*عبد العزيز محسن:
رئاسة مجلس الوزراء
وزارة الصناعة
وزارة الصحة
وزارة الدولة لشؤون البيئة
محافظة طرطوس
افترض أن صور الغبار الكثيف المنبعث من مداخن معمل اسمنت طرطوس وصلتكم ايها السادة كونها تملئ صفحات الفيس بوك منذ فترة، ولديكم مكاتب اعلامية ترصد وتتابع ما ينشر… ومع ذلك لم نرى منكم أي اجراء أو تحرك أو اهتمام جدي بهذا الموضوع… فلهذه الدرجة لا تهمكم صحة وسلامة المواطن.. هل عجزتم عن تأمين الصيانة اللازمة والفلاتر للمعمل لوقف هذه الانبعاثات السامة …
هذا الظاهرة قديمة قدم المعمل لعدة عقود من الزمن ولكنها لم تكن بهذا الحجم وبهذا الضرر.. لقدد تحولت حياة الناس في محيط المعمل الى بؤس وجحيم فلا يكاد يخلو بيت من مرض مزمن أو من ضحية لهذا السم القاتل.. ورغم هذه الحقيقة والواقع المأساوي يتم التجاهل وعدم الاكتراث بحياة عشرات الالاف من المواطنين في محيط المعمل، يُضاف الى ذلك الأضرار الهائلة في الأشجار المثمرة والاراضي الزراعية التي خرج معظمها عن الخدمة نتيجة الغبار الكثيف وتخرب التربة.
فعلا مأساة حقيقية يعيشها أهل حصين البحر والقرى المجاورة لدرجة أن الكثير من العائلات تفكر جدياً بمغادرة منازلها هرباً من هذا الجحيم ولكن كيف و الى اين وهم بالكاد يسدون رمق العيش.. وبعضعم وببساطة وبطيبة يقول: لا هروب من القدر.. ولكن هل هذا قدر؟ لا ليس قدراً بل هو نتيجة عدم المبالاة وعدم الاكتراث ممن يفترض أنهم أمينون على صحة وحياة الناس.. وماذا يمكن أن يقال بعد…؟ لا شيئ فقط تأملوا الصورة وتخيلوا أن بيتكم ايها السادة هنا في هذا المكان وتعيشون ليلا ونهاراً في هذه الأجواء!!! هل تتحملون العيش يوماً واحداً إن لم نقل ساعة واحدة… كفى .
بانوراما سورية