انضمت الأدوية والمبيدات الزراعية إلى قائمة المستلزمات الأكثر ارتفاعاً بالاسعار، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع واضح في أرباح المزارعين والتسبب أحيانا كثيرة بالوقوع في خسائر مالية بسبب تراجع الإنتاج وزيادة التكاليف..
ويرى الكثير من المزارعين أنه على الرغم من تحليق أسعار هذه الأدوية فإن فعاليتها ضعيفة جداً الأمر الذي انعكس سلباً على الإنتاج..ويبدو ان الصيدليات الزراعية تستغل حاجة الفلاح وعدم قدرته على شراء الاصناف الفعالة الغالية الثمن ولجأت هذه الصيدليات الى طرح بدائل من الأدوية ذات المنشأ الصيني أو المجهول الهوية والذي يأتي في الغالب بشكل غير قانوني ولكن يباع بسعر منخفض نسبياً ولكن بدون فعالية على أرض الواقع.. أما الظاهرة الاخطر فتتمثل في قيام بعض الصيدليات الزراعية ببيع بعض الأدوية ذات السمية العالية جداً متجاهلة ما قد تلحقه هذه الأدوية من أضرار بالبيئة والصحة العامة.
ولا تبدو وزارة الزراعة مكترثة بهذا الموضوع ولم تلجأ إلى تشديد الرقابة على الصيدليات الزراعية وكأن الأمر لا يعنيها أو خارج صلاحياتها .. وكان من الاجدى لها العمل على إحداث صيدليات زراعية بالتعاون مع نقابة المهندسين الزراعين يكون مقرها في الوحدات الارشادية الزراعية الأمر الذي يمكن أن يساعد الفلاح على اختيار الأصناف والمبيدات الدوائية المناسبة وبالاسعار الرسمية بعيداً عن جشع اصحاب الصيدليات الزراعية ومخالفاتهم الكثيرة..