طرطوس – فادية مجد:
مشكلات الصرف الصحي في محافظة طرطوس، وتأخر تنفيذ محطات المعالجة فيها من المشكلات المزمنة التي أرَّقت أبناء المحافظة من تلوث بصرف صحي تأخر تنفيذ محطات معالجة له لأسباب كثيرة، منها نقص السيولة المالية، وليأتي حل عن طريق مهندسين من الشركة العامة للصرف الصحي في طرطوس من خلال إنشاء محطات معالجة من خلال استخدام النباتات المائية ليوفرا بذلك المال والطاقة الكهربائية وحماية البيئة.
هذا البحث العلمي الذي حصل بنتيجته المهندسان علاء شاهين، وهبة خيربك على شهادة دبلوم من الأكاديمية الروسية للعلوم الطبيعية.
“الثورة” تواصلت مع المدير العام للشركة العامة للصرف الصحي في طرطوس “تكليفاً” علاء شاهين والذي أفاد: انطلقت فكرة بحثنا بداية من الواقع الحالي المتردي للصرف الصحي في المحافظة، وكثرة مطالبات الأهالي بمعالجة هذا الواقع، ورغم أنه تم وضع العديد من الخطط لرفع التلوث عن المحافظة ،إلا أن نسب الإنجاز كانت قليلة بسبب الظروف الاستثنائية الحالية، بالإضافة إلى وجود تجمعات سكانية صغيرة في المحافظة لا يمكن لحظها في هذه الخطط، نتيجة الصعوبات الهندسية لتخديمها وفق الخطط المطروحة.

– السيولة غير متوفرة..
ولفت المهندس شاهين إلى أنه تم طرح العديد من الاستفسارات والمطالبات لمعالجة مياه الصرف الصحي عن طريق زراعة نبات القصب، وعليه تم تشكيل لجنة في المحافظة لدراسة هذه المطالبات، مبيناً أنه عند اجتماع اللجنة تم التواصل مع العديد من المختصين لإعداد دراسة محطة معالجة باستخدام النباتات المائية ومنها القصب، وكان الجواب طلب مبالغ مالية غير متوفرة في حينها لإعداد مثل هذه الدراسة، وهنا تمت المبادرة من قبلنا لإعداد الدراسة المطلوبة دون أي أعباء مالية.
– الأبحاث أغلبها علوم تجريبية..
وذكر أن أهم ما تم الاستفادة منه لإنجاز البحث ومن دون أي كلف مالية اعتمادنا على خبرتنا في مجال استثمار محطات المعالجة، وكذلك على قدراتنا العلمية التي نحاول تطويرها دائماً، وبالفعل تم إنجاز المطلوب وتوج عملنا بالنجاح وتم اعتماد الدراسة على مستوى المحافظة.
وأضاف شاهين: أود الإشارة إلى أن الأبحاث الحالية حول محطات المعالجة بالأراضي الرطبة أغلبها علوم تجريبية، وهذا التجريب أساس تطويرها سواء كدارس أو كمستثمر، وهذا ما استفدنا منه، والتجربة كانت للمقارنة بين هذه المحطات والمحطات التقليدية بهدف التطوير ولصنع تجربتنا الخاصة في محافظة طرطوس أيضاً، لافتاً أن أهمية بحثنا تتجلى من إمكانية اعتمادها لتنفيذ محطة معالجة في أي موقع في طرطوس بعد تحديد هذا الموقع، وتعد مرجعاً فنياً لإقامة هذه المحطات، بالإضافة إلى أنها تستهدف التجمعات السكانية الصغيرة، كما أعطت مؤشراً مالياً يدعم اتخاذ القرار من قبل المعنيين لتنفيذها، كما أنها أيضاً تحقق وفراً مالياً، وتكلفتها أقل بـ٤٠ بالمئة من طريقة المعالجة التقليدية، وهي تحقق توفير الطاقة الكهربائية والجهد باعتبارها مشروعاً صديقٱ للبيئة.
– الطبيعة تنقذ نفسها..
وقال شاهين: انطلقنا من عنوان الطبيعة تنقذ نفسها من التلوث، وبما أن مشروعنا صديق للبيئة يعتمد على التآلف بين المجتمع البكتيري النشط الذي يقوم بالمعالجة ويتحد مع النبات في التربة عن طريق أخذ الأوكسجين الذي تطرحه الجذور، فينقي المياه ويعطينا تربة نظيفة غنية، معتمدين في بحثنا على التركيز على هذا المجتمع البكتيري ومراقبة عمله باعتبار يشكل العامل الأساسي لهذه المحطات والمحطات التقليدية، ولكن الفرق أنه في هذا النوع من محطات المعالجة لا يحتاج إلى تجهيزات معقدة لكي يقوم بعمله المنظم في المعالجة، ليعطي مياه مطابقة للمواصفات القياسية السورية، ويسهل عملنا في استثمار عملنا المنجز، موضحاً أنه تمت المقارنة بين عمل هذه البكتيريا بين وسطين يمر فيهما نفس الوارد المائي (وسط تربة في محطات النباتات ووسط مائي).

