سجلت أسواق الخضر والفواكه في طرطوس ارتفاعات سعرية غير مقبولة خلال الفترة الحالية وذلك لأسباب موضوعية وأخرى غير موضوعية في مقدمتها: قلة العرض مقابل زيادة في الطلب، وضعف إنتاجية المواسم الشتوية بسبب الصقيع وعدم قدرة المزارعين على زراعة أراضيهم في المواسم المحددة.
لا ننكر أيضاً ما نسميه التخبط الواضح في التخطيط الزراعي، ونعطي مثالاً لذلك ما حصل العام الفائت لمزارعي البطاطا في سهل عكار – منطقة طرطوس فبعد قيام مزارعي البطاطا بزراعة أراضيهم بمساحات كبيرة وواسعة من البطاطا قامت وزارة الاقتصاد بمنح اجازات استيراد للبطاطا بكميات كبيرة ليصل كيلو الغرام الواحد من البطاطا الطرطوسيّة «أقل من التكلفة الحقيقية» إلى /60/ ليرة، الأمر الذي سبب خسائر كارثية لمزارعي البطاطا في المحافظة، مع الإشارة إلى ارتفاع تكاليف النقل بين المحافظات من دون أن ننسى الفوضى وفلتان الأسعار في الأسواق في ظل غياب الرقابة التموينية عن الأسواق, الأمر الذي يجعل تجار الجملة والمفرق والسماسرة يتحكمون بالأسعار …!!
في جولتنا على الأسواق سجلنا عدة ملاحظات منها: ارتفاع في أسعار «الحشائش» والخضر بأصنافها وأنواعها من ناحية، مع وجود فارق ليس بالقليل ما بين الأسواق الشعبية والأسواق غير الشعبية، ليصل هذا الفارق أحياناً إلى المئة ليرة في الكغ الواحد .
والأمر ذاته ينطبق على مادة البطاطا «لحمة الفقير» أسعارها غير مقبولة على الإطلاق – خلال هذه الفترة من العام، حيث وصل سعر كيلو البطاطا في الأسواق بين /450/ ليرة لتصل إلى /550/ ليرة .
جواباً عن تساؤلاتنا الموجهة إلى مديرية حماية المستهلك أكد المهندس حسان حسام الدين – مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك أن أسعار الخضر والفواكه تتوقف على توافرها في الأسواق -المسألة عرض وطلب – والإنتاج الزراعي قليل خلال هذه الفترة من العام نسبياً بسبب الظروف الجوية السائدة ونرى أن الأسعار متقاربة في كثير من المواد عدا مادة البطاطا التي تأخر المزارع في زراعتها بسبب الأمطار الغزيرة، وهذا ما أخّر إنتاجها ومدى توافرها في الأسواق، مؤكداً أن الوزارة كانت قد طرحتها في صالات السوريّة للتجارة بـ/330/ ليرة.
ولمعرفة أسعار بعض المواد للعام الحالي ومقارنتها مع الفترة المماثلة من العام الماضي فقد بيَّن المهندس حسام الدين فارق الأسعار خلال الفترة المذكورة موضحاً أن الليمون الحامض «الماير» كان يباع خلال الفترة المماثلة من العام الفائت بـ/146/ ليرة «بالجملة» و/175/ ليرة «بالمفرق»، في حين انخفض سعره العام الحالي إلى /40/ ليرة «بالجملة» و/50/ ليرة «بالمفرق», وكان يباع كيلو الليمون الفرنسي بسعر /271/ ليرة «بالجملة» و/325/ ليرة «بالمفرق» ويباع العام الحالي بـ/ 90/ ليرة «بالجملة» و/ 120/ ليرة «بالمفرق»، ويباع كيلو الكريفون الماوردي للعام 2019 بـ/75/ ليرة «بالجملة» وبـ/100/ «بالمفرق». ويباع كيلو البصل اليابس بسعر /325/ ليرة «بالجملة» وبـ/ 425/ ليرة «بالمفرق» للعام 2019، في حين كان العام الماضي بـ/125/ ليرة بالجملة وبـ/150/ بالمفرق، وكان يباع كيلو البندورة البلاستيكية الموسم الماضي بـ/173/ ليرة «بالجملة» و/ 225/ ليرة «بالمفرق» في حين ارتفع سعرها العام الحالي إلى/325/ ليرة «بالجملة» و/ 425/ ليرة «بالمفرق»، واللافت للقارئ انخفاض أسعار البطاطا للموسم الماضي إلى أقل من التكلفة الحقيقية، حيث كان يباع كيلو البطاطا قلع جديد بـ/146/ ليرة «بالجملة» في حين وصلت أسعارها «بالمفرق» إلى /175/ ليرة، وارتفعت أسعارها العام الحالي إلى /325/ ليرة «بالجملة» وبـ/425/ ليرة «بالمفرق».
بانوراما طرطوس – تشرين
