بانوراما طرطوس- ديما العاتكي:
مازال سرطان الثدي هو التحدي الأكبر الذي تواجهه المرأة, كونه من أشيع الأورام لديها,كما أنه يشكل تحدٍ اجتماعي واقتصادي متصاعد في المجتمعات المتطورة, علما أن اكتشاف سرطان الثدي ومعالجته الباكرة يدخل كعامل هام في تصنيف تطور المجتمعات ودليل على رقيها العلمي والاجتماعي والاقتصادي.
للإضاءة على هذا الموضوع كان لموقع بانوراما طرطوس اللقاء التالي مع الدكتور ياسر العلي أخصائي الجراحة العامة وأورام الثدي..
*دكتور ياسر.. ما هي أهم علامات وأعراض مرض سرطان الثدي والتي يمكن أن تشعر بها السيدة؟
من الواجب أن تعرف كل إمرأة هذه الأعراض والعلامات, فالكتلة هي أبرز العلامات سواء كانت صغيرة أو كبيرة و يجب أن تخضع لدراسة لنفي أو تأكيد الاصابة بسرطان الثدي كما أنه لا يجوز اهمال تلك الكتلة بأي شكل من الأشكال, ومن التغيرات التي يمكن للمرأة ملاحظتها:
*تغيرات في الحلمة: مثل انقلاب نحو الداخل أو الشتر أو تغير بالشكل أو حكة في الحلمة لا تشفى خلال أسبوع, أو تقرح بسيط أو نز مصلي مدمى أو مدمى بشكل صريح.
*تغيرات في الشكل والمظهر: كل التغيرات التي لا نجد لها تفسير علمي بالشكل والحجم كازدياد في حجم الثدي أو تغيير نحو القساوة أو تقرح في جلد الثدي مما يغير مظهره أو العلامات التي تشير لتغيير في مسامات وثنيات الجلد التي تعطيه مظهر قشر البرتقالة.
*تغيرات تحت الابط: كأن تشكو السيدة من وجود كتلة صغيرة تحت الابط(عقدة لمفاوية) أو كبيرة (ثدي هاجر) لا تتراجع مع المعالجة الدوائية.
-هل كل سيدة تشكو من هذه العلامات أو الأعراض لديها اصابة؟
*بالتأكيد لا ،إلا أننا يجب أن نقوم بدراسة أي علامة من هذه العلامات بشكل علمي لنفي أو تأكيد الاصابة.
-دكتور ياسر ماهي مراحل تطور أورام الثدي وكيفية الكشف المبكر عنه؟
*إن اكتشاف سرطان الثدي ومعالجته الباكرة أصبحت مقياسا تشير إلى تطور المجتمعات في كافة مجالاتها,واننا نسعى لاكتشافه قبل مرحلة الكتلة التي تكتشفها السيدة بذاتها, اذ أننا سنشير إلى هذه الحقيقة العلمية الهامة وهي أن الخلية السرطانية تحتاج إلى 20 تضاعف حتى يصبح لها أوعية دموية خاصة بها و27 تضاعف حتى يصبح قطرها نصف سم في هذه المرحلة تبدأ مرحلة الانتشار وانزراع الخلايا والتي تحتاج لمدة 5 سنوات, المجتمعات المتقدمة تسعى لاكتشاف السرطان بهذه المرحلة والتي يتحقق من خلال العلاج الشافي.
_ ماهي العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
*هناك دراسات علمية يقينية تشير وتتهم عددا من العوامل التي ترفع خطر الاصابة نذكر منها:
1_ الوراثة: كإصابة الجدة أو الأم أو الخالة وفي حال تعدد الاصابات مثل (الأم + الأخت) ترتفع الفرصة لدى السيدة حتى 6 أضعاف قريناتها.
2_البلوغ المكبر: الذي يعرض الثدي لمستقلبات هرمون الاستروجين لفترة طويلة ,وهو الهرمون المتهم بالمرض.
3_ سن اليأس المتأخر: (انقطاع الطمث) فالمعروف أنه حول ال45 سنة إلا اذا كان انقطاع الدورة بعد الخمسين قد يزيد الفرصة .
4_ العقم أو عدم انجاب أطفال الا بعد الثلاثين من العمر.
