بانوراما طرطوس- دارين العبود:
تلك الليلة كانت طويلة جدا على سمر.. وكانت تستعجل قدوم الصباح.. وتمر الساعات ثقيلة.. وتساؤلات تدور في رأسها تمنعها من النوم:”ماذا سيقول لي..؟ بماذا سيخبرني؟ هل بدأ يحبني كما أحبه؟لا لا.. يجب أن لا أعقد أملا أنهار بعده.. ولكنه لم يتحدث معي بهذه الطريقة من قبل..” وما إن أتى الصباح حتى هرعت بسرعة وارتدت أجمل مالديها.. سمر الجميلة تتبعها عيون الشبان ولاترضى إلا بعيون من تحبه.. وصلت إلى المكتبة وأنهت أعمالها المعتادة.. ونثرت عطرها في المكان.. جاء رامز في موعده، وكان فنجانه ينتظره.. جلس مكانه وراح ينظر إلى الساعة.. فقالت له:
_ أراك تنظر الساعة.. هل تأخر ضيفك..؟
_ لا.. سيأتي بعد قليل..
وقطع حديثهما دخول فتاة في مقتبل عمرها.. ألقت التحية.. فوقف رامز ورحب بها بسعادة لم تكن خافية على وجهه.. ووسط دهشة سمر أجلسها بقربه قليلا وأعطاها إحدى تلك الورود، وضعتها في كتابها.. نظرت سمر إليها وحاولت أن تخفي إرتباكها.. قدمت لها فنجان قهوة.. وراحت ترتب بعض الرفوف…، أحست بأن تلك اللحظات ثقيلة جدا عليها، فمن الواضح بأن رامز معجب بهذه الفتاة بل مسحور بها.. رأت ذلك في نظراته إليها، وهي أيضا” تبدي له خجلا وإبتسامتها تلك ونظراتها… بات النظر إليهما يزيد من إرتباكها وغيظها… لم تنه الفتاة فنجانها واستأذنت بالذهاب.. أخذت سمر الفناجين وقامت بغسلها.. وعادت للجلوس مكانها؛ فهي لم تعد تريده أن يخبرها بشيئ.. فالأمور باتت واضحة… تلك الفتاة؟!! هل يحبها حقا”..؟!
_ سمر.. بماذا تفكرين؟
_ لاشيئ.. كنت ستخبرني بأمر ما.. هل من ضيف آخر سيأتي؟
_ لا.. هي كانت الضيف؛ كنت أريدك أن تريها، وتخبريني برأيك بها.. فأنا أثق بك كثيرا” وأنتي أقرب صديقة لدي، ويهمني رأيك، فأنا أفكر في خطبتها؛ ولازلت أدرس الموضوع.
لم تستطع سمر أن تكتم ضحكتها، تلك الضحكة التي تختبئ الخيبة خلفها وذاك الأسى في عينيها…
_ سمر..! لماذا تضحكين!!
_ لأنني صديقتك ولم أكن أعلم بأنك تحب إحداهن ولم تخبرني.. فأنا أفرح لك كثيرا”..
_ لم أكن متأكد من مشاعري إتجاهها.. لم تقولي لي رأيك؟
وكيف ستبدي رأيها بمن سرقت سعادتها.. وحطمت قلبها.. حدقت به قليلا وقالت:
_ أراها جميلة وصغيرة في السن.. لا أعلم فهذه المرة الأولى التي أراها ولكنها جميلة و…مبروك ياصديقي.. أتمنى أن تكون سعيدا” معها.
_ شكرا سمر أنت أغلى صديقة لدي.
يتبع…