كشف مصدر دبلوماسي لـ«الوطن» أن مؤتمر «جنيف2» الذي كان مزمعاً عقده في النصف الثاني من الشهر الجاري، قد تم تأجيله بناء على طلب من واشنطن عدة أسابيع لـ«عدم جهوزية وفد المعارضة وتشرذمها وغياب أي مشروع سياسي لها»
وقال المصدر الدبلوماسي في جنيف لـ«الوطن» إن واشنطن «تؤكد حرصها على الاجتماع لكن بانتظار مزيد من المشاورات مع الائتلاف المعارض لبلورة وفد قادر على التفاوض ويملك مشروعاً قابلاً للتنفيذ».
وذكر المصدر أن الوفد الأميركي أوضح لنظيره الروسي أن الائتلاف بات مفتتاً وغير قادر على تلبية الدعوة في الوقت الحالي، ويحتاج إلى مزيد من الوقت، فكان الرد الروسي: ما عجزت عنه المعارضة خلال السنتين الأخيرتين لن تحققه خلال الأيام القليلة المقبلة، وعبر الوفد الروسي عن أسفه لهذا التأجيل، حسب المصدر، وطالب نظراءهم في الوفد الأميركي بضرورة الالتزام بما تعهدت به واشنطن سابقاً أي إحضار وفد موحد للمعارضة إلى جنيف.
وتحدث المصدر عن ضغوطات تفرضها الرياض على الائتلاف ليفرض بدوره شروطاً على اجتماع جنيف الأمر الذي رفضته جملة وتفصيلاً روسيا واعتبرت في تصريحات أن الائتلاف قد يتم تهميشه إذا استمر في فرض شروطه، ملمحة إلى وجود أحزاب معارضة أخرى لها مصداقية أكثر على الأرض يمكن أن تشارك بفاعلية في جنيف.
وقال المصدر: إن التأجيل يمكن أن يكون لأسابيع قليلة أي إلى النصف الأول من كانون الأول قبل انطلاق موسم الأعياد في أوروبا، أو إلى مطلع العام القادم في حال تعثرت واشنطن في إحضار وفدها المعارض إلى جنيف.
وفي هذا السياق كشف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس في جنيف أن المباحثات التي عقدت طيلة يوم أمس لم تتوصل إلى تحديد تاريخ لانعقاد «جنيف 2» آملاً أن يعقد المؤتمر قبل نهاية هذا العام، وقال إن اجتماعاً آخر سيعقد في 25 من الشهر الحالي بين ممثلين عن الجانب الروسي والأميركي ودول الجوار في محاولة لتحديد تاريخ انعقاد المؤتمر وذلك بعد أن تكون المعارضة قد عقدت سلسلة من الاجتماعات في التاسع من تشرين الثاني وفي 22 و23 من الشهر ذاته آملاً أن تتمكن هذه المعارضة من تأليف وفد ذي مصداقية قادر على حضور «جنيف2».
وألمح الإبراهيمي بشكل مباشر إلى أن العقبة أمام «جنيف2» هي لدى المعارضة السورية «المشرذمة» حسب تصريحاته والتي تحتاج إلى مزيد من الوقت لتشكيل وفدها، وبالنسبة لحضور إيران المؤتمر قال الإبراهيمي إن هذا الموضوع يحتاج إلى مزيد من النقاشات، مذكراً بأن الاتفاق الذي أبرم بين موسكو وواشنطن بضرورة حضور جنيف دون قيد أو شرط.
وقال: إن «جنيف2» يختلف عن «جنيف1» من حيث الحضور إذ إن «جنيف2» سيضم وفدين سوريين من المعارضة ومن الدولة وأنهم من يقرر مستقبل بلادهم وعلى الدول التي ستحضر أن تشجعهم إلى التوصل إلى اتفاق.
وكشف مصدر مقرب من الاجتماعات التحضيرية بحسب قناة «روسيا اليوم» عن أن المشاركين توافقوا على نص الدعوات التي ستوجه لجميع المشاركين بالمؤتمر، من دون التوضيح إلى من ستوجه الدعوات.
واستبق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاجتماعات بتأكيد ضرورة دعوة إيران إلى المؤتمر، في وقت أكدت طهران رفضها أي شروط مسبقة على حضورها المؤتمر.
وأعلن لافروف أن روسيا دعت رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا إلى زيارة موسكو، معرباً عن أمله بأن يلبي الدعوة.
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن هدف «جنيف2» هو تنفيذ بيان «جنيف1»، وذكر أن السلطات السورية وافقت على حضور المؤتمر، داعياً المعارضة إلى الذهاب إليه لأنه «لا يوجد حل عسكري للصراع».
في الأثناء دعت الصين على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة ليو جيه يي جميع الأطراف المعنية إلى بذل جهود أكبر لعقد المؤتمر في أسرع وقت.
بانوراما طرطوس- الوطن