بانوراما طرطوس-شذى كنعان:
صرخة استغاثة تطلقها أشجار الغابات في قمم جبالنا حيث يعيث المنشار في جذوعها جيئة وذهاباً….فالارتفاع الجنوني الذي أصاب أسعار المازوت وجه المواطنين نحو مواقد الحطب هرباً من برد الشتاء..فإما أن يقص البرد عظامهم أو فليتناول كل مواطن معوله وليتوجه إلى إحدى الغابات وليبدأ بقص وبتر الأشجار والتي يفوق عمر بعضها ال500 عام ليقدمها وجبة لمواقد الحطب و التي ستمنحه الدفء الذي كان المازوت يتكفل بمنحه إياه..ناهيك عن القطع العشوائي لأغراض صناعية و تجارية…
ما هو المصير الذي ينتظر غابتنا والتي هي جنة من جنان الله على الأرض وما هو المصير الذي ينتظر المواطن إن امتنع عن استعمال الحطب كوقود للتدفئة بدلاً من المحروقات..وكيف سيتدبر أمور حياته اليومية ويؤمن احتياجات منزله الأساسية مع هذا الارتفاع المستمر لجميع الأسعار في جميع مناحي الحياة…
لو كان للمعول فم لنطق رافضاً اقتطاع ولو جزء واحد من هذه الجذوع التي نمت وارتوت من دماء شهدائنا الأبرار والأغصان التي شربت من عرق الجباه السمراء والسواعد البناءة…
وهنا لا يسعنا لوم المواطن إن قطع الأشجار لأنه لم يعد لديه خيار آخر ولا يسعنا إلقاء الحمل بأكمله على عاتق الحكومة ولكن المسؤولية مشتركة …مسؤولية الجميع….الوطن مسؤولية أبنائه…ما هكذا كنا ولا هذا ما طمحنا أن نصل إليه..