بانوراما طرطوس- ريم عبد اللطيف:
(( في البدء كانت الكلمة …كان الياسمين و كانت شقائق النعمان …كان النور وكان الماء …ولأجلها كانت حروف الأبجدية الأولى …وكان الصباح وكان المساء )) بهذه القراءة الاستثنائية كللت مسرحية (ألم و أمل ) المسرح القومي في طرطوس خلال العرض المسرحي الأول بمناسبة انطلاق فعاليات المهرجان الثاني للهواة برعاية وزير الثقافة الاستاذ عصام خليل وبحضور ممثل محافظ طرطوس الأستاذ علي حماد نائب المحافظ وعدد من القيادات والفعاليات الرسمية والحزبية و الفنية والإعلامية و حشد من الجمهور الكريم في المحافظة .
وافتتح المهرجان بكلمة الاستاذ علي اسماعيل مدير المسرح القومي في طرطوس التي أكد فيها أن المسرح السوري سيظل بموسيقاه الحية نبض الحياة و ثقافة محبة …و ان سورية بثقافتها هي حماة الديار و قامات السنديان و منتصرة بجيشها و شعبها و قائدها و شهدائها و تعانقت مع كلماته مسرحية ألم وأمل
(ألم وأمل) …نتاج ورشة عمل استمرت لشهرين مع خمس وثلاثون متدرب ومتدربة وصولا إلى عمل متكامل لهذه المسرحية بإشراف وإخراج الأستاذ رضوان جاموس ودراماتوج الصحفي محمد حسين،عرضت على خشبة المسرح القومي بطرطو احتفاء بيوم المسرح العالمي وإطلاق المهرجان المسرح ابتداء من يوم الأحد 27/3 /2016 وحتى ٢٠١٦/٤/٢ .و
افتتح العرض الفنان محسن عباس بكلمة أراد فيها كما صرح أن يقدم كلمة للاستمرار بين الأجيال مع زميلته نغم ادريس وهو الجيل الذي قرأ الكلمة وسلم الراية بمعنى استمرارية جيل جديد، ثم قدم العمل المسرحي ألم وأمل والمسرحية هي عبارة عن مشاهد منفصلة عن بعضها ولكن هناك رابط بظهر من خلال انتقال الممثل من مشهد إلى مشهد ضمن لعبة اتفق عليها الفريق المسرحي المؤلف مجموعة من الهواة الشباب وصغار السن،
وفي سؤال للمخرج الأستاذ رضوان جاموس عن طبيعة العلاقة بين مخرج محترف وممثلين هواة من هذه الشريحة العمرية؟ قال: إن التعامل مع هذه الشريحة يكون على شكل علاقة فيها مودة و احترام ومحبة و أثناء التدريبات بدأنا ننسج عناصر العرض المسرحي وحاولنا إلقاء الضوء على الحرب الظالمة على سورية وتقاسم السوريين للمأوى و المأكل بصورة فنية وظفنا فيها الأغنية التراثية و الوطنية وهو طابع السوريين فنحن بلد الأبجدية وبلد المعرفة،
في نهاية المسرحية لاحظنا دمجا بين الممثلين و الجمهور من خلال دخول الممثلين ضمن صالة الجمهور وصولا إلى خشبة المسرح في صورة خلقت نوعا من التفاعل الجميل بينهما…ما الذي أردت إيصاله من خلال هذا المشهد؟
أردنا الإبتعاد قليلا عن ما يسمى بالعلبة الإيطالية الجاهزة وهذا الجدار بين خشبة المسرح والمتفرج أحببنا خاصة في هذه المسرحية أن نخلق نوعا من التواصل بينهما و تلازم الغناء بين طابع تشييع شهيد موازاة مع زفاف عروس أخرى كان نوعا من الاستمرارية وهي حقيقة نحياها بشكل يومي وعرض المشهد من خلال التقاط اللحظة بين الممثلين وبعض الجمهور اللذين تفاعلوا وشاركوا بالعرض، فيجب علينا أن نخرج المتفرج من غربته تجاه الشاشة ونحن في عصر التكنولوجيا و الفضائيات وقد تم استلاب الإنسان من خلال هذه الأدوات،
من الجدير بالذكر أن المهرجان المسرحي يتخلله عروض مسرحية وندوات ثقافية متنوعة وهادفة .