بانوراما سورية- عبد العزيز محسن:
تتفاقم أزمة نقل الركاب يوماً بعد يوم ويتزايد معها حالات استغلال المواطن وابتزازه وتقاضي أجور مرتفعة تحت ضغط الحاجة للتنقل.. والسبب الرئيسي لما يحدث هو لجوء الكثير من اصحاب وسائل النقل الى بيع مخصصاتهم أو جزء منها في السوق السوداء والاستفادة من فارق السعر الكبير الذي يصل الى اكثر من 60 ألف ليرة على كل عشرين ليتر، وبالتالي توقف وسائل النقل بشكل كامل أو جزئياً عن العمل وحدوث الاختناقات وأزمات النقل المعروفة للجميع في مختلف المناطق والمحافظات.. فيما يُلاحظ بالمقابل ارتفاع “بازار” استثمار واستئجار هذه المركبات (سرافيس وتكاسي أجرة) بشكل كبير ووصول قيمة الآجار اليومي او الشهري الى مستويات غير مسبوقة بغاية الاستفادة المادية من هذه الناحية….
الحلول والمعالجات الإسعافية كالتهديد وتنظيم المخالفات والعقوبات الرادعة لم تجد نفعاً في معالجة هذه الظاهرة، والسبب يعود لانعدام القدرة على الملاحقة وعن اثبات هذه التجاوزات بشكل دقيق وموثق.. فيما يبدو بأن الحل الوحيد المتاح حالياً هو الإسراع بتطبيق خدمة ال«GPS» (جي بي إس) وهو نظام تعقب وتتبع لحركة سير الآلية والذي كثر الحديث عنه مؤخراً.. والجديد في هذا الموضوع هو المعلومات التي تتحدث عن توجه حكومي لتطبيق هذا النظام وتعميمه على جميع المحافظات بشكل موحد وبشكل متزامن وبأسرع وقت ممكن.. مع ورود معلومات عن تقديم عدة شركات عروض لتأمين وتركيب هذه الأجهزة على تكاسي الأجرة والسرافيس ووسائل النقل العامة.. ويرى المتابعون لهذا الملف بأنه بمجرد تطبيق هذه الآلية الجديدة فسيتم ضبط حركة المركبات وستحصل كل منها على مخصصاتها من المحروقات بناءً على حركتها وخدمتها الفعلية على الخطوط المخصصة لها فقط، وبالتالي لن يكون بمقدورهم بيع مخصصاتهم او التصرف بها بغير وجه حق ..
ويبقى الأمل ألا تتأخر إجراءات تطبيق هذه الآلية، والتي ستساعد ايضا في التخفيف من حالات الهدر والفساد وسوء التعامل مع مادة “المحروقات” التي تقدمها الدولة لوسائل النقل العام بأسعار مادة مدعومة ومخصصة لتسهيل حركة تنقل المواطنين..
أخيراً.. لا بد من توجيه الشكر لأصحاب وسائل النقل ممن لم يتجاوبوا مع إغراءات السوق السوداء، ولم يتخلوا عن خطوطهم، واستمروا في تخديم أهلهم بكل أمانة وضمير، ومقتنعين بما تيسر لهم من مردود مادي قد لا يكون كافياً أو منسجماً مع الارتفاع الكبير في مستوى المعيشة وفي أسعار قطع الغيار وأجور وتكاليف الصيانة.. ومع ذلك لم تغريهم الخطوط الملتوية والمشبوهة.. فلهم منا كل التقدير والاحترام.