5- البدانة “ثدي كبير الحجم” والتغذية المفرطة بالشحوم والدسم الحيوانية.
6- المعالجات الهرمونية: كمانعات الحمل..
*دكتور ياسر، برأيك هل هناك شفاء من هذا الورم؟
هذه النتيجة التي يسعى اليها الدارسون والمعالجون لهذا الورم الذي لم يعد ذلك المرض الذي لا يقهر, إن الكشف المبكر والمعالجة الصحيحة توفر الشفاء التام الذي يظن الكثير أنه بعيد المنال إلا أننا أصبحنا نتحدث عن شفاء تام ولفترات طويلة شرط الكشف المبكر مع المعالجة التي تقع على هيئة الأورام (الطبيب الجراح_الطبيب المعالج الكيميائي_الطبيب المعالج الشعاعي_الطبيب المعالج الهرموني_الطبيب المعالج المناعي) فلا يمكن لطبيب مهما بلغ أن يتصدى لمثل هذا المرض وحيدا.
-حبذا لو تحدثنا عن آخر التطورات في مجال الجراحة التجميلة للثدي؟
**هناك 4عمليات في الجراحة التجميلية للثدي ومن الضروري مناقشتها لأهميتها فالثدي هو صفة من صفات الأنوثة الهامة جدا عند المرأة وغياب هذه الصفة يؤثر على أنوثتها لذا تسعى المرأة جاهدة للوصول لأفضل مظهر لائق يشع أنوثة وجمالاً, وأكثر مشكلة تتعرض لها السيدة هي حجم الثدي الصغير, وهناك تقنيات عديدة لزيادة حجم الثدي لكن أكثرها شيوعا والتي يمكن أن تعطي نتائج قوية ودائمة استخدام البروتيز المعد للزرع ويتم ذلك من خلال جرح صغير مخفي تنتقل به السيدة من غياب ثدي صغير إلى الشكل الذي تحلم به مهما كان وبدقة تامة وهو الشكل المفضل عند 90 {844ffa2143412ea891528b2f55ebeeea4f4149805fd1a42d4f9cdf945aea8d4e}من نساء العالم, وعندما يقوم الخبير بزراعته لا يؤثر بشكل مطلق على غدة الثدي من حيث الإرضاع أو الحمل أو الإنجاب إذ لا يوجد أي تماس صميمي ما بين غدة الثدي والبروتيز المزروع.
العملية الثانية هي إعادة بناء الثدي الكبير المتدلي وإنقاص حجمه: تعاني المرأة ذات الثديين الكبيرين جدا من آلالام في العمود الفقري وقد يسبب لها فتق نواة لبية “دسك” وألم وخدر في الزراعين بالإضافة لزيادة فرصة إصابتها بأورام الثدي وتتعرض لمشاكل جلدية من تعرق و فطور وغير ذلك.
وهناك عملية في غاية الإتقان والأهمية العلمية حيث نقوم بإعادة بناء الثدي من خلال استئصال النسيج الزائد مع الجلد وإعادة بناء الثدي بالشكل والحجم الذي يناسب.
أما عن المشكلة الثالثة التي تواجه المرأة هي المرحلة التي تمر بها بعد استئصال الثدي حيث وبعد تحقق الشفاء التام نقوم بإجراء إعادة صناعة الثدي المستأصل من خلال إتباع طريقتين اما بزرع بروتيز الذي يعطي الحجم المطلوب خلال دقائق ثم يتم إعادة صناعة الحلمة واللعوة بطريقة الشرائح المتسلقة فيما بعد, أو من خلال إتباع الطريق الطبيعي لاستخدام العضلة المستقيمة البطنية الأمامية مع كامل سماكة الجلد والنسيج الدهني تحته أو العضلة المعترضة الظهرية مع كامل سماكة الجلد حيث لاستخدام إحدى العضلتين نحصل على حجم الثدي المطلوب ونقوم بالمرحلة الثانية بإعادة تصنيع اللحمة واللعوة وهي عملية طويلة تحتاج لثلاث مراحل.
بالإضافة إلى مشكلات صغيرة تعاني منها السيدة مثل تدلي الثدي أو غؤر الحلمة وهي مشاكل بسيطة قابلة للعلاج بيسر وسهولة.
