ما يحدث من مخالفات «فاضحة» على الكورنيش البحري لمدينة طرطوس يرقى حسب «الطراطسة» إلى المهزلة التي تتحمل نتائجها الجهات المعنية و الرقابية الممعنة في التقصير والتغاضي «غير المبرر» عما يقوم به البعض من مستثمري الأكشاك الذين «استباحوا» المسطحات الخضراء للكورنيش و تعدوا على الأملاك العامة من أرصفة و غيرها من الأماكن محولين إياها إلى مقاه شعبية بأسعار «سياحية» من فئة 5 نجوم ولتغدو هذه المقاهي مصيدة «لاجتذاب السياح القادمين من المحافظات الأخرى بعد أن كشف أسلوبها وأسعارها الكاوية» سكان المدينة.
القصص التي يرويها من تعرضوا لاستغلال أصحاب هذه المقاهي كثيرة ومنهم « م.م « الذي يعمل موظفاً في القطاع العام حيث قال لـ «لتشرين»: توجهت برفقة عائلتي المكونة من 4 أشخاص للتنزه على الكورنيش البحري وبسبب التخريب المقصود لمقاعد الكورنيش اضطررنا للجلوس في أحد هذه المقاهي الذي اعتقدت للوهلة الأولى أنه شعبي أي يناسب وضعي المادي وطلبنا قهوة عدد 2 وعصير عدد 2 وعبوة مياه صغيرة … المفاجأة كانت عند طلب الحساب البالغ 3 آلاف ليرة وعند الاستفسار قال صاحب الكشك إن أجرة الطاولة والكراسي 1500 ليرة و«إذا مو عاجبك روح اشتكي» ؟
أحد المواطنين القادم من دمشق قال لسائق الأجرة الذي أقله للفندق إن محافظة طرطوس هي الأغلى بين محافظات القطر، مستشهداً بما حدث معه على الكورنيش البحري حيث تكلفة الجلوس على البحر ضمن أحد هذه المقاهي 11 ألف ليرة، مؤكداً أن كل ما طلبه أركيلة عدد 2 وعصير لخمسة أشخاص وموالح ومقبلات أطفال، حيث بلغت تكلفة استئجار الطاولة والكراسي وحدها 5 آلاف ليرة ؟
تؤكد المعلومات التي حصلت عليها «تشرين» من مصادر في مجلس مدينة طرطوس مخالفة جميع هذه المقاهي الأنظمة والقوانين نافية كل الكلام المتداول عن دفع أصحابها بدل إشغال للبلدية وأوضحت المصادر الآلية و الصيغة القانونية لهذه الأكشاك الموجودة على الكورنيش القائمة على طرحها للاستثمار عن طريق المزاد العلني لمدة 3 سنوات.. وعند الاستفسار عن سبب عدم معالجة مجلس المدينة هذه المخالفات التي ترتكب في وضح النهار ويومياً، همس أحدهم قائلاً إن «الموضوع أكبر من البلدية» من دون تعليق؟
من جهة ثانية، أوضحت مصادر في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس صحة المعلومات المتعلقة بالمخالفات المرتكبة من أصحاب هذه المقاهي التي وصفها المصدر «بغير القانونية» لجهة تقاضي أسعار زائدة وحدوث حالات استغلال يومية بحق رواد الكورنيش والزائرين، وأشارت المصادر إلى حيازة أغلبية هذه الأكشاك للوائح أسعار لكن المشكلة وضعها في أماكن بعيدة عن الزبون، مؤكداً استعداد المديرية لتلقي الشكاوى ومعالجتها ضمن الأنظمة والقوانين المعمول بها.
بانوراما طرطوس- تشرين