لاتحبوا بلدكم بجنون كما احبها والدكم ، اتركوا بعض المسافة بين القلب وذاك التراب ، فتلك الطعنات التي ترون وتلك الدماء التي لاترون هي نتاج ذاك العشق……
سأفعل المستحيل لكي لاتهاجروا، ولكن إن كنت تريدون أن تستخرجوا جوازات سفر، فلن أقف ضدكم، سابقى أنا وأمكم وحدنا، وسيكون علي لزاما”أن أحمل جرة الغاز كل تلك الطوابق إلى البيت……
اذهبوا، سافروا، تعلموا بعض دروس الحياة، تلك الدروس التي أستطيع أن أعلمكم إياها مجانا”، دون أن تتكلفوا عناء السفر والقهر وقشعريرة الوحدة، أنه لا أحن عليكم ارض مثل هذه الأرض….
لطالما نقلت خطاي بين الصدمة والآه ، بين الحسرة والحرقة ولا أملك أن افعل شيئاً . تبعثرت أيام العمر عل حلم جميل أن بكرا أحلى ……..فعلت المستحيل ، ذهبت الى حافة الهاوية لأصنع لكم ذاك الغد ، و لكن ثمود يا غوالي كانت اقوى بكثير وأنا لست صالح ، لكني عرفت كيف أكون ( مواطناً صالحاً )…..
علمتني الحياة أن ذاك الغد ليس لك يد فيه، لكنها علمتني ان لا أقنط يوما” من روح الله، أتدرون كم من مرة وقعت؟ أظنكم لا تدرون، فأنتم لطالما رأيتم أباكم واقفا” ومبتسما”، بل و يلقي النكات أحيانا”…. لطالما وقعت يا اولادي، لطالما وقعت، لكني لم أبكي يوما” على نفسي، كانت عكازتي الصبر، ومعيني ذاك العقل، فتذكروا يا غوالي أن الله قد حياكم ذاك العقل نصيرا” و مرشدا”…
قد تقولون أن بلادكم قد تظلمكم، أقول نعم، قد تظلمكم، ولكن تذكروا أن قبور أجدادكم وآبائكم هنا، وهذا سبب كافي لكي تسامحوها، لم يسمي أباكم هذه البلاد جبال التين والزيتون عبثا” ، وأنكم لو تدرون لهو مسمى عظيم، وعودوا إلى تلك الآية ٱياها…..
حاولت يا غوالي أن اكون بعض أيوب، ولكن كان يستفيق في داخلي في كل مرة ذاك المسيح وهو يجتاح اسواق اورشليم، وهذه طبيعة في داخلي، فهل أنا إلا بضعة من تلك الكربلاء؟…….
أولادي ، انا لم اعد استطع أن استقيل من عشقي فمن دونه أنا لاشيء ، سأحمل صليبي وحطامي وأكمل بقية الدرب ، مازال هناك الرمق الأخير ، به سأقاتل ….وتذكروا ايها الغوالي عندما تقفون على تلك الشاهدة ذات نصر لتقرأوا تلك الفاتحة اياها ان ذاك المسجى هناك لم يستسلم أبداً…..
- الرئيسية
- عيون و أذان
- أولادي الغوالي ، هذا بعض وصيتي….
أولادي الغوالي ، هذا بعض وصيتي….
- نشرت بتاريخ :
- 2022-05-06
- 5:46 م
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print
إقرأ أيضامقالات مشابهة
تابعونا على فيس بوك