لم تأبه شذى لوخز الشوك على يدها… وقطفت خمس ورادت جورية،حمراء قانية.. وأسرعت في إرتداء ملابسها والخروج من المنزل… فهي لاتريد أن تتأخر عن الموعد مع حبيبها.. وصلت إلى مكان اللقاء… مقعد خشبي في الحديقة العامة.. جلست مكانها وراحت ترتب الورود على شكل دائرة جميلة… قد مضى من الوقت ربع ساعة.. تلفتت حولها ولم تراه.. ومضى أكثر وأكثر من الوقت.. وبدأ الحزن يتسلل إلى وجهها.. ولاحت دمعة في عينها.. لم تعتن شذى كثيرا بتسريحة شعرها.. ولابكحلة عينيها.. ولا بأحمر شفاهها..وكل ماكان يشغلها هو أن لاتتأخر عن الموعد… يزداد وخز الشوك ألما” بين أصابعها الصغيرة، هل سيخذلها بهذا الموعد أيضا”..؟ ولن يأتي لرؤيتها..؟ بهذه اللحظة كانت تستطيع أن تشعر بألم الدنيا كله… في الموعد الماضي أيضا ذهبت إليه بعد انتظار وعاتبته كثيرا”.. هل ستذهب هذه المرة…؟ فكرت كثيرا” واحتارت، ولكنه قلبها العاشق يسوقها دائما نحوه… أجل.. ستذهب إليه، وستعاتبه على التأخير وعدم المجيئ… وكيف له أن يتركها تنتظر وحيدة هكذا..؟ أخذت ورودها الحمراء.. وسارت إليه… يملأ قلبها الحزن، والكثير من الكلام يثور خلف شفتيها… أما الدموع فلا طاقة لها على حبسها، فتركتها تنهمر كما تشاء… حقا إنها تحبه كثيرا”.. تحبه حد البكاء… وصلت شذى إليه… إليه هنا في هذا المكان… هنا حيث يودعون الناس عندما تنتهي حياتهم… هنا حيث يعانقهم التراب.. ولا يتركهم أبدا”.. ولايسمح لنا أن نراهم.. نظرت إلى قبره.. الشهيد البطل… جلست بقربه… ومات كل الكلام.. إلا الدموع تأبى الإنقطاع.. وذاك الأنين.. تناديه بصوتها المرتجف..، سآتي إليك وإن لم تأتي على الموعد.. لن أعاتبك هذه المرة..، أنظر هذه الورود لك… ألن تلمس جروح يدي بيديك كما العادة..؟ إذا” كيف لها أن تشفى..؟ وتنهار من البكاء… ذاك البكاء الذي يسمع صداه في كل الدنيا… وتعود لمنزلها.. تسير في الطريق كمن أضاع نصفه… لايكملها وجود الجميع في حياتها… هوفقط حبيبها ونصفها.. إنه ألم الفراق…
- الرئيسية
- ثقافة
- على الموعد…
على الموعد…
- نشرت بتاريخ :
- 2017-04-25
- 10:37 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
تابعونا على فيس بوك