تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
بيان عملي بحري سوري روسي بالذخيرة الحية بإحدى القواعد البحرية في طرطوس.. العماد إبراهيم: قواتنا ماضي... الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث وزارة إعلام تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1961 تحت عنوان: “الأغلبية العالمية”.. حوار فكري وسياسي خاص لوزير الخارجية الأبخازي إينال أردزينبا مع الرئ... سورية تطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة العدوان الإسرائيلي على أراضيها الرئيس الأسد يتلقّى برقيات تهنئة من قادة ورؤساء دول عربية وأجنبية بمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لع... الجلاء في ذكراه الثامنة والسبعين… تكريس الاستقلال وخيار المقاومة الرئيس الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر في رحاب جامع التقوى بدمشق الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه عدداً من كبار علماء الشام دور المؤسسة الدينية بترسيخ الاستقرار من خلال ... الرئيس الأسد والسيدة الأولى يشاركان في إفطار جماعي بالمدينة القديمة في طرطوس الرئيس الأسد يلتقي المدرسين الفائزين بالمراتب الأولى في المسابقة العلمية التي أقامتها وزارة التربية

أنها الساعة الكبيرة قد دقت

*باسل الخطيب:

ضمت روسيا شبه جزيرة القرم عام 1783 في فترة حكم الإمبراطورة كاترين الثانية، خاضت روسيا حرباً طاحنةً لأجل القرم مع الإمبراطورية العثمانية عام 1853، استمرت الحرب حتى عام 1856، كانت روسيا تربح في السنة الأولى من الحرب، و على فكرة امتدت الحرب إلى رومانيا المجاورة، التي دخلها 35 ألف جندي روسي و سيطروا عليها بعد أن طردت القوات العثمانية منها…. بعد ذلك تدخلت أقوى قوتين عُظميين في ذاك الوقت و هما بريطانيا و فرنسا، لتنقلب الكفة و تنتهي الحرب بهزيمة روسيا عام 1856.
تصر روسيا على تسمية المعارك الدائرة حالياً في أوكرانيا بالعملية العسكرية و لا تسميها حرباً، و هذا له دلالاته، فالحروب تُخاض ضد الأعداء، و الروس لا ينظرون إلى الأوكرانيين على أنهم أعداء، الروس يحاربون في أوكرانيا جهة و توجهاً و لا يحاربون الدولة و الشعب….
ما يحصل حالياً في أوكرانيا هو بالنسبة لروسيا ليس قضية ربح أو خسارة إنما يتعداه إلى كونه قضية حياة أو موت، الحرب في أوكرانيا بالنسبة للغرب هي قضية ربح أو خسارة،
قد يقول قائل أن الغرب قد استدرج روسيا إلى المستنقع الأوكراني، من حيث المبدأ هذا صحيح، و أن الغرب قد جعل من أوكرانيا الخاصرة الضعيفة لروسيا، فأغلب الحكومات الأوكرانية منذ الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي عام 1991 حتى تاريخه نهجت سياسات معادية للدولة الروسية، وصولاً إلى تهديد الأمن القومي الروسي من خلال التلويح بالانضمام إلى الناتو أو امتلاك أسلحة نووية…..
يتحدث البعض عن تعثر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، و هذا أمر تروج له الدعاية الغربية بالدرجة الأولى.
أوكرانيا هي عبارة عن أرض منبسطة بالكامل، يعرف الأوكرانيون أنهم لن يستطيعوا مواجهة الجيش الروسي في أرض مفتوحة، خاصةً مع التفوق الجوي الروسي الكاسح، كان هدف العملية العسكرية الروسية في مرحلتها الأولى جعل الأوكرانيين يقتنعون بهذه النتيجة و أن ينسحبوا إلى داخل المدن، نجحت المرحلة الأولى من العملية العسكرية الروسية في جعل القوات الأوكرانية تتموضع في المدن الرئيسية و بخاصة في العاصمة كييف، حيث يوجد أغلبية الجيش الأوكراني، و تمكنت القوات الروسية من فصل القوة الأوكرانية إلى مجموعة جزر منفصلة بعضها عن بعض، لا تستطيع إسناد بعضها البعض لأن خروجها من أماكنها المحصنة يعني هلاكها و إبادتها بالكامل، كان هدف المرحلة الأولى تقطيع أوصال القوات الأوكرانية، و قد نجحت بالمطلق، لا سيما أن الروس – و هذا التوجه الذي تحدثنا عنه أعلاه- قد توقعوا أن القوميين الأوكرانيين سينسحبون و سيقاتلون في المدن، لانه لا مشكلة عندهم أن تُدَمر هذه المدن أو أن يعاني سكانها، لأن كل هذه المدن التي انسحبوا إليها أغلب ساكنيها إما روس أو ناطقين باللغة الروسية، أي بتعبير آخر موالون لروسيا، و هذا من نافلة القول تفكير عنصري بحت.
المرحلة الثانية من العملية العسكرية الروسية هي حرب مدن، لذلك تم استدعاء الجنرال دفورنيكوف قائد القوات العسكرية الروسية في سوريا، و الذي اكتسب خبرة كبيرة من الحرب في سوريا في معارك المدن، و لم تمضي أيام على استدعائه حتى سقطت ماريوبل المدينة الساحلية على البحر الأسود، سقوط هذه المدينة كان تلى سقوط مدينة خرسون التي تطل هي الأخرى على البحر الأسود، هذا يجعلنا نعتقد أن الهدف الاستراتيجي التالي لروسيا هو مدينة أوديسا التي تقع غرب أوكرانيا.
أوديسا هي مدينة أوكرانية ناطقة بالروسية و كانت تلقب درة التاج القيصري الروسي، عدد سكان هذه المدينة مليون شخص، أسستها عام 1794 الإمبراطورة كاترين الثانية، و هي مدينة رمزية جداً مهمة بالنسبة لروسيا، فقد كانت ثالث أهم مدينة في الإمبراطورية الروسية بعد موسكو و سانت بطرسبرغ و ثاني أهم ميناء فيها، وقد قال بوتين عام 2014 أن أوديسا تاريخياً ليست جزءاً من أوكرانيا، بل يجب أن تكون جزءاً من نوفايا راسيا (روسيا الجديدة)، التي يود بوتين أن يراها قائمة على الأراضي الأوكرانية.
سيطرة روسيا على أوديسا سيجعل من أوكرانيا دولة حبيسة
معزولة، و هذا يعني نهاية أوكرانيا كدولة و كجغرافيا، و هذا و إن لم يعلنه الروس هو الحل الوحيد لضمان الأمن القومي لروسيا.
عام 2005 وضعت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون استراتيجية عسكرية في مواجهة روسيا و الصين يقوم مبدؤها على استطاعة الولايات المتحدة توجيه ضربة استباقية ألى لروسيا تجعلها غير قادرة على الرد، أي أن هدف هذه الضربة شلّ قدرات العدو بالمطلق، و لتحقيق ذلك كان يجب جعل القوات الأمريكية تتموضع أقرب ما يمكن للحدود الروسية.
هناك أربع مواقع يمكن للأمريكان منها تنفيذ تلك الضربة الاستباقية المدمرة التي تحدثنا عنها سابقاً بحيث لا تستطيع الصواريخ الروسية اعتراض الصواريخ الأمريكية، و يكون نتيجة الضربة ضرب كل مواقع إطلاق الصواريخ الروسية و تدمير كلّ مراكز التحكم و السيطرة، المنطقة الأولى هي بحر البلطيق، القوات الروسية الموجودة في كالينغراد قادرة على تدمير كل السفن التي يمكن أن تقترب من الحدود الروسية، المنطقة الثانية هي البحر الأسود و هذا بحر محرم على سفن تابعة للناتو يمكن أن تحمل أسلحة تهدد الأمن القومي الروسي، المنطقة الثالثة هي شرق البحر المتوسط و هذه منطقة صارت محظورة على السفن الأمريكية بسبب وجود القاعدة الروسية في طرطوس بما تمتلكه هذه القاعدة من أسلحة مدمرة عالية الدقة يجعل تموضع السفن الأمريكية في هذه المنطقة محفوفاً بالمخاطر، يبقى منطقة واحدة لتحقيق الغاية الاستراتيجية الأمريكية التي ذكرناها سابقاً و هي الأراضي الأوكرانية، لذلك قلنا أن ما يحصل حالياً في أوكرانيا بالنسبة لروسيا هو قضية حياة أو موت.
الصراع الحالي الدائر ليس مجرد معارك عسكرية، المعركة العسكرية هي أقل تجلياته، الصراع الدائر هو صراع إرادات و خيارات و رؤى، و الاهم من ذلك أنه كسر عظم بالمعنى الحرفي للكلمة.

