لا علاج أو لقاح يتوفر حتى الآن لفيروس كورونا الآخذ في الانتشار وحصد حتى الآن أرواح أكثر من 100 شخص.
ولكن على عكس العديد من الأوبئة السابقة حيث استغرق أمر إنتاج لقاحات تحمي البشر عدة سنوات، فإن البحث عن لقاح للمساعدة في وقف هذا النوع الجديد بدأ في غضون ساعات من التعرف عليه، نقلاً عن شبكة “بي بي سي”.
فك المسؤولون الصينيون الشفرة الوراثية لكورونا المستحدث بسرعة كبيرة لرفد الباحثين بمعلومات تساعدهم في تحديد مصدر الفيروس وكيف يمكن أن يتغير مع تطور انتشاره فضلاً عن كيفية حماية الناس منه.
وبالفعل تمكنت مراكز الأبحاث من العمل بسرعة غير مسبوقة، ففي مختبر Inovio بمدينة سان دييغو، يستخدم العلماء نوعًا جديدًا نسبيًا من تقنية الحمض النووي لتطوير لقاح محتمل”INO-4800″، مع التخطيط للتجارب البشرية.
وقال كيت بروديريك، نائب الرئيس الأول للبحث والتطوير في إينوفيو: “بمجرد أن قدمت الصين تسلسل الحمض النووي لهذا الفيروس تمكنا في مختبرنا ومن خلال تكنولوجيا مرتبطة بالكمبيوتر من تصميم لقاح في غضون ثلاث ساعات”.
توظف لقاحات أدوية الحمض النووي تسلسل الحمض النووي للفيروس لاستهداف أجزاء محددة من العوامل المسببة للأمراض التي يعتقد أن الجسم سيحشد قواه للتصدي لها. بعد ذلك يعمد الباحثون لاستخدام خلايا المريض نفسه لتكون مصنعًا للقاح، مما يعزز آليات الاستجابة الطبيعية للجسم.
تقول الشركة إنه في حال نجاح التجارب الأولية على البشر، ستتبعها تجارب أكبر في منطقة اندلاع الفيروس في الصين، بحلول نهاية العام.
من المستحيل التنبؤ باحتمال القضاء على الفيروس بحلول ذلك الوقت، بيد أنه إذا سارت الأمور وفقاً لما هو مخطط لها في مختبرات “إينوفيو” فإن الشركة تقول إنها ستكون الأسرع في تطوير لقاح جديد واختباره في حالة تفشي المرض.
يذكر أن هذا السابق العلمي يتم تمويله من قبل تحالف(Cepi) الذي تُشكله وتموله الحكومات والمنظمات الخيرية من جميع أنحاء العالم.
في المرة الأخيرة التي ظهر فيها فيروس مشابه – سارس عام 2002 – كانت الصين بطيئة في إبلاغ العالم بما كان يحدث، لذلك بحلول الوقت الذي بدأت فيه الفرق البحثية العمل على تطوير لقاح كان المرض قد اختفى تقريبًا.