بانوراما طرطوس- رجاء علي:
☆لو أن النحلة تحولت إلى دبور لما صنعت العسل ،لن أسمح لأنوثتي بأن تكسر إرادتي ،ولن أسمح لإرادتي وطاقتي بأن تضيع أنوثتي . لن أتنازل عن أي منهما.
أحب أن يمتدحني الأخرون لأنني أجيد فن الطهي ..ولأني أجيد فهم كتاب، ولأنني قادرة على تولي المناصب .كما أحب أكثر أن يشاركني الأخرون في 
بناء مجتمع معافى، ننعم فيه جميعا بالراحة والسلام . من إرادة الحياة هذه أتت مبادرة “يطهون من أجل السلام .
يطهون من أجل السلام مبادرة يقيمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ” UNDP ” بالتعاون مع كنسية ميلاد السيدة العذراء ووزارة السياحة في المعهد الفندقي بطرطوس، تهدف المبادرات الشبابية للبرنامج الانمائي للأمم المتحدة ” UNDP ” إلى تعزيز 
التماسك المجتمعي ولدعم كيان الأنسان وكذلك إلى تزويد المتدربات بالمهارات اللازمة لايجاد فرص عمل لهن بعد اجتياز لدروة التدريبة في مجال تعلم الطبخ ” دورة شيف” .
*فغاية وزارة السياحة على لسان الأستاذ مسلم الناعم مسؤول الشؤون التعليمة في الوزارة .. أثناء جولة تفقدية لسير عمل المبادرة هو تحقيق الهدف الأساسي الذي من أجله أقيمت المبادرة ،فالبرامج الانمائية التي تقدمها منظمة الأمم المتحدة لتطوير المجتمع المحلي ودعم نسيجه الاجتماعي، 
هي مكلمة ورديفة لخطة الوزارة وخاصة أنها تستهدف الفئات العمرية الشابة، مؤكدا أن منعكس هكذا نشاط على البيئة المحلية يسرع التعافي المبكر للمجتمع ،ويأتي في مضمار استراتيجية رفد السوق بعمالة متدربة ذات خبرة ،وتحديدا أن سوق العمل الحالي يطلب مثل هكذا تخصصات التي من شأنها أن ترفع من سوية العمل السياحي في سورية ككل.
*ومن ناحيته مدير البرنامج الانمائي في طرطوس UNDP يعتبر انجاز مثل 
هذة المبادرات بدمج المجتمع المحلي والمجتمع الوافد وبالتعاون مع الجمعيات الأهلية بحد ذاته نجاح كبير ..مؤكدا أن هدف المنظمة هو تمكين التماسك المجتمعي والمحافظة على النسيج السوري بكل أطيافه بالدرجة الأولى ،ورفع سوية المتدرب المهنية لايجاد فرصة عمل مناسبة بالدرجة الثانية ،وبالتالي تحقيق بنية مجتمعية قادرة على تحسين الواقع الحالي يتقليص الفجوة بين متطلبات سوق العمل وبين مستوى العامل المهني صاحب الخبرة.
* يطهون من أجل السلام جمعت سيدات من كافة المحافظات السورية في المطبخ الساحلي ضمن دورة تدربية لتعلم فنون الطبخ، يتعرفن خلالها على طرق الطهي وأساليب تحضير الوجبات اللذيذة والمتنوعة ..أيضا ليتعرفن على أشهر المأكولات الرئيسة باختلاف صنوفها ،من وجبات وصلصات باردة وحارة بالإضافة إلى طرق صنع الحلويات .
*تنظم المبادرة في برنامج مكثف يمر على المطبخ السوري ، .يشرف عليها
أساتذة من المعهد الفندقي بطرطوس مقسمة الى حصتين تدريبيتن المرحلة الأولى تتناول الجزء النظري وفيها تتعرف المتدربات على:
☆ مقدمة في صناعة المطاعم بالمرور على التطورات الحديثة على المطبخ المحلي والغربي
☆فكرة عن أسس وقواعد الطهي وطرق إعداد الخضار وتحضيرها و تنظيفها وتعقيمها
☆ كذلك فكرة عن أنواع اللحوم وكيفية تحضيرها ..
☆أيضا تشمل فكرة عن أنواع الصلصات الحارة والباردة والباستا والمعكرونة
☆بالإضافة إلى أهم القواعد المهنية ولباس الطاهي وأدواته .
-يشرف على المرحلة النظرية كل من الشيف أنور ونوس والشيف محمد حسن -أما المرحلة الثانية يشرف عليها وينفذها الشيف محمد حسن ،الشيف جوزيف يوسف، الشيف وسام خضور، والشيف عماد سلوم .
☆يتم فيها إعداد وتجهيز الوجبات أمام المتدربات وبمشاركتهن للحصول على الخبرة من خلال تدريبهن على تحضير المقبلات والوجبات الرئيسية وكيفية تزيينها وتقديمها بما في ذلك تحضير الحلويات المختلفة .
*وعن رأيها في المبادرة تقول السيدة فدوى الحسين من محافظة دير الزور . ما حققته دورة الطهي لي هو اثبات ذاتي من خلال تعلم أشياء أحبها بالفعل .وخاصة أن موضوع تعلم فن الطبخ غريب على المجتمع .. مؤكدة اصرارها لمتابعة ما بدأته في هذه الدورة ..في تحقيق حلمها وإنشاء مشروعها الخاص بها او في ايجاد فرصة عمل مناسبة .
* ومن ناحيتها المشاركة بيان علي شعيبي من محافظة الرقة مشاركة في المبادرة أم لطفل ومربية لخمسة اطفال فتقول عن تجربتها :سمعت بالمبادرة وشاركت بمحبة فعندي رغبة في تعلم فنون الطهي ولزيادة معلوماتي في هذاالمجال ولإضافة خبرات جديدة إلى حياتي .. دورة الطبخ مفيدة شاملة متنوعة،والمدربين يعلموننا بمحبة ولا يبخلون علينا بالمعلومات ويجيبون على كافة تساؤلاتنا ،مضيفة :أن مبادرة منظمة الأمم المتحدة من خلال برنامجها الإنمائي تتيح 
فرص لتعلم مهنة ولدخول سوق العمل لمن أراد ،فهي بذلك تهيء الأرضية الصلبة لتعزيز تماسك المجتمع بطرق صحيحة وهادفة . بالنسبة للجانب الاجتماعي تقول شعيبي :طرطوس( لمتنا )والمبادرة عرفتنا على بعضنا في باقي المحافظات فالتنوع الاجتماعي والبيئي حقق حالة تكامل بيننا جميعا
متدربات وافدات و متدربات مجتمع محلي .. ومدربين ومشرفين .
*بلغ عدد المشاركات في المبادرة حوالي مئة متدربة من المجتمعين الوافد والمحلي تتراوح أعمارهمن بين 18و35 عاما”
*يشار إلى أن مبادرة يطهون من أجل السلام انطلقت في 24/10/2016 وتستمر على مدار شهر حيث تختتم بمعرض مأكولات من إعداد المتدربات المشاركات ..للتعريف بمطابخ المحافظات السورية و أكثر الأصناف والوجبات التي تشتهر فيها
