رغم الصعوبات الكبيرة التي عصفت بالكثير من الأسر جراء فقدان معيلها نتيجة إرهاب المجموعات التكفيرية المسلحة وتداعيات ذلك على كافة مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية وتحديداً المعيشية منها التي تضررت وبشكل كبير، الأمر الذي دفع بربة الأسرة إلى البحث عن فرصة عمل تكون بمثابة الضامن والمساعد لأسرة بكاملها.
السيدة دارين من قرية بيدر الرفيع في ريف حمص الغربي واحدة من عشرات إن لم نقل مئات السيدات اللواتي واجهن تلك الظروف الصعبة بقوة وإرادة وعزيمة من خلال تأسيس مشروع متناهي الصغر في رفد أسرتها بدخل إضافي إلى جانب راتب زوجها الشهيد وعند سؤالنا لها عن خطواتها الأولى المتواضعة على طريق إقامة مشروع خاص بها قالت: عملت وتعاونت مع سيدات كثر بنفس وضعي، مبينة أنها ومن خلال الإعلام عن الأنشطة التدريبية المدعمة بقروض يقدمها برنامج مشروعي في قريتي توجهت لهم وشرحت وضعي وحصلت على قرض صغير بقيمة 100 ألف ليرة سورية، مضيفة: صحيح المبلغ قليل لكنه كان بمثابة اللبنة الأولى والأساسية لمشروعي وهو عبارة عن محل صغير لبيع الألبسة الذي انطلقت به قبل عامين .
في البداية كان المحل صغيراً ولم أستطع أن أضع فيه كميات كبيرة من الألبسة لعدم توافر رأس المال، لكن اليوم المحل مملوء، ونجحت في التغلب على ظروف الحياة الصعبة التي كنت أمر بها ولاسيما مع الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والحاجات الأخرى، وأضافت: ما كان يزيد الأمور تعقيداً وصعوبة هم أولادي الصغار (القصر) الذين كانوا يحتاجون للكثير الكثير من (غذاء ولباس وتعليم) وهذا كان يتطلب الكثير من الجهد والتعب والتفكير.
وأضافت دارين: عندما تتوافر الإرادة والتصميم لا يبقى شيء صعباً أو مستحيلاً، وكل إنسان لديه قدرات عليه أن يوظفها في مكان ما، وهنا لا فرق بين رجل وامرأة فالاثنان مسؤولان عن تحسين مستوى دخل الأسرة وهما يكملان بعضهما البعض، ولكن كنت أتمنى أن تكون قيمة القرض أكثر من ذلك بسبب غلاء الأسعار وارتفاع كلفة أي مشروع مهما كان صغيراً، ليس بالنسبة لي وإنما بالنسبة للذين يبحثون حالياً عن فرصة عمل.