تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يؤدي صلاة عيد الفطر في رحاب جامع التقوى بدمشق الرئيس الأسد يؤكد خلال لقائه عدداً من كبار علماء الشام دور المؤسسة الدينية بترسيخ الاستقرار من خلال ... الرئيس الأسد والسيدة الأولى يشاركان في إفطار جماعي بالمدينة القديمة في طرطوس الرئيس الأسد يلتقي المدرسين الفائزين بالمراتب الأولى في المسابقة العلمية التي أقامتها وزارة التربية الرئيس الأسد يلتقي ضباطاً متقاعدين: استثمار النضج والمعرفة والخبرة المتراكمة لخدمة الدولة والمجتمع الرئيس الأسد خلال لقاء مع أساتذة اقتصاد بعثيين من الجامعات العامة: الدعم يجب أن يبقى والنقاش لا يتم ... الرئيس الأسد يصدر القانون رقم ( 12 ) الخاص بحماية البيانات الشخصية الإلكترونية الرئيس الأسد يصدر مرسومين بتنفيذ عقوبة العزل بحق ثلاثة قضاة الرئيس الأسد يتسلم دعوة من ملك البحرين للمشاركة في القمة العربية القادمة التي ستعقد في الـ16 من أيار... وافق على رفع تعويض طبيعة العمل الصحفي.. مجلس الوزراء يناقش واقع الشركات المدمرة جراء الإرهاب لإعادة ...

مخلوقات طالما كانت عنوان الاكتفاء والنماء في الريف السوري باتت على حافّة الانقراض

لمى سليمان:

يدق التناقص المستمر في أعداد الأبقار ناقوس الخطر لما له من آثار سلبية على المستهلكين والاقتصاد الوطني، ما سبب الارتفاع المتواصل في أسعار الحوم والحليب ومشتقاته، والأسباب عديدة وراء هذا الخطر أهمها نقص الأعلاف والأدوية البيطرية الخاصة التي تحتاجها سلالات الأبقار المهجنة التي اعتمدناها بديلاً للسلالات المحلية خلال العقود الماضية، طمعاً بإنتاجيتها العالية، لكن مع تغير الظروف خلال سنوات الأزمة وصعوبة تأمين ما تحتاجه السلالات المستوردة من أعلاف مركزة وأدوية بيطرية، ظهرت الحاجة إلى العودة باتجاه الأبقار “البلدية” ذات الإنتاجية المنخفضة مقارنة بالمستوردة لكن في الوقت نفسه تحتاج تكاليف تربية قليلة نظراً لتأقلمها مع الظروف البيئية وقدرتها على الاكتفاء بما ينتج محلياً من مواد علفية.

بالأرقام

حسب البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الزراعة تراجع في عدد الأبقار في سورية من حوالي 1.1 مليون رأس عام 2011 (تنتج قرابة 1.701 مليون طن من الحليب و 71.50 ألف طن من اللحوم) إلى قرابة 700 ألف رأس عام 2020 حوالي ( أنتجت 1.309 مليون طن من الحليب و84.9 ألف طن من اللحوم ).

أما من ناحية الأبقار الشامية فتشير البيانات إلى تراجع كبير في أعدادها لدرجة أنها أصبحت مهددة بالانقراض، و تتوزع بشكل رئيس في محافظات دمشق والرقة ودير الزور و قد انخفضت أعدادها من حوالي / 65717/ رأساً في عام 1985 إلى /10600/ رأس في عام 2002 ، ليبلغ عددها عام 2011 حوالي 2803 رؤوس منها 824 بقرة غير حلوب و 1441 بقرة حلوب وتراجع إلى 2389 رأساً عام 2020 منها 597 بقرة غير حلوب و 1378 بقرة حلوب.

