تخطى إلى المحتوى

الجميع الآن أمام مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية..

بانوراما سورية- عبد العزيز محسن:
لاشك بأن ما نمر به اليوم وما ينتظرنا من تحديات يشكل هاجساً يؤرق تفكير الجميع… فالواقع الاقتصادي والمعيشي في غاية الصعوبة، والأصعب من ذلك هو المجهول القادم إلينا بحكم المتغيرات الدولية جراء الأزمة الاوكرانية ولحصيلة تراكمات أكثر من عشر سنوات من الحرب والحصار والتخريب الاقتصادي الممنهج لمؤسسات وموارد الدولة.. فماذا نحن الآن فاعلون في هذا الظرف الدقيق والحساس ومع بدء نفاذ الوقت لحدوث ما قد لا يحمد عقباه لا سمح الله..

الحكومة سارعت لعقد اجتماعاتها المغلقة والمفتوحة وكثفت من اللقاءات مع القطاعات الاقتصادية ووضعت الجميع امام مسؤولياتهم الوطنية والاجتماعية والتاريخية لتغليب مصلحة البلد على أية مصالح شخصية آنية ضيقة.. لأنه في النتيجة عندما يخسر البلد سيخسر الجميع بشكل او بآخر.. ويدرك جيداُ اصحاب الفعاليات الاقتصادية هذه الحقيقة ولدينا الكثير من الشخصيات الاقتصادية الوطنية التي لها آيادي بيضاء ومبادرات اجتماعية مميزة على ارض الواقع وهي جاهزة للعمل ضمن فريق اقتصادي لمصلحة البلد وهذه حقيقة ملموسة لا بد من الإشارة إليها والإشادة بها.. وبالمقابل من الطبيعي ان يكون هناك ضعفاء نفوس ومستغلين ومتسلقين ونأمل يحكموا ضميرهم ويعودوا الى رشدهم وأن يتراجع عددهم..

تقول الحكومة ان الهدف الاساسي للاجتماعات المكثفة مع الاتحادات الاقتصادية وضع الخطط اللازمة لضمان إمداد الأسواق بالمنتجات والسلع الأساسية وبالأسعار المناسبة.. وبالفعل تم الإعلان عن التوافق على مذكرتين تقدم بهما اتحادي غرف التجارة والصناعة يتضمان رؤية عامة لواقع عملهم والصعوبات التي يعانون منها وتنعكس سلباً على الحالة الاقتصادية العامة في البلد، بالإضافة الى مقترحات لإزالة بعض الثغرات والعقبات التي تعترض انسياب السلع وتزيد من الأعباء والتكاليف…. وتم رفع المذكرتين لدراستهما في مجلس الوزراء…

ويبدو واضحاً بأن ما يعمل عليه حالياً الفريق الاقتصادي المشترك الحكومي والخاص هو التركيز على محاولة التخفيف من الآثار الاقتصادية للهزة الاقتصادية القوية التي تعصف بمعظم دول العالم.. وبالتالي التعويل هنا على تحسن الوضع الاقتصادي قد يكون “ضرباً من الخيال” في الوقت الراهن.. وأعلى ما يطمح إليه “العقلاء” حالياً هو النجاح في التخفيف من التداعيات والآثار السلبية لما يحدث عالمياً.. وبكل تأكيد سيكون النجاح نسبياً في إدارة هذا الملف وقد لا يشعر به المواطن العادي الغارق اساساً في مستنقع العجز والحاجة تحت تاثير معادلتي انخفاض مستوى الدخل الشخصي وارتفاع تكاليف المعيشة، ولكن يمكن تجنيبه من حدوث الاسوأ والأخطر!! وهذا نجاح نسبي وقد يكون غير ملموس أو مرئي كما ذكرت..

هذا باختصار ما يحدث الآن.. واقع صعب ومؤلم.. ولكن لا يعني ذلك الاستسلام والخضوع للأمر الواقع.. ودائما هناك حلول إن توفرت الإرادة والعمل المخلص من الجميع.. والحل في مشكلتنا هذه يبدأ -بكل تأكيد -بالاعتماد على الذات من خلال استثمار الموارد الطبيعية بالشكل الأمثل وتشجيع ودعم الانتاج الزراعي والصناعي بشكل فعلي وليس بالكلام والشعارات، وايضا بالمحاربة الفعلية لكافة اشكال الهدر والفساد وبإدارة النفقات والموارد بشكل حكيم ومتوازن… وهي مصطلحات ومفردات أصبحت مستهلكة -للأسف- لكثرة تداولها بدون أي تطبيق فعلي.. ولكنها في حقيقة الأمر تشكل مفتاح الحل الوحيد لمعالجة معظم مشاكلنا الاقتصادية…. فهل نساعد أنفسنا وننقذ بلدنا ونبدأ بخطوات الحل الذاتي؟!!

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات