بانوراما سورية- عبد العزيز محسن:
أزمات اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة تمر بها البلاد حالياً ويعاني من آثارها ومن تداعياتها المواطن العادي بالدرجة الأولى ولا تسلم منها الشرائح الأخرى بدرجات أخف.. الأسباب معروفة طبعا وهي نتيجة لتداعيات الحرب والعقوبات والحصار الظالم وغير ذلك… ولكن ماذا فعلت حكومتنا في إدارة هذه الأزمات والتخفيف من وطأتها وأين دور الأصدقاء والحلفاء.. وماذا ينتظرنا بعد.. هذه هي اسئلة المواطن اليوم الذي ينتظر الأجوبة الشافية ويريد الحلول السريعة بعيداً عن التسويف واللعب على حبل الكلام المنمق والمصطلحات المصطنعة والفارغة.. فالمواطن يريد من المسؤول اليوم أن يشرح بكل شفافية ماذا يحدث ويعطي الوعد الصادق بالحل -إن وجد- أو ينطق بلسان العجز إن كان لا يملك الجواب أو الحل… وليكن بالعلم والحسبان أنه لا يمكن الانتظار طويلاً ولا يمكن التحمل اكثر من ذلك.. مع الانتباه إلى أن أمان الناس والمجتمع واستقراره سيكون في خطر وعلى المحك كنتيجة لازدياد رقعة انتشار الفقر والعوذ وانقطاع سبل العيش للكثير ممن لديهم استعداد فطري للانحراف تحت ضغط الحاجة… فأحوال الناس من سيئ إلى أسوأ والقوة الشرائية أصبحت شبه معدومة لغالبية المواطنين والأسعار في الأسواق كاوية ولا ترحم أحد.. ناهيك عن خروج أهم المواد الغذائية الأساسية عن موائد طعام المواطنين.. والأمثلة كثيرة من حولنا.. انظروا إلى وضع الفلاح المذري وارتفاع تكاليف مستلزمات الانتاج.. انظروا إلى طوابير السيارات المنتظر اصحابها دور البنزين والمازوت… انظروا الى وضع الأفران وطريقة صنع وتوزيع الخبز والطوابير والازدحام على نوافذ المؤسسات الاستهلاكية..
انظروا إلى ظاهرة الهدر والفساد وارتفاع منسوبهما.. انظروا إلى المستقبل الذي يضيع من أمام أبنائنا وشبابنا وانغلاق جميع الأبواب في وجوههم.. انظروا إلى الفرص الضائعة في جميع المجالات.. انظروا وانظروا… والحديث يطول عن حجم معاناتنا وآلامنا..
مرة أخرة نؤكد أن معظم معاناتنا هي نتيجة للحرب الكونية على بلدنا ونتيجة للحصار الظالم والعقوبات الدولية بحقنا.. ولكن دائماً هناك بدائل وحلول وإدارة للأزمة تحد من وطأتها ومن تأثيراتها وتخفف من حجم معاناة الناس.. وهذه من مسؤوليات الحكومة ومهمتها الأساسية.. فلتتحرك سريعاً لوضع الحلول المناسبة قبل فوات الأوان..