قال الرئيس الأمعة زيلينسكي أن أوكرانيا هي إسرائيل الثانية أو إسرائيل الكبرى، هو لم يتحدث من فراغ، فزيلينسكي نفسه يهودي، و أغلب وزراء حكومته يهود، و ثمانين بالمئة من أعضاء مجلس النواب الأوكراني يهود، زيلينسكي في هذا التصريح لا يستجدي دعم القوى اليهودية الفاعلة في العالم فحسب، زيلينسكي و من غير قصد منه على ما أعتقد لأنه بكل بساطة ليس إلا مهرجاً يمارس الاستربتيس بالمعنى الحرفي و السياسي وضع يده على النقطة الفصل، هذا الاستنتاج يؤكده تصريح سيرجي لافروف حول يهودية أدولف هتلر إياه، و الامتعاض الإسرائيلي الكبير من ذلك، إلى الدرجة التي اتهمه فيه الصهاينة بمعاداة السامية، و طلبوا منه الاعتذار عن تصريحه، سيرجي لافروف لا يلقي الكلام هوناً، سيرجي لافروف يمارس العمل الدبلوماسي منذ أكثر من أربعين عاماً، و هو أقرب ما يكون إلى وزير خارجية الاتحاد السوفييتي من كونه وزير خارجية روسيا الاتحادية.
قبل عدة سنوات قال فلاديمير بوتين أن سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991 كان أكبر خطأ جيوسياسي في القرن العشرين، هذا التصريح له دلالاته و يشرح الرؤية الروسية الحالية باختصار، ليس صدفة أن الدبابات الروسية كانت تحمل العلم السوفييتي.
يستغرب البعض أن الإخوان المسلمين و السلفيين على طول هذه الصحراء التي تمتد من جاكرتا إلى الدار البيضاء يقفون بشدة و بعنف ضد روسيا إلى درجة أن مشايخهم اعتبروا أن المقصودين بسورة الروم هم الرّوس، و هذا ليس غريباً لأن هؤلاء و أقصد الإخوان و السلفيين لطالما كانوا أداة طيعة بيد الغرب و مخططاته.
لن أقول أن الصراع الدائر حالياً هو صراع بين الخير و الشر، و أن الخير تمثله روسيا لأن كلا التعريفين( الخير و الشر) يحملان مفهوماً فضفاضاً، و لكن تلك الحرب تخوضها روسيا عن بقية العالم لكي لايكون مصير بقية العالم كمصي الهنود الحمر…..

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات