تخطى إلى المحتوى

أغصان الشجر الأخيرة …

بانوراما طرطوس- مريم مشلبن:

أكثر مايخيف في هذه المساءات هدوءها في لحظة ما 
عندما ينفجر الوقت المتراكم ويميل الطريق …ويفتح فيه بركا تتجمع فيها المشاعر الراكدة 
ستدرك أن الشتاء أقترب بسرعة فاقت توقعاتنا وفاتنا جمع الصوف والحطب واللحم المقدد بل حتى قليلا من اللحم الطازج من كتفي أو كتفك لا فرق 
في النهايات تبحث من حولك عن أي شيء يجعلك قادرا على المشي …على المقاومة …
تبحث عن شجرة خضراء تشبهك
تتسل بمخيلتك إلى جبال ووديان لم ترها من قبل غير أن الإحساس بنفاذ الوقت يجعلك سريعا جدا في البحث عن نفسك
تجد ضالتك أخيرا …يثقلها الورق وتتبارى ذكور عصافيرها في الإيقاع بإناث حنونة علمتها أمهاتها بناء أعشاش دافئة ،يعجبك كل شيء في شجرتك المصطفاة …تطوف من حولها سبعا ،لتتأكد من نفاذ حيواتك كلها ،إذ لم ترجع من الطوف الأخير صافيا …ولم يغلفك الحظ بشرنقة
تحزن …يلفك ظلالها
تبتسم …تبتسم ظلالها
تبكي ….تمطر السماء
ويبقى في الغصن الصغير أخر ورقة صفراء تهزها الرياح ..تخترق جميع الأحاسيس الأرض وتستيقظ بفعل قطرات المطر على وجهي وأنا أنظر إلى الغصن الأخير ….

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Print

إقرأ أيضامقالات مشابهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

تابعونا على فيس بوك

مقالات