طرطوس- رنا الحمدان:

يشير مربّو النحل، إن كل النحل المستورد الذي تمّ توزيعه كمنح على المربين قد لقي حتفه، لينتهي بذلك قلقهم من دخول هذا النحل الذي لا يقارب مواصفات النحل السوري للبلد حيث كان يخشى من سلالات هجينة جديدة تؤثر على نوعية النحل السوري المميز، فيما تأثر قطاع تربية النحل بشكل كبير بتداعيات الحرب العدوانية والتغيرات المناخية فهناك آلاف الخلايا التي فقدها النحالون إضافة لصعوبة تنقيل ما تبقى من خلايا بين المراعي ما ساهم إلى حد كبير في تراجع تربية النحل وإنتاج العسل.‏.
لن نتحدث اليوم عن النحل المستورد الذي انتهى ولا كيف دخل بل سنستعرض واقع تربية النحل الحالي في طرطوس..
ميزات النحل السوري
تمتلك سلالات النحل السوري مواصفات خاصة تميزها عن بقية سلالات النحل المنتشرة في العالم وعددها 24 سلالة فهي الأهدأ بين سلالات النحل في العالم والأكثر مقاومة للأمراض وتستهلك كمية من العسل في الشتاء تعادل خمس ما تستهلكه السلالة الأوروبية وتنتج من الغذاء الملكي 30 {600e1818865d5ca26d287bedf4efe09d5eed1909c6de04fb5584d85d74e998c1} زيادة عن السلالات الأوروبية لذلك يطلق عليها اسم (النحل الجامع) كما يعتبرها الباحثون السلالة الأم لجميع السلالات في أوروبا وأفريقيا الشمالية‏، هذا وتشكل منتجات طائفة النحل (عسل – حبوب طلع – عكبر – سم النحل – شمع النحل – الغذاء الملكي) في مجملها صيدلية طبيعية متكاملة نستطيع من خلالها تقديم الشفاء لأخطر الأمراض التي تصيب الإنسان من الأمراض السرطانية – ضعف المناعة – الروماتيزم، وللعلم بدأ الاهتمام بتربية النحل بأنواعه المعروفة (الغنامي – السيافي – القمري ) في سورية بشكل فعلي ومدروس عام 1988 كما وضعت الخطط اللازمة لذلك وتمّ تأمين جميع مستلزمات التنفيذ مما أدى إلى التوسع بتربية النحل بأساليب حديثة أما أنواع العسل فتختلف حسب اختلاف المراعي وحسب فترة الجني حيث يوجد عسل الحمضيات -عسل الكينا-عسل العجرم والشيح أما بالنسبة لترحيل الخلايا إلى الداخل فيوجد عسل اليانسون والقطن وعباد الشمس و حسب موعد القطاف هناك عسل صيفي وعسل شتوي حيث يقطف العسل بآخر الربيع ويكون عسلاً صيفياً وآخر الخريف عسلاً شتوياً وكان هناك خطة للزراعة من أجل زيادة زراعة المناطق الحراجية بأشجار رحيقية مثل الكينا- الخرنوب- الروبينيا وإعادة إنتاج الخلايا الخشبية وتأمينها للمربين بأسعار تشجيعية..‏
قيمة النحل
يقول لنا أحد المربين الذين التقيناهم أنه لوحظ في دراسات حديثة أن معظم مربي النحل على مستوى العالم يتمتعون بصحة جيدة ولا يصابون بأمراض السرطان وهذا أمر يستحق التوقف عنده ومتابعة هذه الأبحاث للوصول لعلاجات حقيقية لمرضى السرطان تحديداً إضافة لاستخلاص سم النحل ودراسته بالتفصيل ، فيما لا يوجد أي إثبات على المقولة التي تم نسبها للعالم أنشتاين بأن الحياة على الكرة الأرضية ستنتهي بعد اختفاء النحل تماماً من الوجود بأربع سنوات ولكن من المؤكد أن للنحل دور هام جداً في تلقيح الأزهار حيث يزيد إنتاجية الأشجار المثمرة والخضروات والمحاصيل الحقلية من 25-35 {600e1818865d5ca26d287bedf4efe09d5eed1909c6de04fb5584d85d74e998c1}وذلك نتيجة التلقيح الخلطي الذي يقوم به النحل وبكفاءة عالية لا تستطيع أي حشرة أخرى أن توازيها بهذه المهمة وقد تبين نتيجة التجارب أن وجود خلية لكل دونم من المحاصيل الحقلية يزيد إنتاج الدونم 25-35{600e1818865d5ca26d287bedf4efe09d5eed1909c6de04fb5584d85d74e998c1}‏ ، وعن فائدة النحل البيئية يكفي أن نشير إلى أن تربية النحل تحافظ على الغطاء النباتي وتطوره وتحافظ على البيئة والتنوع الحيوي ووجود النحل في بيئة ما يعتبر راصداً بيئياً ومؤشراً على عدم التلوث وغيابه يدل على وجود فوضى بيئية أو تسمم بيئي‏ .. فيما لن نعدد فوائد منتجات النحل بكل أنواعها والتي تفوق الوصف .

بانوراما طرطوس- الوحدة.