تخطى إلى المحتوى
آخر الأخبار
سورية والصين تصدران بياناً مشتركاً بإقامة علاقات شراكة إستراتيجية بين البلدين تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الصيني… الرئيس الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد يقومان بزيارة إلى الصين ... اللجنة العليا للاستيعاب الجامعي: اعتماد المنظومة الالكترونية للتقدم عن بعد لجميع أنواع المفاضلات وتس... الرئيس الأسد يصدر مرسوما يتضمن تعديل تعويضات نهاية الخدمة للعسكريين الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً ينهي العمل بمرسوم إحداث محاكم الميدان العسكرية الرئيس الأسد يبحث مع عبد اللهيان العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً يقضي بتعديل عدد من أحكام قانون الضريبة على الدخل مراسيم تشريعية تمنح تعويض طبيعة عمل لشرائح من العاملين الدائمين والمتعاقدين مجلس الوزراء يؤكد على معالجة شكاوى المواطنين ويناقش زيادة التعويضات لبعض الشرائح الرئيس الأسد لمعاوني الوزراء الذين أتموا برنامجاً تدريبياً حول صناعة السياسات التخصصية: هوية الدولة ...

مغامرة مجهولة العواقب..

بانوراما سورية- عبد العزيز محسن:

خلال زيارتي القصيرة مؤخراً الى محافظة طرطوس اطلعت عن قرب من اخوتي مزارعي البيوت البلاستيكية الى حجم الصعوبات التي يعانوا منها في تأمين التمويل اللازم للموسم الجديد الذي بدؤوا التحضير له حالياً … فهل تعلم عزيزي القارئ بأن تكلفة تمويل البيت البلاستيكي الواحد لا يقل عن 20 مليون ليرة سورية ويشمل ثمن “النايلون والبذار والأسمدة والأدوية والمبيدات والمعقمات والمستلزمات الأخرى”.. وهذا الرقم كما ذكرت هو لبيت بلاستيكي واحد فما بالك بمن يمتلك ثلاثة او اربعة او ثمانية او اكثر.. بالتأكيد ارقام التكلفة كبيرة جدا وهي غير متوفرة لدى غالبية المزارعين.. وخلال السنوات السابقة كان المزارع يلجأ -تحت ضغط الحاجة- الى الاستدانة وطلب التمويل من اصحاب الصيدليات الزراعية واستجرار المواد والمستلزمات الزراعية بالاستدانة ريثما يأتي موسم الانتاج ورد القيمة وفق سعر الصرف الرائج مع هامش ربح مرتفع وغير ثابت.. أو كان يلجأ الى الاستدانة لمبالغ نقدية من تجار سوق الهال مقابل تسليمهم الانتاج واقتتطاع الديون من الانتاج.. الا ان هذا العام يبدو الأمر صعباً ومحدوداً، فغالبية الصيدليات الزراعية وتجار سوق الهال يمتنعوا عن التمويل بسبب التكاليف المرتفعة بالتوازي مع تخوفهم مما سيكون عليه واقع الموسم لناحية واقع الانتاج والأسعار… ويدرك الكثير من المزارعين هذه الحقيقة ويؤكدوا أنهم يدخلوا فعلاً في مغامرة غير محسوبة النتائج والعواقب لناحية واقع الموسم من حيث الظروف الجوية وحجم الانتاج بالإضافة الى عدم ضمان وجود اسعار تتناسب مع حجم التكاليف المرتفعة، مشيرين الى ان سعر مبيع الكيلو الواحد من مادتي البندورة او الخيار على سبيل المثال يجب ألا يقل عن 5000 ليرة كي يحقق الحد الادنى من تكاليف الانتاج.. وهذا السعر من الصعب الوصول اليه لاعتبارات كثيرة ولذلك لا يمكن التكهن بما ستؤول اليه احوال هذا القطاع مستقبلاً.

من المعلوم أن تكاليف تمويل مستلزمات الانتاج للزراعات المحمية هي الأعلى من بين جميع الزراعات التقليدية وبقية المحاصيل الاستراتيجية.. وهي الأعلى ايضا على صعيد تعرضها للمخاطر الطبيعية والتغيرات المناخية والانتاجية والسعرية.. ولذلك فأن العاملين في هذا القطاع معرضين بشكل كبير الى تحديات كبيرة والى مخاطر حقيقية بزوال مصدر رزقهم، وسط غياب للدعم الحكومي الحقيقي والفعال في ظل قصور عمل المصارف الزراعي الذي نسي امره غالبية الفلاحين نظرا لتعقيدات الاقراض وتدني حجم القروض وارتفاع فوائدها…

بالتأكيد هناك الكثير من الافكار والحلول التي يمكن من خلالها مساعدة العاملين في قطاع الزراعات المحمية على مواجهة الصعوبات التي يعانوا منها وخصوصا في موضوع تمويل وتوفير مستلزمات الانتاج ، ومن بين هذه الافكار احياء دور المصارف الزراعية وتقديم التمويل الكافي والمناسب لتكاليف الانتاج بأسعار فائدة مدعومة وبإجراءات اقراض مبسطة وميسرة.. ومن خلال ذلك تقدم الحكومة دعمين بآن معا لكل من الفلاح لضمات استمراية الانتاج وتحقيق مردود جيد لعمله، وكذلك للمستهلك بالحصول على سلعة غذائية بأسعار مقبولة… وكما قلت هذا السيناريو هو احد الحلول العديدة ولكنه الأكثر منطقية والأكثر قدرة وسرعة في التنفيذ…

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات