*هيثم يحيى محمد
بدأت أصوات منتجي الحمضيات في الساحل السوري ترتفع يوماً بعد يوماً مطالبة بتسويق إنتاج موسمهم الحالي بعد أن تبين لهم أن عمليات التسويق تسير بوتيرة ضعيفة جداً، وأنهم يتعرضون لخسائر جسيمة، نتيجة ضعف التسويق للمحافظات، وعدم تدخّل السورية للتجارة حتى الآن، وشبه انعدام التصدير من الفائض المقدّر بنحو أربعمئة ألف طن..!
ومع ارتفاع وتيرة هذه الأصوات تزداد حدة الانتقادات الموجهة إلى الجهات العامة ذات العلاقة كما يزداد عدد الفلاحين الذين يقلعون أشجار الحمضيات ويستبدلونها بالأشجار الإستوائية كون أسعار منتجاتها من الأفوكادو والدراكون والباباي والقشطة وغيرها مرتفعة جداً مقارنة بأسعار الحمضيات المتدنية جداً والتي لاتساوي خمسين بالمئة من تكلفتها !
ولأن الأمور بنتائجها يمكننا القول إن ما شاهدناه من اجتماعات نوعية وغير نوعية ومن جولات، وما سمعناه من تصريحات ووعود في مجال التسويق.. لم ينته إلى نتائج إيجابية تذكر حتى الآن، حيث أن حصيلة التسويق الداخلي بأسعار تغطّي التكلفة وحصيلة التصدير الخارجي للفائض بأسعار تنعكس بشكل إيجابي على الإنتاج والمنتجين ما زالت لتاريخه متدنية جداً جداً وفق ما أكده لنا رئيس اتحاد فلاحي طرطوس والعديد من الفلاحين المنتجين للحمضيات وبعض العاملين في مجال التصدير..!
الأسباب الكامنة وراء عدم تحقيق نتائج تذكر تعود برأينا لعدم التحضير الجيد مسبقاً للتسويق، حيث لا نتحرك إلا في بداية كل موسم ثمّ نبقى بدون حراك فاعل حتى بداية الموسم القادم، وهكذا ضعف الدور التسويقي للسورية للتجارة رغم السلف المالية التي تعطى لها بدليل الكميات القلية جداً جداً التي تسوقها، وضعف التنسيق بين الجهات العامة ذات العلاقة فيما بينها وفيما بينها وبين المصدرين، وانعدام ثقافة تصديرالحمضيات التكاملية لدى القطاعين العام والخاص، ووجود الكثير من العقبات والصعوبات حتى الآن أمام التصدير والمصدرين، وغياب استراتيجية وطنية موحدة للإنتاج والتسويق والتصدير، وعدم تنفيذ عدد من القرارات التي سبق واتخذتها الحكومات المتعاقبة بخصوص زراعة الحمضيات وتصنيعها وتسويقها داخلياً وخارجياً.
بانوراما سورية-الثورة