وحالياً تتوزع خريطة سلالات الأبقار باختلاف البيئة المربية و القدرة على التأقلم و التغذية الجيدة و تعدّ السلالة الغالبة هي سلالة “الفريزيان هولشتاين” وهي من السلالات ثنائية الغرض (حليب – لحم) و تتميز بقدرتها على التأقلم مع البيئة وإنتاجيتها العالية فيما لو حظيت بظروف رعاية صحية وتغذية جيدة، إضافة إلى بعض السلالات المحلية بأعداد قليلة مثل (الشامي – العكشي أو الجولاني) وتتم العناية بالسلالات المحلية عبر محطات متخصصة لدى الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، كما أن هناك بعض السلالات المحسنة الناتجة عن تهجين السلالات المحلية مع أخرى أجنبية لتحسين الصفات الإنتاجية.

و قد تطورت الأبقار الشامية في غوطة دمشق حيث المناخ المعتدل، والأعلاف الخضراء المتوفرة على مدار العام، والعناية الفائقة من المربين الذين مارسوا عملية الانتخاب بهدف الحصول على كمية كبيرة من الحليب، وانتقلت الأبقار الشامية من غوطة دمشق إلى المدن السورية مثل حمص وحماه وحلب. أما الأبقار العكشية (الجولانية) فهي تنتشر أيضاً في بعض الدول المجاورة إضافة لسورية كما يطلق عليها بعض التسميات المحلية المختلفة حسب المنطقة الجغرافية في سورية مثل: الجزراوية، والزورية، والقليطية.

وبحسب جداول مديرية الإنتاج الحيواني فإنه لم يطرأ تغيير كبير على خريطة توزع الأبقار ما بين ٢٠١٩ و ٢٠٢١. ففي عام ٢٠١٩ بلغت النسبة الأكبر للأبقار في دير الزور و تجاوزت الـ ٢٠% و النسبة الأقل في السويداء و لا تتجاوز الـ٣% من المجموع الكامل للأبقار ، فقد احتلت ريف دمشق المرتبة الأولى في إنتاج الأبقار بعدد ١٥٨٠٨٥ من أصل ٨٧٢٣٠٧ و العدد الأقل في إدلب لا يتجاوز ١٤١١٤ .

الأفضل في المنطقة

وفي هذا الخصوص، يؤكد الخبير الزراعي المهندس عبد الرحمن قرنفلة أن الأبقار الشامية تعدّ من أفضل عروق الحليب في الشرق الأوسط، حتى إن البعض الآخر يعدّها أفضل عروق الحليب غير الأوروبية، إذ يبلغ متوسط إنتاجها السنوي من الحليب 2000 إلى 4500 كغ مع نسبة دسم 4٪ و بعضها “المتميزة” كان لديها مستويات إنتاج تصل إلى 7250 كغ حليب، و قد نشأت الأبقار الشامية في غوطة دمشق ويعتقد أنها ناشئة عن تصالب الأبقار المحلية مع الأبقار الهندية ، أو الأبقار ذات السنام لوجود بعض الصفات المشتركة مثل : ارتفاع الغارب لدى الذكور وما يشبه السنام على الأكتاف، وتعد البيئة التي نشأت فيها هذه الأبقار غوطة دمشق، المتميزة بالجو المعتدل وتوفر المياه والأعلاف الخضراء وطريقة تغذيتها ورعايتها لها أثر بالغ في تكيف شكلها الخارجي.

وأضاف قرنفلة : تمتاز السلالة الشامية عن بقية السلالات من فريزيان و هولشتاين بارتفاع مكونات الحليب وبخاصة نسبة الدسم، كما يصل العمر الإنتاجي إلى أكثر من /16/عاماً تنتج خلاله البقرة حوالي /12/ مولوداً. كما أنها متأقلمة مع البيئة المحلية وأكثر مقاومة للطفيليات الخارجية والدموية، عدا عن كونها سهلة الولادة ونادراً ما تصاب بعسر الولادة أو احتباس المشيمة. إضافة إلى أنها نادراً ما تصاب بالتهاب الأظلاف الذي يؤدي إلى تدهور الإنتاج والهزال بسبب عدم الرغبة في تناول الأعلاف كما أن استهلاكها من الأعلاف أقل من الأبقار الأجنبية، واحتياجاتها من الطاقة والبروتين والمادة الجافة أقل أيضاً و مقاومتها عالية لكثير من الأمراض كالبروسيلا و الحمى القلاعية.

