بانوراما طرطوس- راما عباس:
وينساه الجميع مضاءا” في الخارج.. وتغفو عيونهم بسلام.. قنديل الطريق… يتدثر بنوره وسط برد المكان.. ولايمل الثلج يدعوه لرقصة الشتاء.. رقصة من ثلج ونور.. أقف خلف زجاج نافذتي أنظر إليه.. ماذا تراه يشعر..؟ هل هو سعيد يضيئ تاجه كالذهب.. ويرتدي ثوبا” أبيضا” يمتد مدى الأرض والسماء، ويطول إنتظاره على الرصيف.. إنه هنا منذ بداية الفصول.. وأردت أن أخرج إليه؛ وأتحسس ثوبه.. أرتدي معطفي وقبعتي.. وأقف بقربه.. أنتظر إنتهاء الغيمة من حياكة ثوب لي كثوبه.. وقد بدأت أرى الخيوط الأولى تغفو فوق أكتافي.. وتتلوها أخرى فوق ذراعي… وتلمع تحت ضوء صديقي كنثرات ذهبية.. ماذا تراك تنتظر هنا أيها القنديل.. ألم تمل الرصيف بعد..؟ عيناي فقط من كانتا تتحركان.. فلا أريد إفساد ثوبينا بخطواتي… وقفت طويلا.. وقد بدأ البرد يتسلل إلى جسدي.. وأنفاسي باتت باردة.. ورحت أتحسس مفتاح بيتي في جيب معطفي.. أمرر إصبعي فوق أسنانه.. أجل سأدخل إلى بيتي لأنعم بالدفئ.. مشيت نحو الباب ونظرت خلفي.. حزنت لتركه وحيدا” وقلت له.. أعدك عندما يأتي الصيف سأبقى بقربك.. وسأقرأ لك كتابي المفضل.. ونسهر معا” على الرصيف.. فالإنتظار يحتاج لصديق.. ويسكن ضوئك صفحات كتابي.. وتكون رقصة الصيف لنا.. نور وإنتظار وكتاب…، قنديل الطريق.. طابت ليلتك..