– التقدم لجائزة الإيكومير..
وأشار المهندس شاهين إلى أنه لاحقاً لإنجاز الدراسة، وردنا تعميم من وزير الإدارة المحلية في عام ٢٠٢٣ بخصوص المشاركة في مسابقة الإيكومير المنظمة من الأكاديمية الروسية للعلوم الطبيعية للراغبين بذلك والذين يحققون الشروط المذكورة في التعميم، وتم وضع العديد من الشروط الصعبة للمشاركة، ولدى اطلاعنا عليها تبين مطابقة بحثنا للمعايير المطلوبة للمشاركة، علماً أنه يتم المشاركة سنوياً بالمسابقة من مختلف دول العالم وعليه تقدمنا بطلب المشاركة بالبحث عن طريق الويب باللغة الإنكليزية وتم قبول مشاركتنا بالجائزة.
وأضاف: بعد اطلاعنا على الإصدارات السابقة من الجائزة إلى القدرات المالية الكبيرة للأبحاث المنجزة والدعم المالي الكبير المقدم للمنافسين والمستوى العالي لهذه الجائزة كونها تختص بالعلماء والباحثين، في حين كنا ننافس من منطلق علمي بحت من دون توفر إمكانيات مالية داعمة للبحث أسوة بباقي المشاركين، علماً أنه تم الاستفسار من الأكاديمية والمحكمين للعديد من النقاط الواردة في البحث، وكانت مصدر إعجاب وحملت حسب أقوالهم شغف بالأفكار العلمية المطروحة.

ونوه بأنه في نهاية عام ٢٠٢٣ تم إرسال إيميل يتضمن دعوتنا لحضور حفل توزيع الجوائز الخاص بالمسابقة بتاريخ٢٦/١/٢٠٢٤ عن طريق الويب، وبالفعل انتظرنا بفارغ الصبر موعد الحفل المقام في موسكو، وقمنا بالاستعانة بصديقنا من المتقنين للغة الروسية لحضور الحفل معنا لمساعدتنا في الترجمة كون الحفل في أغلب الوقت باللغة الروسية والبعض الآخر باللغة الإنجليزية لغير المتحدثين باللغة الروسية، ولنتفاجأ أثناء حضورنا الحفل بإعلان أسمائنا من الفائزين بالحفل، معربين عن شكرهم لمشاركة الجمهورية العربية السورية التي قمنا بتمثيلها في الحفل، وتم منحنا شهادة دبلوم من الأكاديمية الروسية للعلوم الطبيعية ممهورة بتوقيع (الممثل الأول للجنة الاقتصادية في مجلس الدوما الروسي- رئيس الأكاديمية الروسية للعلوم الطبيعية – رئيس اللجنة التنظيمية لمسابقة ايكومير ٢٠٢٣ – البروفسور محكم البحث) وذلك لأهمية البحث بين الأبحاث المقدمة من كل دول العالم.. وختم المهندس شاهين بالقول: سعادتنا كبيرة بهذا الإنجاز والفوز.

بانوراما سورية-الثورة