بين الرفوف وطباعة الأوراق لسنوات عديدة من عمرها.. حتى أصبح هذا المكان جزءا” من حياتها، تلك الكتب والأقلام والهدايا الصغيرة… حتى الرصيف في الخارج.. ونحن أصبحنا نراها جزءا من كل ذلك… وكنا نرى شيئا” آخر يعلمه الجميع؛ ذلك الحب الكبير الذي تكنه لرامز(صاحب المكتبة)، كلنا كان يلحظ إلا هو.. أو أنه يعلم ويتجاهل الأمر.. كيف يحدث هذا الحب؟ نعتاد وجود شخص معين في حياتنا، تعجبنا خصاله وأفكاره ونتعلق بهذا الوجود.. أجل الحب يبدأ بالإعتياد والتعلق.. فهي إعتادت أن تراه أمامها دائما يجلسان معا”.. يتحدثان.. يضحكان.. يتعاونان في أمور المكتبة..، ولكنه قلب الأنثى يميل للحب أحيانا”.. إنه يعلم ماترمي إليه سمر، باقة الورود على الطاولة.. وفنجان قهوته تحضره له بعناية.. وعطرها الذي يملأ المكان.. وتلك النظرات التي كانت تسرقها بإنشغاله بأمر ما… تنظر إليه بحب كبير وشوق.. وكان أحيانا يكتشف تلك السرقة.. فيبتسم ويقول:
_ سمر.. مابك..!؟
وترد عليه بإرتباك: لاشيئ شردت قليلا..
وماذا عساها تقول غير ذلك فكلما اقتربت منه خطوة يبتعد عنها خطوات، ولكنها لم تكن لتيأس المحاولة والتلميح، ولو بإهتمامها بأبسط الأمور، هذا الإندفاع وهذا الأمل لم يفارقا قلبها أبدا… وكالعادة في الصباح قامت بكنس الرصيف أمام المكتبة، ووضعت الورود الجديدة، وحضرت القهوة له وضعتها على طاولته… تشاركه شرب القهوة تجلس على كرسيها بالقرب من الزجاج، تنظر إلى الطريق والناس والسيارات.. نظر إليها رامز كانت شاردة.. عاين تسريحة شعرها وبلوزتها الخضراء.. وذاك السوار الناعم في معصمها.. أخذ كتابا كان أمامه وراح يقلب في صفحاته،ويناديها:
_ سمر..
إلتفتت إليه كمن إستفاق من غفوته..
_ أجل..!
_ أريد أن أخبرك بشيئ أو أن أطلعك على أمر مهم..
_ أجل قل.. أنا أسمعك..
_ لا ليس الآن.. غدا”.. سيأتي ضيف إلى هنا، وبعد أن يذهب سنتحدث بالموضوع..
نظرت إليه بإستغراب.. وهزت رأسها بنعم…
يتبع…
- الرئيسية
- ثقافة
- فتاة المكتبة سمر…- ج1
فتاة المكتبة سمر…- ج1
- نشرت بتاريخ :
- 2017-03-04
- 8:40 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك