اجتمع الإخوة والأخوات.. الأصدقاء والصديقات في غفلة منّي.. فقد ساءهم ما آلت إليه أموري وأحوالي.. وبسرعة ومن دون مشورة أطلقوا على عائلتي مصطلح «العائلة الرخوة».. قلت: ربما هذا حرص منهم لكي «أكمش» يدي قليلاً.. إذ إنهم لاحظوا أنني «أبسطها كل البسط».. «ولا أفكر لا بالقرش الأبيض ولا الأسود.. ولا بألوان الأيام القادمات.. فاتحة أم داكنة.. رمادية أم بيضاء»، لم أكن حينها قد تعرفت أو سمعت بالاقتصادي السويدي جونار ميردال.. ولا يهمّني أصلاً لا هو ولا مؤلفاته ولا إن كان قد حصل على جائزة نوبل أم لا … أيضاً لا يهمّني المؤلف الذي يتداوله الناس في الفترة الأخيرة.. ولا موضوعاته.. بعد التدقيق والتمحيص في معنى هذا المصطلح الذي ألصقه بي عنوة الإخوة والأصدقاء، تبين لي أن «العائلة الرخوة» هو مصطلح يشير إلى العائلة التي تضع القوانين ولا تطبقها، ليس فقط لما فيها من ثغرات، ولكن لأن لا أحد في هذه العائلة يحترم القانون، أنا وزوجتي أول من يهمل ذلك ولا نبالي به لأن لدينا سلطة إصدار قوانين العائلة.. وإن تيسر بعض المال لإغلاق أفواه الأولاد.. وتقصير ألسنتهم الطويلة خاصة الأولاد الكبار النقاقون، الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب.. وكانت زوجتي تتولى أمور الأولاد الصغار وإلهائهم بـ«أكلات طيبة» حتى لا ينتبهوا لمخالفتنا لما قررناه واتفقنا عليه. المهم حزنت كثيراً و«انزويت» وحيداً سبعة أيام بلياليها.. مثل أعراس الأمراء في حكايات جداتنا.. كان الهم يأكلني وأنا أفكر وأسأل نفسي «التي لم تعد أمّارة بالسوء» هل فعلاً خالفت.. وأخالف القانون!؟ أم إن ما ذهب إليه الإخوة والأصدقاء هو من قبيل «الحركشة» وخفة الدم والتنبيه إلى قادمات الأيام؟ لا أعلم أي شيء عن هذا وذاك.. كل ما أعلمه أن عائلتي رخوة بتصنيف الإخوة والأصدقاء!؟
قوس قزح -تشرين