بانوراما طرطوس- عبد العزيز محسن:
على المستوى العام هناك اجماع على أهمية برنامج القرى الصحية الذي يتم تطبيقة في عدد من المحافظات السورية ومن بينها طرطوس عبر33 قرية على امتداد هذه المحافظة.. ومن خلال الاطلاع على الأهداف العامة لهذا البرنامج ومجالات عمله ودوره في المجتمع المحلي يتضح لنا دوره في دعم وتحقيق هدف الصحة للجميع وتحسين نوعية حياة الناس وسلوكياتهم وأنماط حياتهم وتحقيق الاحتياجات الأساسية للتنمية وتشجيع ودعم الرعاية الذاتية، أما على صعيد الأهداف الخاصة فيتمثل أهمها بالعمل على زيادة الوعي فيما يتعلق بالصحة والإحتياجات التنموية وتقوية المجتمع لوضع أولوياته وممارسة الإدارة الذاتية بالإضافة إلى فهم وتعزيز عملية التنمية من القاعدة إلى القمة وإنشاء فريق دعم فني وتقوية وتنظيم العمل القطاعي… بالتأكيد هذه الأهداف العامة والخاصة هي طموحات مشروعة وقابلة للتطبيق في حال توفرت الظروف الموضوعية والبيئة المناسبة، ولذلك نرى تفاوتاً في نجاح التطبيق ما بين منطقة وأخرى، والأمر يتعلق بمدى الاستجابة والاهتمام وبالتأكيد الإدارة الفعالة لأي قرية أو قطاع.. ومن خلال المقارنة ما بين الرؤى والأفكار وبين الواقع على الأرض يمكننا القول إننا لا نزال نخطو أولى الخطوات في هذا البرنامج رغم مضي عدة سنوات على بدء التطبيق والذي يحتاج الى المزيد من الدعم والرعاية وتضافر جهود المؤسسات والجهات العامة يداً بيد مع فعاليات المجتمع المحلي والجمعيات والفرق التطوعية للوصول الى نتائج أفضل تنعكس ايجاباً على الأفراد والجماعات في أماكن تطبيق البرنامج.. ولعل السبب في بطء سرعة انتشار البرنامج يعود إلى الأزمة التي تمر بها البلاد والتي أدت الى تراجع الاهتمام والرعاية وتحويل الدعم الى مجالات أكثر أهمية.. ولكن رغم ذلك لا يمكننا الا الاعتراف بأهمية ما تحقق بشكل عام وبحجم الاستجابة المقبولة من المجتمع الأهلي لفكرة البرنامج وتوجهاته، ويبقى الأمل أن نشهد في المستقبل اهتماماً ودعماً أكبر وانتشاراً واستجابة أوسع وفي ظروف أفضل..
ما دفعنا للحديث عن القرى الصحية هو المعرض الذي أقامته اليوم مديرية صحة طرطوس لبرنامج القرى الصحية في صالة طرطوس القديمة بهدف التعريف بالقرى وعرض منتجات وأعمال حرفية وفنية متنوعة للمواطنين في تلك القرى من مدارس ومراكز صحية وجمعيات وغيرها.. ورغم اقتصار عدد المشاركين بالمعرض في دورته الأولى على سبع قرى صحية إلا أنه تم تسجيل تنوعاً وغناً في المعروضات عكست الاهتمام والمستوى المتقدم للمشاركين والذين ينشد معظمهم ايجاد أسواق لتصريف منتجاتهم وأعمالهم القيمة..
في الختام أود التأكيد أن القرى الصحية هي النموذج الأكثر صحة وحضارة لما يمكن ان تصل إليه العلاقة ما بين الدولة والأفراد والجماعات وفق علاقة مميزة وتشاركية فريدة من نوعها هدفها الأول والاخير تنمية وتطوير المجتمع الأهلي وتحقيق التنمية الشاملة..