وعن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لإعادة توطين الأبقار الشامية في بيئاتها الأصلية و الحد من انخفاض أعدادها ، أشار قرنفلة إلى بعض الإجراءات و منها : إنشاء مبقرة الغوطة و شراء عدد من الأبقار الشامية، ووضعها في هذه المبقرة ولكن واجهتها بعض الصعوبات التي حالت دون الاستمرار في رعاية وتحسين الأبقار ليتم بعد ذلك تحويل المبقرة إلى منشأة اقتصادية للأبقار الفريزيان، الأمر الذي دعا الحكومة (ممثلة بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي) إلى الطلب من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المساعدة في تأسيس وتنفيذ برنامج وطني لحفظ الأبقار الشامية من الانقراض وتحسين إنتاجيتها في اللحم والحليب.

وقامت الدولة بتخصيص مبقرة دير الحجر، حيث تم شراء أعداد من العِجلات الشامية من الأسواق المحلية (حوالي 140 بكيرة) بهدف إيجاد نواة من الحيوانات النقية والمحافظة عليها من الانقراض وتحسين إنتاجيتها وإعادة نشرها في غوطة دمشق وتم نقل بعض الأبقار الشامية ذات المواصفات الجيدة إلى مبقرة دير الحجر من مبقرة الغوطة، حيث بدىء بتكوين نواة قطيع أبقار شامية ، ليكون حجر الأساس في تحسين إنتاجية الأبقار الشامية ، وزيادة أعدادها والمحافظة عليها من الانقراض.

تحسن النسل

من جهته يرى الدكتور أسامة حمود مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة في تصريحه لـ” تشرين” أن من أهم الإجراءات المتبعة لتحسين النسل هو إنجاز مشروع (نشر وتعميم التلقيح الاصطناعي ) حيث يتم إنتاج قشات السائل المنوي من ثيران تلقيح اصطناعي ذات صفات وراثية عالية منتقاة، كما يتم إنتاج السائل الآزوتي اللازم لحفظ السائل المنوي.

يتابع حمود : يتم تقديم هذه الخدمة مجاناً بدءاً من إنتاج قشة السائل المنوي والآزوتي وصولاً إلى تنفيذ عملية التلقيح الاصطناعي حقلياً لدى قطيع الأبقار عند المربين، كما يتم سنوياً إنتاج 500 ألف قشة لمختلف السلالات (الأجنبية – المحلية) وإنتاج 300 ألف ليتر من السائل الآزوتي إضافة لتنفيذ 500 ألف تلقيحة اصطناعية حقلية.

و يؤكد حمود أن المشروع استطاع أن يؤمن بنكاً وراثياً يحتوي على مليون قشة سائل منوي قابلة للاستخدام لمدة 40 عاماً لدى حفظها بالسائل الآزوتي ، إضافة إلى إسهامه في الحفاظ ما أمكن على قطيع الأبقار خلال سنوات الحرب من خلال استمرار تقديم خدمة التلقيح وتناسل الأبقار، كما لعب مشروع تدريج الأبقار المحلية تاريخياً دوراً في زيادة إنتاجية الوحدة الحيوانية وتحسين الصفات الشكلية والتناسلية وزيادة وزن المواليد، كما يتم تقديم خدمة التلقيح الاصطناعي عبر شبكة من الملقحين الاصطناعيين المكلفين والمنتشرين على مساحة القطر ويربو عددهم عن 1200 ملقح اصطناعي من الفنيين البيطريين ( أطباء – مراقبين).

و برأي الدكتور حمود فإن السلالات المحلية إنتاجيتها منخفضة مقارنة مع الأجنبي أو المحسن لكن تمتاز بتأقلمها مع البيئة.

بانوراما سورية-تشرين

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات