مع دخول الأزمة في سورية عامها الرابع يدرك السوريون تماما ان وراء كل فرحة انتصار وكل مدينة خالية من الإرهاب وبلدة آمنة شهداء ضحوا بدمائهم وحياتهم وسعادة أسرهم واختاروا الموت ليعود إيقاع الحياة ويملأ كل بيت وشارع ومدينة على امتداد مساحة الوطن.
وبعيدا عن لغة الأرقام والقوائم تعيش أسر سورية يومها كاملا في ظل ابن فقدته لبى نداء الوطن ودعها ورحل وتحاول ان تستمد منه القوة والشجاعة لتواجه الحياة دونه من جديد ولان كلمات العزاء وحدها لا تنفع تنتظر هذه الأسر من السوريين وفاء وتكريما لأبنائها عبر الحفاظ على الوطن الذي رووه بدمائهم بعيدا عن اختلافات الأفكار ووجهات النظر والمضي قدما لبناء مستقبل أفضل بحجم تضحياتهم.
وتقول فاتن وسوف زوجة الشهيد شادي محمد محمد بعد استشهاد زوجي بات هدفي الأساسي أن أعلم ابني الصغير محمد معاني التضحية والشهادة والوفاء للوطن ليبقى فخورا بوالده ويشعر أنه ما زال بيننا مشيرة إلى أن زوجها كان يتمنى الشهادة كل يوم ويحكي لها دائما روايات عن بطولات الجيش العربي السوري والتضحيات التي يقدمها من اجل تطهير الوطن من العصابات الإرهابية المسلحة.
وتتمنى وسوف أن يكون لطفلها مستقبل أفضل ولا سيما أن والده ضحى بحياته من اجل ان يعيش ابنه وجميع السوريين حياة آمنة ومستقرة معتبرة انه واجب على كل سوري وفاء لدماء زوجها وكل شهيد على أرض الوطن أن يتوجه في الثالث من حزيران القادم الى صناديق الاقتراع ليشارك في الانتخابات الرئاسية ويختار القائد القادر على العبور بسورية لبر الأمان.
وبفضل الشهداء رسخ السوريون أسطورة الشعب الصامد بوجه كل غريب معتد على أرضه كما يقول محمد باسط والد الشهيد اكسم محمد باسط الذي يرى أن دماء الشهداء ستبقى شوكة في قلب كل من تامر وأراد الخراب لسورية التي لم تتأخر يوما عن مساعدة المستضعفين والوقوف إلى جانبهم. ويؤكد باسط أن المشاركة في الاستحقاق الدستوري القادم واجب وطني مقدس على كل مواطن لاختيار من يصون سيادة البلد ويحافظ على قرارها الوطني المستقل لتبقى حرة كريمة وصامدة ومنيعة كما ارادها شهداؤنا الابرار.
ويقول ايوب زينب عم الشهيد نوفل زينب أسرتي واحدة من مئات الأسر السورية التي فقدت أعزاء في سبيل الوطن ونحن لم نقبل العزاء بل تقبلنا التهاني بنيل اولادنا شرف الشهادة معتبرا أن الأحزان التي يعيشها السوريون لفقدانهم أحبتهم وبيوتهم وأعمالهم ستجمعهم يوم الثالث من حزيران امام صناديق الاقتراع للمشاركة في الاستحقاق الدستوري واختيار رئيس يقود البلاد إلى الأمن والاستقرار.
وكوثر سليمان التي تخبرنا أن الشهادة كانت أمنية زوجها منير عبود التي سيفخر بها أولاده الستة تقول الثالث من حزيران القادم موعد لنضع بصمة حقيقية في حماية مستقبل الوطن كما وضعها الشهداء بدمائهم الطاهرة الزكية وننفذ وصيتهم بالحفاظ على سورية مستقلة آمنة.
ورغم حزنه الكبير على استشهاد ابنه احمد سليمان يؤكد عباس سليمان سنبقى صامدين شامخين بكل عزة وسنحاول جاهدين ان نحافظ على دماء شهدائنا وان نتوج الانتصار الحقيقي الذي يسطره رجال الجيش من خلال المشاركة الواسعة بالاستحقاق الدستوري.
ويعتبر أن المؤامرة الكونية التي تمر بها سورية والممولة من الدول الغربية والعربية بالسلاح والعتاد والمال لو انها عصفت في بلد غير سورية لكانت سقطت فورا لكن صمود الشعب السوري وارادته وتماسكه وقت المحن وقوة الجيش الباسل ساهمت في تحقيق النصر.
في الثالث من حزيران القادم سيتوجه السوريون إلى صناديق الاقتراع ليشاركوا في صنع حياتهم السياسية المستقبلية وليؤكدوا على استقلالية القرار السوري الوطني بعيدا عن أي تدخل خارجي لكن وقبل كل شيء ليقولوا كلمة شكر للشهداء الذين ضحوا بحياتهم لأجل أن يبقى الوطن ويحلم أبناؤه بمستقبل أفضل.
