انطلاق العمل بالمركز المتكامل لمعالجة النفايات الصلبة في وادي الهدة في طرطوس شكّل نقطة البداية للاهتمام الحكومي بدراسة استخدام النفايات كوقود بديل في معامل الاسمنت, حيث أوضح المهندس وسام عيسى- مدير النفايات الصلبة في محافظة طرطوس تحويل القمامة الواردة إلى معمل وادي الهدة إلى ثلاثة مكونات أساسية, الأول المفرزات «بلاستيك شفاف وملون إضافة للكرتون والألمنيوم والحديد و الزجاج» الثاني المواد العضوية التي يتم تحويلها بعد التخمير إلى سماد والثالث المرفوضات التي لا يمكن الاستفادة منها وتشكل 35{844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e} من القمامة.. وأضاف عيسى حاليا تضع المديرية الخطط والدراسات للاستفادة من هذه المرفوضات بالتنسيق مع وزارة الصناعة حيث تم تشكيل لجان لدراسة الجدوى الاقتصادية من خلال تحويل هذه المرفوضات إلى مواد يستفاد منها في توليد الطاقة بدلاً من الفيول في معامل الاسمنت ومحطات الطاقة الكهربائية وتسمى rdf حيث يعادل كل 2 طن rdf طناً من الفيول.. وكشف عيسى عن إعداد المديرية دراسة اقتصادية بالتنسيق مع معمل الاسمنت في طرطوس لإنشاء خط إنتاج rdf وخلصت الدراسة إلى إمكانية استعادة تكاليف الإنشاء والتركيب بعد عامين والمقدرة بمليار ليرة حسب دراسات الجدوى الاقتصادية.. وختم عيسى بالتأكيد أن ناتج القمامة في معمل وادي الهدة سيكون صفراً في حال الاستفادة من المرفوضات بديلاً عن الفيول.
في السياق ذاته أكد المهندس علي سليمان مدير معمل الاسمنت في طرطوس الجدوى الاقتصادية الكبيرة لاستخدام الوقود الحيوي rdf بديلاً عن الفيول وخاصة فيما يتعلق بالجانب المرتبط بتخفيض التكاليف وانعكاس ذلك على أسعار المنتج النهائي, إضافة إلى أهمية هذه الخطوة والآثار الايجابية على البيئة من خلال التخلص من النفايات… وأضاف سليمان من الضروري قبل البدء باعتماد هذه التجربة الكشف على المعمل من قبل الخبراء المتخصصين للتأكد من قابليته للتعديل، داعياً إلى ضرورة الاطلاع على تجارب بعض الدول العربية ضمن هذا الإطار مثل مصر والاستفادة من خبراتها.
بانوراما طرطوس-تشرين