بينما كان الشقيقان على وسومر عطية يودعان بعضهما البعض كبطلين متوجهين إلى معارك الشرف دفاعا عن الأرض وطلبا للشهادة أو النصر لم يخطر ببالهما أنهما سيلتقيان مجددا كبطلين لحدث من نوع آخر فكانا يوم الخميس الماضى عريسين ضمن واحد من أكبر الأعراس الجماعية التى أقامتها شركة سيريتل تكريما لأبطال الجيش العربى السورى .
العرس الذى ضم 120 شابا وشابة من مختلف المحافظات السورية تميز بحسن التنظيم والالتفات لأدق التفاصيل والسعى لراحة العرسان وذويهم ما أثار ردود فعل إيجابية عبرت عنها أمهات الأبطال حتى أن الجدات لم يوفرن الفرصة للحضور وتقديم التبريكات والتهانى للعرسان ولعل كلمات الجدة منتهى أبو عيسى كانت من أصدق ما قيل من تعابير حملت تفاصيل دافئة ودعوات بنصر مبين سيحققه العرسان بسواعدهم بعد عودتهم للجبهات.
السيدة ابتهال قاسم والدة العريس البطل فراس حيدر أعربت عن فرحتها بهذا الحدث منوهة بالتسهيلات التى قدمت ” ليخرج الزفاف اسطوريا بهذا الشكل”.
وتندرج مبادرة العرس الجماعى ضمن برنامج أسر الشهداء أمانة فى أعناقنا الذى تشمل خدماته السوريين من مختلف المحافظات وحققت الأعراس الجماعية نجاحا باهرا منذ أقامتها لأول مرة عام 2014 ولعل وجود أزواج كانوا أبطال أعراس سابقة كمدعوين ضمن هذا الحدث يؤكد حرص الشركة على تمتين روابطها الاجتماعية مع المستفيدين من مبادراتها الأمر الذى أشار له جابر ريا وديما زودة اللذان استرجعا ذكرياتهما كعرسان لأول أعراس الشركة ونوها إلى معرفتهما بأخوة وأخوات كثر كانوا مرافقين لهم فى الزفاف واستمرت العلاقة معهم حتى الوقت الراهن .
أما شادى سلمى ورشا طوالو فعبرا عن سعادتهما لحضورهما الزفاف كمدعوين مؤكدين أن تجربة العرس الجماعى لن تنسى بالنسبة لهما وأن تطوير الفكرة أمر واقع وملموس فى كل عام وإن دل على شىء فهو يدل على اجتهاد القائمين على الحدث لتحسينه والنهوض به بشكل مستمر.
ولا تكتمل الفرحة إلا بحضور المحبين لتقديم التهانى والتعبير عن المشاعر الصادقة ويبقى للفنانين بصمتهم فى كل حدث اجتماعى لذلك سجل كل من سلمى المصرى وكفاح الخوص وغادة بشور ودانا جبر ووفيق حبيب وأذينة العلى وبهاء اليوسف حضورهم القوى مع بقية الفنانين واعتبر الفنان محمد خير الجراح أن مثل هذه اللفتة هى أقل ما يمكن تقديمه لأبطال الجيش العربى السورى الذين يسطرون أعظم البطولات دفاعا عن إخوتهم السوريين.
وأكد الجراح أن ” الإصرار على استمرار الحياة هو شكل من أشكال المقاومة بعد سنوات من حرب إرهابية حاولت النيل من عزيمة السوريين لكن صمودهم الأسطورى وتكاتفهم خلف جيشهم كان مثالا يحتذى لمختلف الشعوب”.
الفنانة سوسن ميخائيل لفتت إلى أنها المرة الأولى التى تحضر فيها هذه المناسبة مؤكدة “ضرورة انتهاج جميع الفعاليات الاقتصادية لمثل هذا الخط وتقديم أفكار ومبادرات تدعم الجيش العربى السورى الذى يعد دعامة الوطن وحاميه فى كل زمان ومكان”.
الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية تجاه أسر الشهداء يبقى الدافع الأقوى لشركة سيريتل لإقامة مثل هذا الحدث الكبير الذى يراه مدير وحدة الشركات وكبار العملاء ابراهيم برهوم “تعبيرا عن الانتماء لسورية وتقاسم ألم اليوم لصنع سعادة الغد المنتصر بهمة رجال الجيش العربى السورى”فعرس اليوم على حد تعبيره هو “عرس نصر جاء ليكلل قصص حب الوطن والحياة لأن إرادة الحياة هى من ستنتصر فى النهاية”.
ياسمين كروم
