تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
المهندس عرنوس خلال قمة العمل المناخي بدبي: سورية التزمت وما زالت بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بالبيئ... الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بتعديل المادة 26 من قانون خدمة العلم بمشاركة سورية افتتاح القمة العالمية للعمل المناخي وزارة السياحة السورية تتوقع مضاعفة أعداد القادمين من العراق بعد قرار منح تأشيرات الدخول من المعابر ا... الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 16/ 11/ 2023 القمة العربية الإسلامية الاستثنائية تدين مجازر الاحتلال الهمجية في قطاع غزة وتطالب بوقف تصدير الأسلح... الرئيس الأسد يلتقي الرئيس السيسي في الرياض على هامش أعمال القمة العربية الإسلامية الاستثنائية كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في القمة العربية الإسلامية غير العادية لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطين... مجلس الوزراء يقر مشروع الموازنة العامة للدولة للعام 2024 بمبلغ 35500 مليار ليرة سورية موزعة على 2650... عدوان اسرائيلي جديد على مطاري دمشق وحلب .. استشهاد عامل مدني وأصابة اخر وخروج المطارين من الخدمة

“متل الغريبة مرقت قدام البُواب” بقلم المهندس باسل قس نصر الله

“متل الغريبة مرقت قدام البُواب”. أغنية فيروز هذه تُبكيني، لأنها تَصِف – بِصدقٍ – حال مَن بقيَ في سوريا أمام من هَجَرَها. تقولها باللهجة العامية (مثل الغريبة مررت أمام الأبواب). من لا يذكر هذه الأغنية؟

إنها تُبكيني. تُقَطِّعني. تُشرِّدني. تُعيد إليّ صور من هاجروا. صور الذين بقيَت أبوابهم موصَدَة يعلوها غبار الزمن، وتُغلِق على نفسها ذكريات ضحكاتهم وحزنهم.

تخبئ هذه الأبواب خلفها صور طفولة أبنائهم. “مراييل” مدارسهم، وكتبهم، وشخبطات أقلامهم على الدفاتر والحيطان.

“وما حدا منهُن سألني شو بنِي”.

كم هو حزين أن يعود الإنسان إلى الطرقات التي لعب فيها صغيراً، فتُنكره أزقتها وحيطانها وأبوابها! كم هو مؤلم أن تتنكّر له الأرصفة التي كان يجلس عليها، ومزاريب المياه التي كان يغسل شعره من ماء المطر المنساب منها!

يعود بعض المهاجرين اليوم إلى “حلب”، وقد بدأوا بموسم تفريغ بيوتهم من الأثاث، تمهيداً لبيعها. سيبيعون بيوتهم ويعودون إلى مغترباتهم، وستبقى سوريا معلقة على حيطان ذكرياتهم.

تغصّ الدمعة في عيني عندما يطلبُ مني من هاجروا صوراً لبيوتهم ولحاراتهم، حتى إن منهم من طلب أن أصوِّر له المزراب الحجري في الدار العربية في حارَتِه.

هم يتمسكون بالماضي القريب، بصحن الفول، بشراب “التمر هندي”، بحلوى “المشبّك”، بالنرجيلة أمام قلعة حلب، المختلطة بصياح لاعبي طاولة الزهر.

أما أولادهم، فقد بَنوا حياتهم الجديدة بسرعةٍ: أصدقاء جُدد. مدارس جديدة. أماكن جديدة. وبنات جيران جديدات. الأحفاد سيصبحون منفصلين تماماً أيضاً عن ذكريات أجدادهم وما بقي من أحلام آبائهم، ولن يتبقى لهم إلا جملة واحدة: “أنَّهم من أصل سوري”.

قال لي صديقي القادم من كندا إنّهم سألوه عن حال “حلب الجديدة”، فدُهش من السؤال، فأجابوه بأنَّ مونتريال هي “حلب الجديدة”.

هل تدرون أعداد من هاجر من السوريين عامّة، والمسيحيين خاصّة؟ الجيل الثالث من المهاجرين سيعود البعض منهم، لكنّهم سيعودون سفراء ومسؤولين كباراً وممثلي شركاتٍ كبيرة، لكنهم سيعودون ويمثّلون بلادهم الجديدة لدى بلاد أجدادهم، ونحن ما زلنا نقف لنكذب على أنفسنا ونقول “إن من هاجر سيعود”.

أجل سيعودون. أجل، سيعود سعادة السفير الأجنبي إلى سوريا “وهو من أصل سوري”، وسيعود الممثل الإقليمي للمنظمة العالمية إلى سوريا “وهو من أصل سوري”، وسيعود المهندس الدولي، والجرّاح العالمي، والاقتصادي الأممي، وغيرهم إلى سوريا “وهم من أصل سوري”.

تذكّروا كلامي.

اللهم اشهد اني بلّغت

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات